وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض للأسرى: أنتم ضمير العدالة التي لا بد أن تتحقق

نشر بتاريخ: 06/02/2013 ( آخر تحديث: 06/02/2013 الساعة: 15:01 )
رام الله - معا - أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن صمود أسرى الحرية في إضرابهم المُستمر عن الطعام وإرادتهم الصلبة التي لا تلين، باتا يُبرزان للعالم برمته، مدى الظلم الذي يلحَقُ بهم جرّاء الممارسات القمعية اللاإنسانية التي يتعرضونَ لها، والتي تمسُ بحقوقهم في الحياة والكرامة الإنسانية، وخاصةً الإهمال الطبيّ، وسياسة العزل الانفراديّ، والاعتقال الإداريّ، والحرمان من التعليم ومن زيارة الأهل، وغير ذلك من الانتهاكات".

وقال: "يواصل ُأسرى الحرية صمودَهم الأسطوريّ في معركتهم العادلة دفاعاً عن كرامتهم وكرامة شعبنا، ومن أجل ضمان الحد الأدنى من حقوقهم الأساسية وظروف حياتهم، والتي سبق وأن انتزعوها خلال مسيرة كفاح شعبنا الطويلة لنيل حريته واستقلاله".

وشدد فياض على أن الصرخةَ التي يُطلقها أسرانا المضربون عن الطعام، وهم مُسلحون بإرادتهم المُتحدة مع صمود أبناء وبنات شعبنا، في التصميم على كسر قيود الاحتلال وطغيانه، تستوجب تحركاً فورياً من قبل المجتمع الدوليّ وقواه المؤثرة، خاصةً الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية لإنقاذ حياة أسرانا وإنهاء معاناتهم، وإلزام إسرائيل بوقف جميع انتهاكاتها والتقيد بقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدوليّ وكافة المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة.

وقال: "لقد نجحت الصرخة التي قررَ أن يطلقها أسرانا المضربون عن الطعام، وفي مقدمتهم الأسير سامر العيساوي المُضرب عن الطعام منذ نحو سبعة أشهر، وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان، في تحريك الضمير الإنسانيّ إزاء الاعتقال الإداريّ وقضية أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيليّ بمجملها"، مؤكداً على أن هذه الوسيلة أبرزت مدى القوة الهائلة للاعنف، حيث جاء الإضرابُ عن الطعام كسلاحٍ أخير لجأ إليه هؤلاء الأسرى من أجل تحقيق مطالبهم، بل وكتعبيرٍ مشروعٍ وطبيعيّ وعادل عن إصرارهم على رفض الظلم والاستبداد، ومن منطلق التشبث بحقهم وحق شعبنا في الحياة والكرامة الإنسانية كباقي البشر.

وأكد رئيس الوزراء على أنه وفي الوقت الذي تستمرُ فيه معاناةُ أسرانا المضربين عن الطعام، تواصلُ إسرائيل سياسية إهمالها الطبيّ والعزل الانفراديّ وتستمرُ في سياسة الاعتقال الإداريّ، رُغم مطالبة جهاتٍ دولية كثيرة بالإفراج عنهم والتوقف عن الاعتقال الإداريّ، مُشيراً إلى أن الصليب الأحمر الدوليّ طالب مؤخراً بضرورة إنهاء معاناتهم والإفراج الفوريّ عنهم.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال أكثر من 20 أسيراً في ظروفٍ صحية وإنسانية مُتردية في ما يُسمى "عيادة سجن الرملة"، منهم ستة أسرى مقعدين. وتحتجزُ غيرَهم من الأسرى المرضى، العديد منهم في حالةٍ خطيرة، حيث يعانون من أمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض الصعبة والمُزمنة، ولا يتلقون العلاج المناسب، في أقسامٍ وزنازين تفتقرُ إلى أدنى مقومات الرعاية الطبية، مُشيراً إلى أن آخر ضحايا الإهمال الطبي المُتعمد كان الأسير أشرف أبو ذريع، وقبله الشهيد زهير لبادة، والشهيد زكريا عيسى.

