|
فياض: استحداث هيئة محلية باسم قرية "باب الشمس"
نشر بتاريخ: 16/01/2013 ( آخر تحديث: 16/01/2013 الساعة: 16:41 )
رام الله - معا - أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن مجلس الوزراء قرر في جلسته التي عٌقدت بالأمس استحداثَ هيئةٍ محلية في محافظة القدس باسم قرية "باب الشمس" وتكليف وزير الحكم المحلي بتعيين لجنة لإدارة مجلسها القرويّ، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بضمان تقديم الخدمات المطلوبة لها، مُشدداً على أن إقامة قرية باب الشمس هي مبادرة خلاّقة توحدُ شعبَنا بكل فئاته وقواه في مساندتها، وتُعبر عن إصراره على مواجهة الاحتلال الإسرائيليّ ومشروعه الاستيطانيّ الاستعماريّ الإحلاليّ".
وقال: " تأتي إقامةُ باب الشمس تعبيراً عن إصرار شعبنا على نيل حريته من الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، كما إنها تُشكلُ نقلةً نوعيةً في نضال شعبنا المشروع ومقاومته السلمية لمحاولات حكومة الاحتلال توسيع هجمتها الاستيطانية، بهدف منع إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967". وأدان فياض اقتحام قوات الاحتلال لباب الشمس وإخلاء ساكنيها تحت جنح الظلام وبقوة السلاح، مؤكداً على أن ذلك يُظهر مدى طغيان الاحتلال وعنجهيته وتحديه للقانون الدوليّ والقانون الدولي الإنسانيّ. واعتبر أن اعتداء قوات الاحتلال مرة ًأخرى على القرية واعتقال عدد كبير من النشطاء لن يرهب سكان القرية. وشدد على أن إنشاء قرية باب الشمس يُشكلُ إبداعاً فلسطينيّاً جديداً في حكاية الصمود الفلسطينيّ والإصرار على البقاء والحياة على أرض وطننا، ونقل رسالة مفادها أن شعبَنا مُتمسكٌ بأرضه وحقوقه الوطنية ومستعدٌ لحمايتها والدفاع عنها، كما إنه يُظهر القوةَ الكبيرة التي باتت تتحلى بها المقاومة الشعبية السلمية، حيث تُشكل حالةً شعبيةً يتسعُ نطاقُ المشاركة فيها يومياً، وحلقهً جوهريةً وأساسيةً من حلقات النضال الوطنيّ الفلسطينيّ لنيل الحرية والاستقلال، رغم محاولات حكومة الاحتلال وسعيها لتقويض هذا العمل السلميّ بشتّى السبل. وقال: شكّلت باب الشمس حلقةً هامةً وأساسيةً لا بدَ من البناء عليها في تعزيز صمود ووحدة شعبنا في رفضه للاحتلال ومخططاته التوسعية. كما أظهرت، ليس فقط استعداد شعبنا للصمود، بل وإصراره العنيد على حماية أرضه والمضي قُدماً بمشروعه التحرريّ حتى نيل استقلاله وتمكينه من تجسيد سيادته الوطنية على أرض دولة فلسطين المُستقلة، وطناً حراً لشعبٍ من الأحرار". وخاطب فياض قادة ونشطاء اللجانُ الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، وشباب فلسطين الذين انخرطوا في بناء قرية باب الشمس على أراضي القدس المُهددة بما يُسمى بالمشروع الاستيطاني E1 وقال: " إن اقتحام قوات الاحتلال لقرية باب الشمس وإخلاءها ليس نهاية المعركة، فهنالك أبواب أخرى للشمس، وكما قال الكاتب اللبنانيّ إلياس خوري أنتم زيتون فلسطين الذي يضيء بشمس العدل، تبنون قريتكم فيشتعلُ بكم نورُ الحرية". وأضاف: "ستظل هذه الأرض كما كانت دوماً تُسمى فلسطين". جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الذي كرّسه رئيس الوزراء للمهام والتحديات الماثلة أمام السلطة الوطنية لمعالجة التبعات والأضرار الكبيرة الناجمة عن الموجة الجوية العاصفة التي شهدتها فلسطين خلال الأسبوع الماضي، وما ألحقته من خسائرَ جسيمة بالمواطنين وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، مُشيداً بجهود أبناء شعبنا ومختلف المؤسسات الرسمية والأهلية التي تمكنت من التقليل من حجم خسائر هذه الموجة، وقال:" رغم قوة الموجة الجوية القاسية والأجواء العاصفة التي داهمت بلادنا وحجم الدمار الذي لحق بالأراضي الزراعية والمُمتلكات الخاصة والعامة وبالبنية التحتية، إلّا أن مجتمعنا الفلسطيني تمكنَ بجهد مُختلف مؤسساته الرسمية والأهلية وبجهود وبسواعد مواطنينا وتكاتفهم وتضامنهم، من التقليل من حجم الخسائر وخاصةً فيما يتعلق بعلميات الإنقاذ والإغاثة الفورية". وقدّم فياض تعازيه إلى