|
"المهندسون الزملاء": روابي نموذجاً للإدارة الناجحة وقمة المهنية
نشر بتاريخ: 07/02/2013 ( آخر تحديث: 07/02/2013 الساعة: 11:59 )
رام الله- معا- زار ما يزيد عن 60 مهندساً ومهندسة من المشاركين في برنامج "المهندسين الزملاء" الذي يتم تنفيذه بالشراكة بين نقابة المهندسين ومؤسسة الإسكان التعاوني (CHF) مدينةَ روابي وذلك في أول زيارة ميدانية ضمن البرنامج. وهدفت الزيارة إلى منح المهندسين الفرصة لاكتساب الخبرات الحديثة في نظام تخطيط وبناء المدن الجديدة.
وكان في استقبال الوفد مجموعة من المهندسين المشرفين على مشروع مدينة روابي على رأسهم المهندس باسم زيادة والمهندس أحمد شديد. حيث صحب المهندسون الوفد الزائر في جولة في صالة العرض وأحياء المدينة ومركزها التجاري قدمت المهندسة شادية جرادات فيها شرحا مفصلا حول المرافق المتواجدة في الموقع كمنشار الحجر ومعمل الباطون بالإضافة لمراحل البناء، والمعايير التي أخذت بعين الاعتبار في التصميم وما يتم إتباعه من إجراءات ومقاييس عالية الجودة في البناء كإجراءات العزل المستخدمة في المباني السكنية والتجارية بالإضافة إلى الممارسات البيئية التي تجعل من روابي مدينة خضراء وإجراءات السلامة العامة المتبعة في الموقع. وأطلعت المهندسة أمل أبو نمرة الوفد على فكرة المدينة ومراحل التخطيط الحضري التي مر بها المشروع وعلى جميع الخطط الجاري تنفيذها فيما يتعلق بتوفير المساحات الخضراء في المدينة، وتأهيل مرافقها بما يتلاءم مع استخدامات ذوي الاحتياجات الخاصة. ويستهدف برنامج "المهندسون الزملاء" 60 مهندسا حديثي التخرج من التخصصات الهندسية المختلفة، المعمارية والمدنية والكهربائية والميكانيكية، ويندرج ضمن برنامج الحكم المحلي والبنية التحتية الذي تمولّه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ويُعنَى بتدريب المهندسين على مهارات متعددة من ضمنها مهارات الاتصال وإدارة المشاريع ومهارات أخرى متعلقة بتخصصاتهم. هذا وقال مدير المشاريع في نقابة المهندسين ومسؤول برنامج " المهندسين الزملاء" المهندس مأمون أبو ريان: "إن مشروع روابي يتميز بإدارته التي تختلف عن الطرق الكلاسيكية في إدارة المشاريع التي اعتدناها، ليكون الرائد والمبادر من حيث التخطيط لإعادة تدوير الموارد المحلية المتوافرة في مناطق البناء واستخدامها، وإطلاق المبادرات الخضراء بما يمنح المهندسين المستفيدين من البرنامج الفرصة للتعرف على طرق الاستدامة وأخذها بعين الاعتبار في التخطيط للمشاريع المستقبلية وبما يضمن حق الأجيال القادمة بالموارد الموجودة حاليا. من جهته أشار منسق الأبحاث في المبادرات الخاصة لمؤسسة المهندس محمد النجار (CHF) إلى أن هذه الزيارة جاءت ضمن الزيارات الميدانية التي تهدف إلى إكساب المهندسين الخبرات المتنوعة والحديثة، وكان اختيار مدينة روابي من أولها كونها المدينة الأولى التي يتم التخطيط لها من الصفر، ويتم تنفيذها بتقنيات حديثة وبأيد فلسطينية. من جهته قدم المهندس باسم زيادة شرحا للمهندسين حول مشروع مدينة روابي، حيث قال:" إن فريق العمل الذي يتابع العمل على مشروع مدينة روابي مكون من أكثر من 100 مهندس من ذوي الخبرات العالية، تم تقسيمهم على عدة مواقع ووظائف مختلفة للإشراف على المشروع كإدارة مواقع العمل وإدارة المواد وغيرها، كما يعمل خبراء مؤهلون بدرجات عالية في المختبرات لفحص طبقات الأرض والمواد المستخدمة بالبناء ومطابقتها وفقا للمواصفات والمعايير العالمية قبل استخدامها في عملية البناء". بينما أوضح المهندس أحمد شديد، طبيعة العمل مع المقاولين بقوله:" نقوم بتنظيم العمل مع المقاولين العاملين في مدينة روابي منذ بدء عملية الإنشاء حتى التسليم، وذلك بتأدية العمل بطريقة تكاملية لينجز المقاولون المهام الملقاة على عاتقهم حيث قد تستدعي الأمور مساعدتهم وتزويدهم ببعض المعدات اللازمة في عملية البناء كالرافعة وغيرها". وفي سياق متصل، أبدى المهندسون الزائرون إعجابهم بالمدينة شاكرين القائمين عليها على المعلومات والخبرات التي تعلّموها، حيث قالت المهندسة المدنية شاتيلا صنوبر، إحدى المستفيدات من البرنامج:" إن أكثر ما يلفت النظر في روابي ترتيب البنايات وتنظيم المدينة بحيث تظهر أسطح البنايات نظيفة خالية من خزانات المياه مما يقلل من التلوث البصري للمدينة وهو ما يجعلها تبدو أكثر روعة". بينما أشاد زميلها المهندس المعماري أديب النتشة بالتخطيط الحضري للمدينة واصفا إياه بالمذهل، ومضيفا:" أبهرتني طريقة التنفيذ للمدينة والتي تتم بأيد فلسطينية وروح عالمية مهنية، إضافة إلى ما يتلمّسه الزائر من الروح الفلسطينية التراثية من خلال الطابع المستخدم في بناء المركز التجاري بالأروقة المفتوحة ومناطق المشاة التي لم نعتد عليها في مراكز المدن الحديثة بينما كنا نراها في البلدات الفلسطينية القديمة". يُذكَر أن مدينة روابي التي تقوم على 6,300 دونما تقع على التلال الخضراء مما يمنحها أوسع إطلالة على فلسطين التاريخية والساحل الفلسطيني، وتوفّر روابي آلاف الوحدات السكنية المُصمَّمة وفقا لأحدث الطرق المعمارية، وهي مزوَّدة ببنية تحتية متطورة وشبكة من الطرق الداخلية والخارجية التي تربط أحياء المدينة بعضها ببعض. |