وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهجرة حلم يراود الشباب للهروب من واقع صعب نحو مصير مجهول

نشر بتاريخ: 28/01/2013 ( آخر تحديث: 28/01/2013 الساعة: 17:24 )
غزة- تقرير معا - الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة, وانتشار البطالة بشكل كبير خاصة في ظل كثرة أعداد الخريجين وقلة وجود فرص عمل, وأجواء الانقسام الداخلي, كل ذلك دفع بالشباب الغزي إلى التفكير في طرق بديلة يبحث من خلالها عن مستقبل أفضل.

الهجرة إلى الدول العربية والأوروبية أصبحت حلماً للشباب, علهم يجدون فرصة عمل تنقذ مستقبلهم وتوفر لهم حياة كريمة في أجواء هادئة, ولكن يبقى الخوف الأكبر أن تضيع أحلامهم في غربة لا يعرفون مصيرها.

الشاب هاشم حلاوة أوضح لـ" مع ا" أنه يفكر في الهجرة لتحقيق طموحه في إكمال تعليمه الجامعي في تخصص الحقوق الذي كان يرغب فيه.

ويتمنى الشاب حلاوة الحصول على فرصة عمل جيدة في الخارج له بعد إتمام دراسته, مبيناً أنه لا يوجد فرص عمل في غزة حتى وان تخرج الشاب من الجامعة, تبقى فرصة حصوله على عمل ضعيفة.

وأكد أن إجراءات السفر والهجرة صعبة ومعقدة خصوصاً للفلسطينيين, مضيفاً:" نلجأ لبعض الأشخاص لمساعدتنا في الهجرة ولكن نتفاأئ بأنها تكون عمليات نصب واحتيال لأخذ أموالنا فقط".

شادية رباح أكدت لـ" معا " أنها تتمنى أن تتوفر لها فرصة للهجرة, مبينة أن الوضع الاقتصادي صعب في غزة.

وأضافت:" أبحث عن الهجرة ليس حباً في ترك وطني, ولكن بحثاً عن مستقبل أفضل".

وبينت أن حالة الانقسام الفلسطيني, وعدم توفر فرص عمل دفعت بالكثير من الشباب للهجرة, إما بحثاً عن حياة بعيدة عن المشاكل السياسية , أو بحثاً عن عمل يوفر لهم حياة أفضل.

الباحث التنموي محسن أبو رمضان أكد لـ" معا " أن العامل الرئيسي الذي يدفع الشباب للتفكير الجاد بالهجرة هو عدم توفر فرص عمل مناسبة لهم في القطاع.

وأشار إلى أن الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أثّر على كافة المرافق الاقتصادية خاصة القطاع الزراعي والصناعي.

وأكد أبو رمضان أن القطاع العام لا يستطيع استيعاب العديد من فرص العمل لأنه أصبح متضخم وكبير جداً , مما يدفع الشباب للتفكير في الهجرة.

وبين أبو رمضان أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 40% من المستطلعين الشباب يرغبون في الهجرة إذا توفرت لهم الفرصة المناسبة لذلك.

وأضاف:" حالة البطالة تدفع لهجرة العقول وهجرة الكفاءات والموارد البشرية, علماً بأن التنمية بالمفهوم العصري هي تنمية الإنسان وإننا بحاجة لهذه العقول والخريجين الجدد لاستثمارها في سوق العمل من أجل رفع كفاءة الاقتصاد والتكنولوجيا والقطاع العلمي".

وأكد أبو رمضان أن المطلوب لتقليل هجرة الشباب هو وضع خطة تنموية شاملة تشارك بها الوزارات مع القطاع الخاص ومنظمات العمل الأهلي, والمنظمات غير الحكومية والدولية, مشيرا إلى ضرورة وجود آليات مؤقتة تؤدي لاستيعاب الخريجين في بلدان الخليج والبلدان العربية ليكتسبوا الخبرة ويعودوا بعدها إلى بلدهم.

وقال: "نحن بحاجة لجهود سياسية ودبلوماسية تستطيع أن تضغط على حكومة الاحتلال من أجل إنهاء الحصار وخلق ترابط بين الضفة الغربية وقطاع غزة".