ذوي الضحايا هناء سمير السامري، وسماح وليد كنعان، وماهر برية الذين قضوا جرّاء العاصفة وما رافقها من سيول. وأكد فياض على أن عملية إصلاح أضرار القطاع الزراعي بدأت وبحيث تستكمل خلال هذا الأسبوع، مُشيراً إلى أن الحكومة أقرت يوم أمس آليات المساعدة للمتضررين والبدء الفوري بتقديمها، بما في ذلك تقديم المساعدات للمواطنين الذين تضررت منازلهم، وكذلك لأصحاب المنشآت الاقتصادية، بالإضافة لمساعدة الهيئات المحلية في إصلاح البنية التحتية وإزالة الأنقاض وإصلاح أكتاف الطرق وفتح العبارات. وشدد رئيس الوزراء على أن حالة التضامن والتكاتف الشعبيّ التي لطالما ميّزت أبناءَ شعبنا، وروح التعاون والتكامل بين جميع الجهات المختصة، إضافةً إلى الكفاءة والمسؤولية العالية التي أبدتها هذه الجهات، خاصةً طواقم الدفاع المدنيّ والهلال الأحمر ومنتسبي المؤسسة الأمنية والبلديات والمجالس المحلية ومديريات الحكم المحليّ والأشغال العامة والإسكان والزراعة والشؤون الاجتماعية ومؤسسات القطاع الخاص والمتطوعين، كان لها عظيم الأثر في الحد من الأضرار وإنقاذ حياة المواطنين، والإغاثة الفورية للمتضررين والمنكوبين. واعتبر فياض أن المؤسسات الحكومية أثبتت قدرةً كبيرةً على مواجهة متطلبات هذا الظرف الطارئ رغم شح الإمكانيات وجسامة الخسائر، حيث تحركت، بسرعةٍ تكاد تكون قياسية، فرقُ البنية التحتية ولجانُ حصر الأضرار في وزارات الزراعة والحكم المحليّ والأشغال العامة والإسكان والاقتصاد الوطنيّ والشؤون الاجتماعية وسلطتي الكهرباء والمياه، وبالتنسيق المباشر مع المحافظين والمجالس المحلية، لحصر جميع الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين والمزارع والمنشآت والبنية التحتية تمهيداً لمساعدة جميع المتضررين بصورةٍ عاجلة، وقال:" لقد أكدت هذه الحالة الشعبية من التضامن المُوحد والمُنظم أن وحدة شعبنا وتكاتف أبنائه تنتصرُ مرةً أخرى أمام كل الظروف والتحديات". وأكد رئيس الوزراء على أن المهمة المُباشرة أمام السلطة الوطنية تتمثلُ الآن في تقديم المساعدات العاجلة لتمكين المواطنين من التغلب على الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم ومصادر رزقهم في القطاعات المُختلفة، من خلال ترميم المنازل، وتأهيل المنشآت وتعويض المزارعين، إضافةً إلى استخلاص ما هو ضروريّ من عبر إزاء ما لحقَ بالبنية التحتية من أضرار، وبما يؤدي إلى تحسين الجاهزية في حال تكررت مثل هذه الأحوال الجوية، مُشدداً على أن المحافظات والبلديات والمجالس المحلية، وهي في حالة انعقاد دائم، تتابعُ الوقوفَ على تبعات المنخفض الجوي للاستمرار في تلبية احتياجات المواطنين، وجدد فياض تصميم الحكومة على المضي قدماً في تعويض المتضررين بصورةٍ فورية رغم قلة الإمكانيات الناجمة عن الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها، مؤكداً على أن الأولوية لأصحاب المنازل المُتضررة والقطاع الزراعيّ، وبما يُمكن من ضمان عودة المواطنين فوراً إلى منازلهم، وتمكين المزارعين من استئناف أعمالهم في هذا الموسم الزراعيّ، مُناشداً الأشقاء العرب وجميع الدول الصديقة والمنظمات الدولية ذات الصلة، من أجل الوقوف إلى جانب السلطة الوطنية لتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها في معالجة الأضرار الجسيمة الناجمة عن هذه الكارثة الطبيعية. وأكد رئيس الوزراء في نهاية حديثه على أن روح التضامن والإصرار على التغلب على ما ألحقته العاصفة من دمارٍ ستظلُ دوماً المُحفز الذي يستنهضُ طاقاتنا جميعاً، مُشيراً إلى أنه لمس خلال جولاته التفقدية التي قام بها لمحافظات الشمال في طولكرم وسلفيت وقلقيلية وجنين وطوباس حجمَ الدمار الذي لحق بالمنازل والمنشآت والمحلات التجارية، خاصةً في قباطية، وما تعرضت له الأراضي الزراعية في جنين وطولكرم، وفي قلقيلية التي كان جدارُ الفصل العنصري السبب الرئيس في ارتفاع الخسائر التي تكبدتها حيث تسبب الجدار في حجز مياه الأمطار مما وسّع من حجم الكارثة التي لحقت بالأراضي وحتى المنازل القريبة منه. |