وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من المسؤول عن ظاهرة "شغب الملاعب"؟

نشر بتاريخ: 29/01/2013 ( آخر تحديث: 29/01/2013 الساعة: 12:20 )
بقلم: محمد العمري

لا تزال ظاهرة شغب الملاعب تسيطر على ملاعبنا وبشكل لافت،بل إنها تتعمق من أسبوع إلى آخر أكثر فأكثر دون وجود حسيبأ ورقيب يعمل على وقفها وإنهائها بشكل قاطع.

ويعتقد عشاق وجماهير كرة القدم الفلسطينية الذين يزحفون خلف أنديتهم، خاصة في دوري المحترفين أن ما يقومون به من شغب سيمر دون عقاب أو محاسبة من لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم.

هذه الجماهير لا تعي أن المتضرر الأكبر من العقوبات التي تفرض هي أنديتها التي تحرم بعد فرض العقوبات من اللعب على أرضها، وإقامة مبارياتها البيتية في أماكن بعيدة ما يسبب إرهاقا ماديا ومعنويا لها ويصعب من فرصها في كسب نقاط المباريات.

وبالتأكيد ليس المقصود هنا كل الجماهير الرياضية ولا حتى نصفها ولكن هذه الظاهرة تقتصر على فئة صغيرة لا يكون هدفها التشجيع أو دعم فريقها، إنما إثارة المشاكل ليس إلا، حتى أن بعض هؤلاء لا يعرف من الفرق التي تلعب، إنما يأتي فقط من أجل الفتنة وإثارة المشاكل مع الجماهير نفسها.

كما يتحمل بعض اللاعبين المسؤولية عن جزء من الشغب ببعض تصرفاتهم الهوجاء والعنف الذي يمارسونه ضد الحكام، وشهدت ملاعبنا أكثر من حالة اعتداء على الحكام بالأيدي أو بالشتم بألفاظ نابية، ولكن للأسف الشديد عندما تفرض عليهم العقوبة يتم سريانها بصورة مؤقتة، وبعدها يقدم اللاعب اعتذاره وكأن شيئا لم يحدث ويعود مرة أخرى إلى فريقه، وهذا ما يشجع اللاعبين على الاعتداء على الحكام على قاعدة أن تقديم الاعتذار والأسف يعيده للعب مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن؟

وإن ما يساعد على استمرار شغب الملاعب العقوبات التي تفرضها لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم، وتكون أغلبها غير رادعة أو إذا كانت مؤثرة فإنها تلغى أو تخفف للبعض وبالتأكيد ليس للجميع، فلذلك يجب أن تتحرك لجنة المسابقات وتقوم بإصدار تعميم خاص عن الشغب يستهدف الجميع وتكون القرارات صارمة لتصبح ملاعبنا نظيفة من هذه الظاهرة.

الشيء بالشيء يذكر، لا تزال أنديتنا وجماهيرها تطالب بتحسين أداء الحكام وهذا حق لها، حتى أن بعض جماهير الأندية يطالب بعدم تعيين حكم ما على مبارياتها بحجة أنه يقف ضدها ويعمل على خسارتها، فلنفترض أن هذه الأقوال صحيحة والأندية محقة، فلماذا لا تعمل لجنة الحكام على اختيار وجلب حكام من قطاع غزة لكي لا يكون هناك أي حجج أو مبررات للجماهير والأندية.


الجماهير تقول إن معظم الحكام الذين يديرون لقاءات دوري المحترفين أصبحوا بحاجة إلى إعادة تأهيل "أفرهول" كامل وإعادة صقل، لعل وعسى أن يساعد ذلك على تحسين مستواهم وتقليل الأخطاء التي يرتكبونها، وهذا حق ليس من أجل الجماهير فقط، ولكن لتحسين أداء الحكم الفلسطيني ليكون قادرا على القيام بأدائه على أحسن صورة، وأن تتاح له الفرصة للمشاركة في إدارة المباريات على المستوى العربي والقاري ليشرف فلسطين بأبهى صورة.

وأخيرا، الجمهور يخطئ والحكم كذلك لأنهم جميعا بشر، ولكن يمكن تقليل هذه الأخطاء من خلال فرض عقوبات على الجماهير والأندية بالعدل وعدم تفضيل أحد على الآخر، وعبر نشر رجال أمن بلباس مدني بين الجماهير تكون مهمتهم فقط إيقاف مثيري الشغب وسحبهم من بين الجماهير، كما يجري في بعض الدوريات العربية.

كما يجب أن تكون هناك دورات تعقد للحكام لاختبار مهاراتهم وتحسين أدائهم من خلال إشراكهم في دورات تحكيمية داخلية أو إرسالهم للخارج للمشاركة في الدورات التي تعقد للتعرف على كل ما هو جديد في التحكيم وتطوير أدائهم.

وعلى الأندية كذلك مسؤولية كبيرة، فهي مطالبة بحرمان بعض الجماهير المعروفة لديها بإثارة الشغب من مرافقة الفريق ونشر التوعية بين الجماهير، وأيضا يجب أن تفرض عقوبات قاسية على اللاعبين المساهمين في الشغب في أرضية الملعب، والعمل على فصل اللاعب الذي يعتدي على الحكم مهما كانت قيمته وتأثيره على الفريق ليكون ذلك رادعا للجميع بعدم القيام بتصرفات غريبة عن ملاعبنا.