|
الشيخ المضرب طارق قعدان... لقد أسمعت لو ناديت حياً
نشر بتاريخ: 07/02/2013 ( آخر تحديث: 07/02/2013 الساعة: 11:02 )
بقلم:فؤاد الخفش
هزتني رسالتك سيدي أبا خالد، وأنت المضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن شهرين، ترفض أن تأخذ أي محلول أو أن تذهب لعيادة السجن وأنت تقول:" يجب أن نعيد للإضراب هيبته الحقيقية، والقادة والساسة هم من بحاجة إلينا وليس لنا بهم أي حاجة. هزتني كلماتك للقادة والمسؤولين الغائبين عن جرحك ومعاناتك، وكأني معك في ساحة مجدو العامة، في قسم 8 تحدثني عن الهم الفلسطيني، وعن المصالحة والجهاد والمقاومة، فكنت أقول على الدوام:" هذا الرجل من بلدي هذا فلسطيني". لن أنسى ما حييت يوم أن أضرب خضر عدنان، وقررت اللحاق به والتضامن معه، لن أنسى تلك الدموع التي ترقرقت من عينيك وأنت تتحدث عن صديق دربك الشيخ خضر، وعن مخاوفك على حياته، وكيف يكون الإنسان مشروع وفكرة، وأن الفكرة يجب أن تنتصر. أتذكر سيدي طارق قعدان يوم أن توفت والدتك، كيف تلقيت الأمر، فشاهدت الدمع في عينيك، لقد بكينا حينها لبكائك، وربتنا على كتفك، فكانت أكفنا تعود إلينا وكأنها تقول هذا كتف جبل أشم صابر مصابر. لن أنسى يوم أن جمعت بشقيقتك منى في قاعة المحكمة، وكم كان لذلك الموقف أثر على نفسك، لقد كنت تتحدث عن منى بفخر وعزة، وحق لك ذلك، لكنني لمست في عينيك ذلك الحزن على الشقيقة التي فقدت أمها، وخطيبها ما زال في الأسر وشقيقها معتقل معها في ذات القفص. لن أنسى ما حييت همتك في ساعة الرياضة الصباحية، وكيف كنا نلعب سوياً ونجري وتحدثني عن الجيل الأول من الشهداء، وعن رحلتك مع القيد والسجن والسنوات الطويلة. أشهر طويلة أمضيتها مع رجل الوحدة الوطنية، الشخصية الجامعة طارق قعدان، الذي يمثل نوعاً رائعاً من القادة الوطنيين الفلسطينيين الذين ينتمون للوطن وهمومه، وفي كل يوم كنا نتعلم من الشيخ طارق درساً جديداً في الصبر والفداء والبطولة. اليوم... الشيخ طارق يسطر ملحمة جديدة، ويكتب في سفر البطولة قصة لا كأي قصة، من خلال إضرابه الكامل عن الطعام: فلا محلول ولا سوائل، ولا مغذي، بالإضافة لمقاطعة لجميع العيادات، ويرفض أنصاف الحلول ويطالب بإنهاء الاعتقال الإداري. الطارق أبا خالد، لا يحارب من أجل معركة خاصة أو إفراج شخصي، إنما يحارب لفضح انتهاكات وممارسات الاحتلال ضد نهج فاشي وسياسة نازية اسمها الإعتقال الإداري . طارق... في عيون صغيرتك كربلاء الكثير من الكلام الذي يمكن أن تتحدث به وعنه، في عيونها شوق وحب وحنين لك، لا يمكن لبيان أن يعبر عنه في عيون مؤيديك في عرابة، وفي كل مكان عشق نهجك وسيرتك وطريقك، ولكل من وقف وتضامن أمام بيتك. أتوق للساعة التي ستخرج فيها منتصراً، أنت وكل رفاق قيدك الذين شاركوك في هذه الملحمة، وأتوق لعناقك وتقبيل جبينك يا صاحب الهمة العالية والنفس المتوقدة، صاحبة الفكر والمبدأ والقضية. |