"أم عمار".. فتاة تحلم بزيارة فلسطين وقراءة الفاتحة على ضريح عرفات

بيروت- تقرير معا - ليس بعيدا عن بيروت يقع مخيم اللاجئين الفلسطينيين برج البراجنة والذي يقطنه ما يقارب الثلاثة آلاف لاجئ معظمهم من شمال فلسطين، وبين ازقة المخيم الذي لا يمكن ان تتجول بداخلة سوى سيرا على الاقدام لضيق الممرات التي توصلك الى كل منزل من منازل المخيم لفت انتباهنا احد الاكشاك التي لا تتسع لأكثر من شخصين وبداخلها بعض عدد من علب السجائر يعتاش منها احد مقاتلي الثورة الفلسطينية القدماء ويدعى أبو صالح تجلس بجواره زوجته أم صالح رائحة السجائر والقهوة المرة التي قدموها لنا تملأ المكان.

أبو صالح وأم صالح ولدا في مخيم برج البراجنة بعد أن هجرت عائلاتهم في العام 1948 من منطقة عكا شمال فلسطين ولديهم ستة من الأبناء أربع من الاناث واثنان من الذكور، جلسنا مقابلهم في البقالة واستمعنا لهم ولقصتهم في هذا المخيم الذي تشعر خلال تجوالك بداخله بدفء البيت والعائلة الفلسطينية.
|202918|
وخلال حديث أبو صالح لنا عن مشواره النضالي في صفوف الثورة وعدد المرات التي اصيب فيها بإصابات كادت ان تودي بحياته وعن حبه للرئيس الراحل ياسر عرفات "ابو عمار" اذ بفتاة في الخامسة من عمرها "تقتحم" المكان ترتدي كنزة عليها صورة الشهيد ياسر عرفات وقبل ان نتحدث بكلمة بادرت أم صالح لتعرفنا عليها انها احدى بناتها الاربع والمعروفة داخل المخيم وبين سكانه باسم أم عمار لحبها وتعلقها بالرئيس الراحل ابو عمار.

اصطحبتنا ام عمار ووالدتها الى منزلهم في المخيم، دخلنا المنزل وصور ابو عمار ترافقنا في كل زاوية من زوايا المنزل معلقة على كل جدار من جدرانه وكل هذا بفضل أم عمار التي تحافظ على هذه الصور كما تحافظ كل فتاة في عمرها على اناقتها، تحرص هذه الفتاة على تنظيم وتنظيف هذه الصور بشكل دائم امنيتها في الحياة أن تزور فلسطين بهدف زيارة ضريح ابو عمار وقراءة الفاتحة له.
|202913|
وعند سؤالنا هذه الفتاة عن سبب حبها وتعلقها بالشهيد ابو عمار قالت ودون تردد وما الشيء الذي فعله أبو عمار كي لا أكون من محبيه لماذا لا احبه وهو أب لكل الفلسطينيين لماذا لاحبه بعد أن عمل كل شيء لرفع اسم فلسطين لماذا لا احبه وهو من علمنا حب المقاومة وحب فلسطين وتضيف قائلة لو قدر لي أن ازور فلسطين مهما كانت مدة الزيارة لقضيتها بالقرب من ضريح هذا الرجل لا افارقه اقرأ له القرآن واترحم عليه.
|202910|
بيت وكرم فلسطين

وخلال حديثنا مع هذه الفتاة واجراء مقابلة معها ودون أي سؤال واذا بشقيقتها الاكبر تخرج من المطبخ حاملة بين يديها صينية احتوت على افطار زاد من شعورنا باننا في منازلنا بفلسطين، حتى ورغم اننا لم نكن نشعر بالجوع حينها غير اننا بدأنا بتناول الطعام دون شعور فهذا افطار في منزل فلسطيني بازقة المخيم وجدنا فيه ضالتنا، فبالرغم من البوفيهات المفتوحة في الفنادق غير ان هذا الافطار من اجمل ما تذوقته خلال هذه الايام التي قضيناها في احدى اجمل العواصم العربية.
|202911|
فكرم الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان ورغم العوز والحاجة يجعلك تنسى كل همومك واوجاعك وألمك ففي كل مكان تجد من يدعوك الى شيء القهوة تصلك الى نافذة المركبة التي تقلك وكذلك هو الحال في كل بيت ومخيم من هذه المخيمات فقبل عدة ايام كانت لنا جولة في مخيم نهر البارد وخلال تصويرنا لأزقة المخيم، اذا بأحد الشبان يقترب منا تعرف علينا وعندما علم اننا من فلسطين ومن وكالة معا قام بدعوتنا الى احد المخابز في المخيم يملكه مهدد ايانا اذا لم نحضر الى المخبز ونتناول معه الغداء سيحتجز لنا الكاميرا وبقي يرافقنا رغم مرافقة السفارة لنا حتى ان انتهينا من عملنا عائدين ادراجنا.
|202915|
العلاقات الاجتماعية، كل ابناء المخيمات يعرفون بعضهم البعض تربطهم علاقة اكبر من علاقة الجيرة يتبادلون الحديث والمزاح فيما بينهم يدخلون بيوت بعضهم دون مجاملة وبعيدا عن الرسمية فكل بيت في المخيم بمثابة بيت لكل الفلسطينيين، يشكون همومهم وحالهم لبعضهم البعض يجدون الحلول لمشاكلهم بعيدا عن الامن كل منهم يحب الاخر ويخاف عليه بقدر خوفه على نفسه.
|202914||202908||202909|