|
فياض: البقاء مقاومة ولم يعد بإمكان إسرائيل كسر ارادة الصمود
نشر بتاريخ: 30/01/2013 ( آخر تحديث: 30/01/2013 الساعة: 15:38 )
رام الله- معا - شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن الوقت قد حان للعمل الجاد والتدخل الفاعل من قبل المجتمع الدوليّ لوقف إمعان إسرائيل في هجمتها الاستيطانية واستهدافها للوجود الفلسطينيّ ليس فقط في الأغوار، بل في القدس المُحتلة ومحيطها وسائر المناطق المُسماة (ج)، سيما في جنوب الخليل ومناطق خلف الجدار، واستمرارها في عرقلة جهود السلطة الوطنية لتنميتها، رُغم دعوة اللجنة الرباعية في بيانٍ أصدرته خلال العام الماضي، إلى تمكين السلطة الوطنية من القيام بمسؤولياتها في تنمية هذه المناطق باعتبارها مناطق حيوية لقيام دولة فلسطين، وُرغم احتضان الأسرة الدولية لدولة فلسطين على حدود عام 1967، بما في ذلك الأغوار، والقدس ومحيطها.
واكد على أنه لم يعد مقبولاً أن يكتفي المجتمع الدوليّ بمجرد إدانة ممارسات الحكومة الإسرائيلية وإرهاب مستوطنيها، والتي تستهدفُ منع أية إمكانية لتجسيد دولة فلسطينية قابلة للحياة والنمو والازدهار على حدود عام 1967، وقال: "يعلم المجتمع الدوليّ الذي عمل على مدار سنواتٍ طويلة من أجل التوصل إلى حلٍ سياسيٍّ للصراع على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967، كما تعلمُ إسرائيل نفسُها، أنه لا يمكن لأي فلسطينيّ أن يقبل بأقل من دولةٍ فلسطينيةٍ مُستقلةٍ كاملة السيادة على حدود عام 1967، وبما يشمل القدس عاصمةً لها، والأغوار جزءاً لا يتجزأ منها"ـ وأضاف: "الحدود الشرقية لدولة فلسطين لن تكون سوى مع الأردن الشقيق". وأكد فياض على أن حكومةُ الاحتلال الإسرائيلي تعملُ، وفق خطةٍ مُنظمةٍ ومُمنهجة، من خلال الاستمرار في مصادرة مقومات حياة أبناء شعبنا والتضييق عليهم، حيث بدأت إسرائيلُ في سياستها ضد التجمعات السكانية في مناطق الأغوار منذ السنوات الأولى للاحتلال. وأشار إلى أنه وفي الوقت الذي تُشكلُ فيه مساحةُ الأغوار ما يزيد عن ربع مساحة الضفة الغربية، إلاّ أن عدد سكانِها لا يتجاوز ال 52 ألف نسمة بما في ذلك سكان مدينة أريحا. وتُسيطرُ إسرائيل على أكثر من 70% من هذه المساحة، وتُطبق سيطرتَها عليها باعتبارها أحد أقطاب مثلث المياه الفلسطينية، حيث تشكلُ نحو 47% من مصادر المياه الجوفية الفلسطينية. وشدد رئيس الوزراء على أن البيانات تدل بشكلٍ واضح على نتائج عمليات التهجير القسري ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والخيم والبركسات واقتلاع المزروعات وتدمير وجرف الطرق، والحرمان من أبسط مقومات الحياة لشعبنا في منطقة الأغوار الفلسطينية، التي لن تكون، كالقدس وقطاع غزة، إلا جزءاً لا يتجزأ من دولتنا. وشدد رئيس الوزراء على أنه، ولمقاومة هذه السياسة ومخاطرها على مستقبل شعبنا ومشروعه الوطنيّ، فقد ركزت رؤيةُ السلطة الوطنية، وبرنامجُ عمل حكومتها خلال الأعوام الماضية على سبل مقاومة تحديات ومخاطر هذه المخططات مستندةً في ذلك إلى إرادة المقاومة وتصميم شعبنا على البقاء رُغم جبروت الاحتلال وطغيانه، خاصةً في منطقة الأغوار التي كان شعارُ أهلنا فيها وما يزال "البقاء مقاومة"ـ . كما شدد فياض على أن السلطة الوطنية عملت بشكلٍ متواصلٍ ودؤوب على تصويب الرأي العام الدوليّ حول هوية ومكانة المناطق المُسماة (ج)، وفي مقدمتها الأغوار باعتبارها جزءاً لا يتجزأ، كما القدس ومحيطها، من الأراضي الفلسطينية المُحتلة منذ عام 1967، مُشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني تمكّن، ليس فقط من انتزاع الاعتراف الأمميّ بدولة فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، بل وجذب اهتمام المجتمع الدوليّ ومؤسساته المختصة