وأشار فياض إلى أن العالم أحيا فعاليات اليوم العالمي للسرطان، ونحو 15 أسيراً فلسطينياً يعانون من هذا المرض الخطير ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، ويعانون من تردي الأوضاع الصحية والرعاية الطبية، وسوء التغذية. مُشدداً على ضرورة العمل على كشف أسباب استشهاد أكثر من 200 أسير بعد الاعتقال داخل السجون والمعتقلات بسبب الإهمال الطبيّ أو التعذيب أو القتل العَمد، أو نتيجة استخدام الضرب المُبرح أو الرصاص الحي، وإلزام إسرائيل بوضع حد لممارساتها القمعية واللاإنسانية ضد الأسرى.

ودعا رئيس الوزراء المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، إلى تفعيل قرارها الذي اتخذته العام الماضي بتشكيل لجنة تقصي حقائق للإطلاع على أوضاع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال والتعجيل في تقديم العلاج المُناسب لهم، خاصةً مرضى السرطان.

وشدد فياض أن عنوانُ العمل الرئيس في هذه المرحلة سيبقى مواصلة الجهد لحث المجتمع الدوليّ وكافة المنظمات والمؤسسات المُدافعة عن حقوق الإنسان على تحمل المسؤوليات الأخلاقية والقانونية والسياسية والتدخل الفاعل والجاد لإلزام إسرائيل بوضع حد لاستخفافها بحقوق الأسرى وتعاملها معهم كرهائن أو مجرد أرقام، ووقف ممارساتها القمعية ضدهم والاستجابة لمطالبهم العادلة، وفي مقدمتها إلغاء الاعتقال الإداريّ وسياسة العزل الانفراديّ غير الإنسانية.

واعتبر فياض أن تضافر الجهود الشعبية والرسمية والأهلية يكتسبُ أهميةً خاصة لتدويل قضية الأسرى وضمان الإقرار بحقوقهم ومكانتهم وكسر عزلتهم ودعم صمودهم، سيما في الوقت الذي نسيرُ فيه بثبات لنيل الحرية بمعناها الواسع في كنف دولة فلسطين الحرة والمُستقلة، وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشريف، على حدود عام 1967.

وجدد رئيس الوزراء تأكيده على أن إطلاق سراح الأسرى هو الشرط والاختبار الحقيقيّ لمدى جدية إسرائيل في التوصل إلى حلٍ دائمٍ وعادلٍ للصراع، وقال: "الأسرى هم ضمير العدالة التي لا بد أن تتحقق". مؤكداً على أن الوفاء لقضيتهم يتطلبُ منا جميعاً الارتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية المُلقاة على عاتقنا، والإسراع في إنهاء فصل الانقسام المأساويّ وتحقيق المصالحة وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، وبما يستنهضُ كامل طاقات شعبنا في معركة التحرر الوطنيّ والبناء الديموقراطيّ التي قدّم الأسرى حريتهم من أجل انتصارها.

وفي نهاية حديثه الإذاعي، خاطب فياض الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال بقوله: "إن صمودَكم الأسطوريّ الذي تسجلونه يوماً بعد يوم، وأنتم تعبّدون طريقَ الحرية رغم ظلام السجن وظلم الاحتلال، يُقربنا أكثر فأكثر من لحظة الحرية والاستقلال والخلاص التام من الاحتلال. فموعدنا مع الحرية بات قريباً". وأضاف: " سيبقى شعبنا بأكمله موحداً، وهذا عهد علينا، إلى جانبكم، وموحداً خلفكم، وسنستمرُ في تحمل كامل مسؤولياتنا لحشد المزيد من الدعم الدوليّ الكفيل بإلزام الحكومة الإسرائيلية بإلغاء الاعتقال الإداريّ، والاستجابة لمطالبكم، وفي مقدمتها حقكم في الحرية والكرامة الإنسانية. فحريتكم أيها الأحبة جزء لا يتجزأ من حرية الوطن والشعب".