|
ولماذا مفاوضات سرية !!! خليها علنية
نشر بتاريخ: 02/02/2013 ( آخر تحديث: 06/02/2013 الساعة: 14:13 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - لا استبعد وجود مفاوضات سرّية في القنوات الخلفية بين منظمة التحرير وبين اسرائيل بوساطة اوروبية ومعرفة امريكية ومباركة روسية و"متعة" عربية . فالعوامل الجديدة في المنطقة وعلى رأسها الانتخابات الاسرائيلية وفوز اوباما برئاسة امريكا مرة اخرى ولقاءات الاستاذ خالد مشعل مع العاهل الاردني ومشاريع قطر التي لا يشق لها غبار ، وتوجه الرئيس عباس الى عدم الترشح وانجاز حكومة مصالحة يصنع ظرفا سياسيا جديدا يمكن البناء عليه من جديد نحو محاولة عربية اسرائيلية جديدة لصناعة تسوية باي شكل كان .
وهناك ضغط كبير من العرب على الرئيس ابو مازن للعودة الى طاولة المفاوضات ، وليس سرّا ان نقول هناك ضغوطات اكبر من داخل القيادة الفلسطينية على الرئيس للعودة الى طاولة المفاوضات مع الاحتلال ، فهناك تيار واسع في القيادة يرى ان ما يحدث في العالم العربي مجرد عبث صبياني سيؤدي الى تحطيم منجزات الامة ، وهم على قناعة ان السلام او الصلح مع اسرائيل افضل من الدخول في دوامة العنف مرة اخرى على اساس ان اسرائيل صارت قدرنا ولا نستطيع ان نشطب خمسة ملايين يهودي من سجلات الديموغرافية . كما ان هناك تيار في داخل اليمين الاسرائيلي المتشدد وصل الى قناعة ان 5 مليون فلسطيني هنا صاروا قدرا محتما على اسرائيل وانها مهما فعلت الدولة العبرية ومهما استنجدت بالولايات المتحدة الامريكية فانها لن تتمكن من شطبنا من سجلات الديموغرافيا او الجغرافيا . اما الادارة الامريكية ، وامام ما يحدث في افغانستان ومالي والعراق وليبيا وسوريا واليمن فانها ترتعد خوفا من المقامرة التي قامت بها ، كما ان اسرائيل تفقد سيطرتها رويدا رويدا على الارض المحتلة ، ولا تستطيع منع التفوق العسكري والوصاروخي عند خصومها فصارت تشكل عبئا عسكريا وماليا وسياسيا واخلاقيا على امريكا . بل انها سبب وجع الاسنان الحاد الذي تعاني منه الادارات الامريكية بشكل دائم . الحركات الاسلامية ومن ضمنها حماس لم تعد تجلس على الجدار وتراقب من بعيد بل انخرطت في السلطة والحكم حتى عنقها ، وما حدث في غزة وتونس وليبيا ومصر خير برهان على ان الاخوان المسلمين قرروا الجلوس على طاولة اللعب السياسي حتى النهاية ، وبالتالي فان مستحقات اللعب في المنطقة تنسحب عليهم اسوة بغيرهم من اللاعبين ، ولا يمكن اليوم التعامل مع الاخوان المسلمين مثلما يتم التعامل مع الجهاد الاسلامي او القاعدة او حزب التحرير . لان الاخوان صاروا من اصحاب البيت ، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم في هذا الاطار . والاشهر القامة لا تحتمل المزيد من الانتظار ، فامّا حرب اخرى وامّا صلح اخر ... والجمهور لم يعد اخر من يعلم ، بل انه اول من يعلم ويتعلم .. واذا كان هناك مفاوضات فلا داعي ان تكون سرية ،و لا داعي ان تكون بنفس الادوات القديمة التي ادّعت انها ستقود المشروع الوطني وتجعل من فلسطين سنغافورة واذا بها تجعل من فلسطين طورا بورا . |