وإشراكه في ورشة العمل الكبرى والهادفة إلى توفير مقومات صمود أبناء شعبنا في الأغوار وسائر المناطق المُسماة (ج). وأشاد فياض بدور المؤسسات الدولية التي واكبت توجهات السلطة الوطنية وعملها في إحداث تغييرٍ نوعيّ في هذه المناطق، وخلق الوقائع الإيجابية على الأرض من خلال مواصلة جهدها التنموي الاجتماعيّ والاقتصاديّ فيها، وأشار إلى هذه المؤسسات اتخذت خطواتٍ عملية لدعم صمود شعبنا، حيث نفذت اليابان على سبيل المثال جملةً من المشاريع التنموية المختلفة في الأغوار، كما رصد الاتحادُ الأوروبيّ جزءاً هاماً من مساعداته لمواجهة الاحتياجات والتحديات التي يعيشُها شعبُنا، بما في ذلك توفير الدعم المالي للمزارعين في المناطق المُسماة ((ج)، لتعزيز قدرتهم على الصمود والبقاء، وثمّن رئيس الوزراء دور المؤسسات الأهلية المحلية والدولية التي سلطت الضوء على معاناة أهلنا في هذه المناطق وعلى المخاطر التي يواجهونها، وركزت جزءاً من عملها لتنمية هذه المناطق. وأكد رئيس الوزراء خلال حديثه على أن شعبنا أدرك حجمَ الخطر الذي يتعرضُ له مشروعنُا الوطنيّ، فانطلق في أكثر من مكان للدفاع عنه، مُستنداً إلى خبرته الكفاحية الطويلة، وإلى مقاومته الشعبية المُتنامية. فكانت بابُ الشمس وبابُ الكرامة وبابُ الحرية، كما كانت المبادرات المجتمعية والشبابية للوقوف إلى جانب أهلنا في الأغوار وغيرها من المناطق، وقال: "لقد هبّ أبناءُ شعبنا ومعهم عددٌ كبير من المؤسسات الأهلية لنجدة شعبنا وتلبية احتياجاته إدراكاً منهم للخطر الداهم على مشروعنا الوطنيّ وعلى حقوق شعبنا الوطنية، واستمراراً لحالة التضامن والتكاتف الشعبيّ التي لطالما ميّزت مجتمعنا". واعتبر فياض أن كل هذه المبادرات شكّلت إبداعاً جديداً في حكاية الصمود الفلسطينيّ والإصرار على البقاء والحياة على أرض وطننا، واعتبر أنها تنقلُ للعالم رسالةً مفادها أن شعبَنا مُتمسكٌ بأرضه وحقوقه الوطنية ومستعدٌ لحمايتها والدفاع عنها. وحول مواجهة المُخططات الإسرائيلية، والانتقال بالموقف الدوليّ من الإدانة لها إلى التدخل الجاد والفعّال، أكد فياض على أن ذلك يتطلبُ استنهاضَ كامل طاقات شعبنا ومؤسساته الرسمية والأهلية وتعزيز مبادراته الشعبية الخلّاقة والإبداعية والإسهام في توفير مقومات صمود أهلنا في الأغوار وفي مضارب جنوب الخليل، وفي القدس ومحيطها، وقال: "إن انخراط مكونات المجتمع الفلسطينيّ الرسمية والأهلية والشعبية إنما يُشكل نقلةً نوعيةً في الإجماع الوطنيّ الملموس والفاعل للتصدي للمخططات والممارسات الإسرائيلية، وهو يتطلبُ، فيما يتطلب، إغلاق فصل الانقسام المأساويّ كي نتمكن من توحيد كافة الجهود الوطنية واستنهاضها في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيليّ ومشروعه الاستيطانيّ الاستعماريّ الإحلاليّ". وشدد رئيس الوزراء على أن الإجماع الوطنيّ، والحراك الشعبيّ الذي يتعاظمُ يومياً يتطلبُ تعزيزَ الدعم والمساندة العربية ليس فقط لتمكين الحكومة من تجاوز أزمتها المالية والاستمرار في تقديم الخدمات للمواطنين، بل ولتمكينها من الاستمرار في تحمل مسؤولياتها في تعزيز صمود شعبنا وقدرته على البقاء ودعم نضاله لاستعادة حقوقه الوطنية، وتمكين مؤسساته من تحدي الممارسات الإسرائيلية، ودعم دورها في تنمية القدرة الوطنية على مقاومة تحديات المرحلة الراهنة. وقال: "نحنُ نتوقع أن يكونَ أشقاؤنا العرب معنا في هذه المرحلة الفاصلة من معركة البناء والتحرر الوطنيّ". وأكد فياض في نهاية حديثه، على أن العالم برمته بات يدركُ أنه لم يعد بإمكان إسرائيل كسر الإرادة الفلسطينية وروح الأمل والتحدي لدى شعبنا في سعيه وإصراره على الوصول إلى الحرية، وقال: "هذه الأرض أرضنا، وعليها كلها ستقوم بإذن الله دولتنا". |