وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"أحرار": الأسير محمد خريوش من الإصابة للمطاردة للاعتقال

نشر بتاريخ: 10/02/2013 ( آخر تحديث: 10/02/2013 الساعة: 17:59 )
بيت لحم- معا - على الذكريات الجميلة والجلسات الأجمل تعيش، هي ككثير من أمهات الأسرى اللواتي حرمن من أبنائهن، فلا يزال القلب يخفق شوقاً للحبيب الذي غاب عن العين، لكنه في القلب موجود، وهيهات للمحتل الاسرائيلي أن ينسيها ولو للحظة لفلذة الكبد والابن الغالي.

إنها والدة الأسير محمد مصطفى محمود خريوش 29 عاماً من مخيم طولكرم، ابنها الأكبر وحبيب العين والقلب والروح.

أم محمد، تحدثت لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، وروت قصة ابنها المعتقل لدى قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ تاريخ 15/9/2011، والذي حرمه من كثير من الأشياء الجميلة، كما حرم إخوانه وأخواته الأسرى في السجون.

تقول أم محمد:" لا شك أن الابن غالي وجميع أمهات الأسرى يراودهن شعوري تماماً حول غياب الابن، إلا أننا نحتسب الأجر والثواب من عند الله عزوجل، فمحمد ابني الأكبر والأغلى، عانى من ظلم الاحتلال وليس فقط في الاعتقال.

وتواصل أم محمد حديثها:" أصيب محمد في الانتفاضة الثانية عام 2003 إصابتين في قدمه ويده، وكانت إصابة يده خطيرة، فتهتك العظم فيها مما أدى إلى قطع الوتر، ولا زال محمد يعاني من ضعف فيها ويخضع للعلاج ".

وتكمل أم محمد:" لم تتوقف المعاناة عند إصابة محمد، فبقي مطارداً للاحتلال الاسرائيلي سبع سنوات، من بعد إصابته، وظل مطلوباً لديهم، ونتيجة لذلك وضع في سجن أريحا لمدة سنتين ونصف، كحماية له، ثم عاد إلى طولكرم، وما لبث فيها إلا فترة قصيرة ثم اعتقل".

أم محمد، والتي تنتظر موعد كل زيارة لمحمد، كي تراه وتكلمه وتسمع صوته، وعلى الرغم من أن الاحتلال يتلاعب في كثير من الأحيان بمواعيد الزيارات ويؤخر ذوي الأسرى، إلا أن الزيارة وكما تقول أم محمد تبقى السبيل الوحيد للاطمئنان على الأسرى، ومعرفة أوضاعهم داخل السجون.

وعن الحكم، والذي لم ينطق بعد، ضد محمد، ويقوم القاضي في كل مرة بتأجيل المحاكمة، تقول أم محمد لمركز "أحرار":" الاحتلال يحاول أن يزيد في حكم محمد، ويبذل جهداً في تحقيق ذلك، ففي مرة من المرات طلب القاضي سجن محمد 25 عاماً، الأمر الذي رفضه المحامي وقال إنه حكم عال جداً، وهكذا في كل مرة".

ومحمد شقيق لأسير سابق وهو عمرو خريوش 27 عاماً والذي اعتقل مرتين، إحداها كانت اعتقالاً إدارياً دام عاماً كاملاً، والأخرى حكم فيها بالسجن خمسة أشهر.

إذن، فأم محمد تروي بمشاعرها وقلبها، قبل أن ينطق لسانها بالشوق والاشتياق الرهيبين، اللذين يخفيهما الصبر والتوكل على الله وعدم فقدان الأمل، فهي لا تنسى أن محمد محروم منهم ومحرومون منه، محروم من الجلسات العائلية، ومن الحديث والمزاح والفضفضة والمواساة، والمشاركة في الأفراح التي تنتقص في غيابه فهو الابن البكر في العائلة.