|
عودة لجنة الانتخابات أول مسمار في نعش الانقسام السياسي
نشر بتاريخ: 26/01/2013 ( آخر تحديث: 27/01/2013 الساعة: 10:37 )
رام الله – خاص معا - أكدت القيادات الفلسطينية، اليوم السبت، أن توجه لجنة الانتخابات إلى قطاع غزة يعتبر خطوة نحو إنهاء الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإن أكدت ذات القيادات نفسها على أن الطريق لا يزال طويلاً.
وترى القيادات أن دعوة حماس للجنة الانتخابات المركزية بالعودة للعمل في قطاع غزة يعد مؤشراً إيجابياً، رغم الأفعال التي تتم هنا وهناك من اعتقالات توصف بالسياسية، وفي ظل أحاديث عن ملفات معقدة تحتاج لوقت طويل لبحثها، ما يجعل مسار المصالحة طويلاً وشائكاً. وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم حركة فتح، أحمد عساف، أن عودة لجنة الانتخابات إلى قطاع غزة يعد استحقاقاً وطنياً، قائلا: نحن نعتبر أن تسجيل الناخبين يعد حجر الزاوية لانطلاق عملية المصالحة، وهذا يفرز فعلا حقيقيا. وأعرب عساف عن خشيته من أن تعود حماس لتعلن عن وقف عمل لجنة الانتخابات كما حدث سابقاً، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يضمن عدم تكرار ذلك. وأكد عساف أن الاعتقالات التي قامت بها أجهزة حركة حماس مؤخراً بحق عدد من الصحفيين ومناضلي حركة فتح في ظل هذه الأجواء الإيجابية هو مؤشر سلبي. ولفت عساف "إلى أن هذه الاعتقالات لا هدف لها إلا تعكير أجواء المصالحة، والعودة بالوضع إلى المربع الأول، خصوصاً في ظل الأحاديث التي تؤكد أن قيادات من حركة حماس تسعى إلى تخريب أجواء المصالحة، وتسعى إلى عكس خلافاتها الداخلية على أجواء المصالحة، وذكر اسم محمود الزهار بأنه أعطى تعليمات مباشرة لأجهزة الأمن الداخلي بشن حملة الاعتقالات نتيجة الخلافات بينه وبين خالد مشعل" كما ذكر. وشدد عساف على أن الهدف من هذه الاعتقالات هو تخريب جهود المصالحة، مطالباً قيادة حركة حماس التي التزمت مع فتح بالتفاهمات الأخيرة، والتي وقعت على اتفاقيات بأن تحترم أجواء المصالحة، وأن تلتزم بما تم التوقيع عليه، وأن توقف حملة الاعتقالات هذه، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين من أبناء حركة فتح ومن الصحفيين. وبين عساف أن هؤلاء الصحفيين تم تكريمهم قبل أيام لدورهم الوطني في نقل معاناة الشعب الفلسطيني أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، وفي كل يوم يقوم الصحفي الفلسطيني بدوره الوطني في الضفة وغزة فأصيب واعتقل واستشهد جراء قيامهم بواجبهم الوطني. وتساءل عساف: كيف تكرمهم قبل أيام، واليوم تتهمهم بتهم لا تنطلي على أي طفل فلسطيني، بأنهم يقودون مؤامرة وجهودا لتخريب المصالحة، ولكن من يمارس هذه الأفعال هو الذي يريد تخريب جهود المصالحة. من جهته، قال عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس، أحمد عطون: نأمل أن تكون هذه الخطوة كرسالة ايجابية لعودة لجنة الانتخابات والسماح لها بالعمل في قطاع غزة، لتكون بداية تحقيق المصالحة على أرض الواقع. وأكد عطون "أنه لا يوجد جديد ليتم التوافق عليه، فالقضية ليست قضية اتفاق جديد، بل أن هناك اتفاقيات موقع عليها والتزمت بها جميع الأطراف، القضية ليست قضية اتفاق جديد، بل القضية هي هل توجد إرادة سياسية من جميع الأطراف لتطبيق ما تم الاتفاق عليه، هذا هو الاختبار الحقيقي، وهذا مرتبط بالقيادات الفلسطينية في كيفية ترجمة هذه الاتفاقيات على أرض الواقع. وأشار عطون إلى أن المؤشرات والرسائل إيجابية من الأطراف جميعاً، والكل يأمل أن تجد هذه الآمال صداها في الشارع وتنعكس على المواطنين لإنجاز المصالحة قريباً، في ظل اللغة الإيجابية التي تسود حالياً. وأوضح عطون أن الملفات معقدة، لأنه يتم التعامل مع حالة انقسام استمرت لأكثر من سيع سنوات ولا يمكن انهاءها بجرة قلم في فترة قصيرة، لأنها ملفات تحتاج إلى فترة طويلة، كالملف الأمني والمصالحة المجتمعية، وانتخابات منظمة التحرير الفلسطينية، في ظل الظروف الموضوعية الحالية. فيما عبر المحلل والكاتب السياسي خليل شاهين عن توجه الانتخابات إلى غزة وتأثيرها على الانقسام، "رغم الخطوات الايجابية تجاه المصالحة إلا أن الفجوة ما زالت واسعة بين الحركتين، نظرا لعدم وجود الاتفاق السياسي حول قضية الانتخابات في كل من المجلس التشريعي والسلطة وتزامنها". كما عبر شاهين عن صعوبة الموقف أمام العديد من الألغام والعقبات الكبيرة التي تحتاج إلى إرادة فعلية لتخطيها من قبل الحركتين لتحقيق الوحدة. |