وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسير قعدان في رسالة له: فلسطين تستحق منا شهيداً في كل لحظة

نشر بتاريخ: 14/02/2013 ( آخر تحديث: 14/02/2013 الساعة: 07:34 )
جنين - معا - رسالة له من داخل سجنه عبر المحامي، طرح الأسير طارق قعدان المضرب عن الطعام منذ 27 نوفمبر 2012 تساؤلاتٍ عدة حول الهمّ الوطني الفلسطيني، وحقيقة الإنتماء للمبادئ والقيم النضالية الفلسطينية في ظل حالة من "الركود الفكري" وانحسار القيم الوطنية في فئة محدودة من الشعب الفلسطيني.

وجاء في الرسالة التي وصلت لذويه قال فيها" من عمق المعاناة التي نعيش، ومن خضم أمواج الإبتلاءات التي تعصف بنا، وبعيداً عن شهوات الدنيا الزائلة، يمر أحدنا في لحظات صفاء ذهني تدفعنا للتفكير العميق في المبادئ والأفكار التي نعيش مؤمنين بها ونتحمل الصعاب في سبيل الحفاظ عليها. من هذه التساؤلات الكثيرة التي تعصف في أذهاننا هي ماذا يعني أننا في فلسطين، وماذا يعني أننا في ظل إحتلال بغيض، وماذا يعني أننا مناضلون ومجاهدون من أجل قضية مقدسة ونعيش الهمّ كله ونحن ما زلنا في مرحلة من التمرد الوطني. بل وماذا يعني أن يربط الإنسان مصيره بفكرة، وماذا يعني الإقتناع.

واضاف يقول "بالرسالة التي نحمل حتى نصل لدرجة الإيمان بها ليسهل إقناع الآخرين بها، وماذا يعني أن تنحسر رفاهية الحس الوطني –إن صح التعبير- في فئة معينة من أبناء الشعب، فئة اعتادت على الألم والمعاناة وتمرست عليه حتى صار لنا دمعة ساخنة وحالةٌ دائمة لا بدّ منها في كثير من الأوقات حيث التأثر بحدث معين وصولاً لدرجة القدرة على التأثير على الآخرين".

وأردف قعدان قائلاً: "حسب وجهة نظري –على الأقل- فإن نبع الماء العذب يجب أن يكون دائماً في علٍ ومرتفعاً حتى يفيض ماءً عذباً فراتاً سائغاً للشاربين وسعياً به لئلا يتكدر أو تصيبه الشوائب، وهذه هي فلسفة حياة الصعابِ والمخاطر التي نحيا مقابل ألا نعيش بين الحُفر، وهي مرتبطة أشد الإرتباط بمصداقية المبدأ الذي نعتقد به والمشروع الذي نحمل همّه".

ويكمل قعدان " وإن لم يتحقق فينا كل هذا فلا معنى لكل ما يُقال عن الانتماء للفكرِ والإنسجام مع الذات، والتصالح مع المقولة والأطروحة، والإلتئام بين الشعار والمَقال وحالة التطبيق، وحينها نفتقد الوفاءَ لعهد من سبق ووعد من لحق".

وتعليقاً منه على لوم اللائمين له على خوضه الإضراب المفتوح عن الطعام" قضيتنا المقدسة تُذبح من الوريد الى الوريد وفلسطين تستحق منا شهيداً في كل لحظة، المهم أن لا نشعر يا إخوتي بما يخدش مروءتنا ويسيئ الى حيائنا أو ينغص راحة بالنا، أن نعيش بلا وخز ضمير أو تأنيب وجدان على ما نعتقد من أفكار أو ما نؤمن من مبادئ، حتى لا تتسلل الهزيمة إلى نفوسنا،فيتمكن أعداؤنا من عقولنا وقلوبنا وعندئذ تبدأ الهزيمة".

ويختم قعدان رسالته بقوله : " ولكل ذلك كان لزاماً علينا ألا نعيش برفاهيةٍ مكذوبة وموهومَة، ماديةً كانت أو معنوية، وألا نعتلي سيارة تملكها البنوك أو نعيش مثقلين بترف الحياة الدنيا، فكل ذلك لن يجلب لنا استقراراً أو أمناً أو سعادة ما دام الإحتلال قائماً ".

وتأتي رسالة قعدان بعد يومٍ واحدٍ فقط من التردي المفاجئ لحالته الصحية هو ورفيقه في الإضراب جعفر عز الدين ونقلهم بشكل مستعجل لوحدة العناية المكثفة في مستشفى "أساف هروفيه" في وضع صحي خطير للغاية مساء يوم الأحد، وهناك مكثا ليلة كاملة خضعا خلالها لعدة فحوصات طبية، وعلى الرغم من خطورة وضعهما الصحي إلا أنهم رفضا تناول المدعمات.