وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

متحدثون في ندوة يدعون الى القيام بعمل جماعي بحجم صمود الأسرى

نشر بتاريخ: 18/02/2013 ( آخر تحديث: 18/02/2013 الساعة: 17:55 )
غزة - معا - دعا متحدثون في ندوة حوارية اليوم الاثنين، نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بغزة الى القيام بعمل جماعي رسمي وشعبي بحجم صمود وعطاء الأسرى للتضامن معهم، وتعبيراً عن الوفاء لهم.

وشدد المتحدثون في الندوة التي عقدت تحت عنوان: " الأسرى بين الصمود والخذلان... سامر العيساوي نموذجاً" للتوحد خلف قضية الأسرى ووضعها على أولويات الأجندة الفلسطينية، مع العمل على أن تأخذ حقها في المحافل الدولية من خلال لجان قانونية متخصصة لإدانة حكومة الاحتلال على جرائم الحرب التي ترتكبها بحقّ الأسرى.

ودعا المشاركون في الندوة التي عقدت في قاعة المؤتمرات بالكلية الى إيجاد آلية لرفع قضايا الأسرى أمام محكمة لاهاي لجرائم الحرب ، والى الأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي والمؤتمر الإسلامي ، لإعادة الزخم لهذه القضية، والتركيز على جوانب الانتهاكات البارزة كالإهمال الطبي واختطاف النواب والأسرى القدامى و الأسيرات والأطفال ، فهذه قضايا ملحة ومخالفة القوانين فيها واضحة وصريحة .

ووجه الدكتور عبد القادر ابراهيم حماد كاتب وأكاديمي فلسطيني دعوة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى الاستنفار العام، والمشاركة الفاعلة في كل الأنشطة والفعاليات التي تنظم تضامنا مع أسرانا، وعدم ترك الأسرى وحدهم في معركتهم مع الجلاد الإسرائيلي.

وأشار د. حماد الى محاولات الاحتلال المستمرة لكسر إرادة الأسرى الأبطال المضربين عن الطعام منوهاً الى مرور أكثر من سبعة أشهر على إضراب الأسير البطل سامر العيساوي ومعه آخرون، لكن الاحتلال لا يزال مصرًا على العناد، فيما يبدو أنها محاولة لكسر إرادتهم.

واعتبر أن إضرابات الأسرى الفردية والجماعية أثارت قلق الصهاينة، لاسيما بعد الإضراب الكبير الذي خاضه معظمهم وانتهى بعد انتزاع جملة من التنازلات من الاحتلال، أهمها إنهاء حالة العزل الانفرادي لكبار الأسرى، وإن أخذ الاحتلال _كعادته_ ينكث العهود بالتراجع عن بنود الاتفاق، وفي مقدمتها وقف التمديد للمعتقلين الإداريين.

ورأى د. حماد أنه بالرغم من مرور أكثر من 7 أشهر وسامر العيساوي يخوض إضرابه عن الطعام، في ظاهرة فريدة تعكس قوة وصلابة الإنسان الفلسطيني أمام صلف وعنجهية الاحتلال، إلا أن الفعاليات التضامنية مع هؤلاء الأبطال تتم على استحياء، أو بشكل يعكس الواقع الحزبي المرير، وتأثيراته على هذه الفعاليات التي باتت أقرب الى السياحة الموسمية.

وقال أننا نشهد حالة من اللامبالاة ناتجة عن حالة الضعف والهوان التي أفرزها الانقسام السياسي البغيض، والذي ينعكس بشكل سلبي على قضية الأسرى، مما يؤكد على ضرورة التحرك السريع لإنهاء معاناتهم.

من جهته، استعرض عبد الناصر فروانة الباحث في شؤون الاسرى واقع الأسرى والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، موضحاً أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي تحتجز ( 4750 ) أسيرا ، بينهم ( 198 ) طفلا ، و( 186 ) معتقلا اداريا ، و( 14 ) أسيرة ، و(15 ) نائبا ، بالإضافة الى ثلاثة وزراء سابقين، وعشرات القيادات السياسية والأكاديمية ن وذلك في ظروف قاسية وصعبة تتناقض وبشكل فاضح مع كافة المواثيق والأعراف الدولية ، وتُقترف بحقهم انتهاكات جسيمة وطويلة بات من الصعب حصرها.

