|
رسالة الاسير المضرب عن الطعام طارق قعدان لشقيقه محمود
نشر بتاريخ: 10/02/2013 ( آخر تحديث: 10/02/2013 الساعة: 19:41 )
جنين - معا - وجه الاسير المضرب عن الطعام لليوم الـ76 على التوالي، طارق قعدان رسالة الى شقيقه قال فيها:
اخي ابو احمد عذرا .... فقد اثقلت على كاهليك !!!!!!!!!! لا طمعا في مجد ولا حبا في مدح ولا استئثارا في موقف. اصارع من اجل الحياة ... بل دفاعا عن حقك في ان ترى اخيك يا عزيزي الغالي والاب الحاني وصاحب القلب الكبير وصديق العمر وحبيب الفؤاد وشقيقي الاكبر مني عمرا وقدرا وفخرا وفكرا وعشقا وعهدا ووعدا واملا . ولتعلم يا اخي (ابو احمد) اني في كل معاركي وجولاتي .. وفي كل تصميمي وعزماتي التي فرضت علي واليت ان استجمع بها قواي وآثرت النور عن حيا ضنا واواجه صنوف القهر واصناف الجبروت وانماط العنجهية واقتحم غمار التجربة والج معمعانها وادخل غبارها واعلن التحدي . وكان دوما يحذوني الامل ان اعود اليك منتصرا , واذ ارجع اليك مظفرا وملتهبا بالحماسة ومتسلحا بالارادة ومشتعلا بالمعنى ومنصهرا بالفكرة , غير مكترث بوجع القلب وقعقعة الحديد ومرارة النفوس وزرد القيد وعتمة الزنازين وسوء الشاباص وفظاظة النحشون وحقد الشاباك . ولكن يكفيني بعد مجمل ما التحديات اجر مالاقيت وثواب ما عانيت ويكفيني ايضا ان اعو داليك لألمح فخرا يشع يشع من لمعان ثغرك الباسم ولارى ابتسامتك الجذابة والساحرة تغمر محياك الجميل وتملأ وجهك الوضيئ وتكسو قسماته امارات البهاء والثناء والسناء والثقة والامل . فاكتشف حين اذ من اين امتلأت في معركتي رغبة وقناعة وعزيمة , واتحسس وقتها ادراكا وتجسيدا لا احساسا فقط من اين مرد الامر فأعزوه الى مسألتين :- المسالة الاولى :منظومة القيم التي غرستها بي منذ اصطحابك اياي الى جامعة بيرزيت حيث كنت تدرس وقتها وقريبا من حادثة استشهاد الشهيدين صائب ذهب وجواد في عام 1986 حيث اردتني ان اعي جوامع الامر بالقناعة لا بالتلقين , وكان لسان حالك يقول لي ان الشرف راس مال الانسان والتقوى خير الزاد فمخافة الله راس الامر وان الفضيلة لا تجزء ,وان الاستقامة لا تنتقص وان السمعة كالزجاج اذا خدشت كسرت . والمسالة الثانية :هي نعمة الاهل المتفهمين للمشروع ولمتطلبات المرحلة وضرورات وادوات المعركة , ومن هذا المعنى يمكنني ان افخر وافاخر بنتيجة منطقية بل وفريدة ومتميزة. ماذا لو لم يكن خلفي اهلا هكذا ؟! وبهكذا مواصفات , ماذا لو لم اكن متسلحا بأبي احمد الركن الركين والطود العظيم . هل يمكن اكون بهذه الحدة والوضوح والعطاء ؟ ماذا لو لم يكن اطفالي في ظل اعمامهم .. هل يمكن ان اكون بهذه الثقة والتمرد ؟ وهذا ما اورثني طيب العيش وراحة البال وهناءة النفس وسلامة الصدر ولا صراع داخلي ولا وخز ضمير ولا شعور بالتقصير . وثق تماما يا اخي ان ثمة قدر سيرجعني اليك قريبا وان نصري قريب ولن يكون الا لعينيك. وثق اكثر انك غير قابل لان تغيب عن زوايا قلبي في مكانك الرحيب ا وان تبرح محلك الحبيب ... فخذ عني همي واجمل احلامي . واذا لم ارجع فاضف جبلا من هم الى همك وتذكر همومي التي اثقلت بها على كاهلك وحينئذ تجلد واصبر ولا تقل يارب عندي هم كبير بل فقل ياهم عندي رب كبير . طارق قعدان –ابوخالد مشفى سجن الرملة |