وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د.اشتية: التوجه الفلسطيني القادم سيكون نحو المنظمات الاممية

نشر بتاريخ: 23/01/2013 ( آخر تحديث: 23/01/2013 الساعة: 19:07 )
رام الله - معا - قال د.محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن النمط الاستعماري الاستيطاني في العالم كانت له نتائج وأنماط مختلفة، فهناك حالة طُحن فيها السكان الأصليون مثلما جرى في استراليا ونيوزلندا وأميركا اللاتينية، وهناك حالة هُزم فيها المستوطنون كما حدث في الجزائر وروديسيا فيما أصبحت هناك حالة تعايش بين المستعمرين والسكان الأصليين في المكسيك، وهناك حالات في التاريخ الحديث تم حل الصراع فيها ولكنه ما زال حلاً يخضع للتجربة مثل ايرلندا وجنوب افريقيا، وهناك الحالة الفلسطينية التي ما يزال الصراع محتدماً فيها بين المستوطنين والسكان الأصليين.

وخلال ندوة نظمها مركز كارتر بعنوان: "المستوطنات الإسرائيلية تدق ناقوس الخطر" في رام الله، أشار د.اشتية إلى أن الحركة الصهيونية تعتبر الاستيطان عمادها، حيث تعتمد سياسة البناء خارج الحدود التي رسمت لها استمراراُ لنهج توسعي يهدف لخلق وقائع على الأرض.

وأوضح د.اشتية أن العقلية الصهيونية تربط بين الاستيطان والحدود والأمن، حيث تعتبر المشاريع الاستيطانية ضمن ايديولوجيات الاحزاب الإسرائيلية فحزب العمل يبني استراتيجيته على أساس وحدة شعب إسرائيل ولذلك بنى الجدار الذي هو فكرة حاييم رامون، أما الليكود فيبني استراتيجيته على أساس وحدة أرض اسرائيل، مستشهداً بأقوال العسكري الإسرائيلي ايجال أيالون: "إن الحدود الآمنة التي هي ليست حدود دولة ليست حدود آمنة، وحدود الدولة التي يستوطن على طولها اليهود ليست حدود دولة".

وأشار د.اشتية إلى ان هناك أنواعا من الاستيطان، منها الاستيطان المدني الموجود في القدس، والريفي القروي المتمثل في الكيبوتسات، وغيرها، وفرّق بين نوعين من الاستيطان، استيطان القطاع الخاص، واستيطان الدولة الرسمي.

وأضاف د. اشتية: "عندما ذهبت إلى مؤتمر مدريد عام 1991 كان هناك 190 ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية أما الآن فيفوق عدد المستوطنين 631 ألف مستوطن. وفيما كان المستوطنون يخشون من القيادة في الشوارع، أصبح الفلسطينيون الآن يخشون من السير في الشوارع خوفا من عنف المستوطنين الذين ازداد تطرفهم وعنجيهتهم".

وعرّج د. اشتية على آليات السيطرة على الأرض حيث استخدمت اسرائيل جميع الحجج والوسائل القانونية وغير القانونية للاستيلاء على الأراضي لأهداف استيطانية.

وأضاف د. اشتية أن الاستيطان يهدف أيضا للسيطرة على المياه، واستغلال الأراضي للزراعة مثل أراضي غور الأردن أو الصناعة مثل إنشاء المصانع والمناطق الصناعية في المستوطنات.

وشبّه د.اشتية الوضع الحالي بالضفة الغربية بنظام الفصل العنصري: "هناك تمييز بين المستوطنين والفلسطينيين في شبكة الطرق والحافلات، حتى الاشارات الضوئية في الضفة الغربية عنصرية فهي تعطي الأولوية للمستوطنين وتفتح الطرق أمامهم".

وحول الموقف الفلسطيني ركز د.اشتية على اعتبار الفلسطينيين للاستيطان بكل أشكاله غير شرعي وغير قانوني، موضحا أنه يمكن اخلاء المستوطنين يالتدريج عبر رفع الدعم عنهم ورفع الحماية الأمنية، موضحاَ أنه أصبح بإمكان فلسطين الآن التوقيع على المواثيق الدولية مثل اتفاقية جنيف، بعد حصول فلسطين على العضوية المراقبة في الأمم المتحدة، والتي تحمي للفلسطينيين حقوقهم.

وقال د.اشتية إن بنيامين نتانياهو، المتوقع أن يشكل الحكومة الجديدة، فضّل الاستيطان على السلام مما يشكل خطراً على مستقبل عملية السلام وحل الدولتين متسائلاً: "كم نحتاج زمنياً من المفاوضات حتى نتمكن من الوصول إلى حل؟ وإذا استمرت وتيرة الاستيطان بهذا الشكل فلن يكون هناك قاعدة جغرافية للدولة الفلسطينية". وأضاف أن E1 أصبحت رمزاً لبقاء حل الدولتين أو عدمه.

وشدد د. اشتية على أن التوجه الفلسطيني في المرحلة القادمة سيكون باتجاه الذهاب إلى المنظمات الأممية ذات العلاقة بالاحتلال والاستيطان للضغط على اسرائيل من أجل إنهاء احتلالها.