وقال أن هذه الإنتهاكات استمرت، بل تصاعدت بشكل كبير عقب إتمام صفقة التبادل " وفاء الأحرار " وكأن اسرائيل " أرادت الإنتقام منهم ومن ذويهم ، على الرغم أن " الصفقة " تضمنت بنودا تلزمها بتحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للأسرى .

وأضاف أنه بالرغم مما حققه إضراب الأسرى الجماعي في ابريل / نيسان من العام الماضي بخصوص إنهاء العزل واستئناف زيارات أهالي أسرى غزة ، إلا أن الإنتهاكات تواصلت وتصاعدت بهدف الانتقام من الأسرى على ما أقدموا عليه من خطوة نضالية تمثلت بالإضراب .

وذكر أن الإضرابات عن الطعام الجماعية والفردية التي يخوضها الأسرى هي أشكال نضالية ، ولكنها الأكثر ألما وقسوة ، ويلجأ لها الأسرى رغما عنهم ، والحركة الأسيرة خاضت عشرات الإضرابات الجماعية عبر تاريخها وحققت انجازات عديدة وقدمت تضحيات جسام ، وبالتالي هي مهمة وتكمن أهميتها بمشروعيتها وبالإنتصارات التي حققتها .

وأوضح أنه في السنوات الأخيرة برزت ظاهرة " الإضرابات الفردية " ، والتي كان أبرزها إضراب الشيخ خضر عدنان وتلاه هناء شلبي وثائر وبلال والسرسك والريخاوي والشراونة والعيساوي ..الخ مستطرداً أن هذه الإضرابات الفردية تعتبر دخيلة على ثقافة الحركة الأسيرة التي اعتمدت في تاريخها على " الجماعية " ووحدة الموقف في مواجهة إدارة السجون ، وحذرت من أية خطوات حزبية أو فردية، ولكن في ظل اختلاف الرؤى واستمرار الإنقسام وعدم التوحد في مواجهة السجان والمناكفات السياسية خارج السجون وتراجع حضور قضية الأسرى على كافة المستويات ، كان لا بد منها ، وحققت الكثير من الانتصارات على المستوى الشخصي للمضربين ، أو على المستوى العام للحركة الأسيرة والملفات التي أثارها وفجرها المضربون مثل الإعتقال الإداري وإعادة اعتقال محرري صفقة التبادل .

ومضى بالقول أنه وبالرغم مما يمكن أن يُسجل على الإضرابات الفردية من تحفظات وانتقادات وربما نتفق مع بعضها وطالبنا بإعادة تقييمها ، إلا أنها حققت الكثير من أهدافها وقادت لانتصارات عدة ، وهي كما قلت شكل من أشكال المقاومة السلمية المشروعة خلف القضبان .

وشدد على أن نجاح الإضراب ( الفردي أم الجماعي ) بحاجة الى عوامة عديدة وهي ليست مقتصرة على الأسير ذاته وان كان هذا مهم وإنما يجب أن يتبعها خطوات أخرى ويتوفر له عوامل عديدة أبرزها الدعم والمساندة من زملائهم الأسرى وممن هم خارج السجون ، ومادون ذلك فالأمور تكون صعبة

وتحدث عن الأسير سامر العيساوي .. كنموذج حيث سجل الإضراب الأطول في سجون العالم عبر التاريخ ، ليدافع عن حقوقه وكرامته ويذود عن انتصار صفقة وفاء الأحرار وينوب بذلك عن كافة المحررين بل عن الأسرى عموما بجوعه وأمعائه الخاوية ، ليضيف انتصارا جديدا بصموده وثباته للحركة الأسيرة .

وقال إن البطل أشعل قضية الأسرى من جديد وسلط الضوء على ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات وإهمال طبي ، وفتح ملف إعادة اعتقال محرري صفقة وفاء الأحرار من جديد ، وجعل من قضية الأسرى قضية رأي عام ، وأحدث حراكاً مهماً على المستوى الرسمي والشعبي ، العربي والإسلامي ، و نجح في إحداث اختراقات دولية وانتزع مواقف ايجابية من مؤسسات مهمة، وباستمرار إضرابه وإضراب إخوانه جعل من قضية الأسرى دائمة الحضور في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، وهو من أبقى ملف إعادة اعتقال محرري صفقة التبادل مفتوحا ، وربما هو من وضع حدا لاستمرار اعتقال آخرين .

وأعرب عن تقديره في أن تجاوز الأسير العيساوي إضرابه لما يزيد عن مائتي يوم انما يعكس خللا ذاتيا قبل أن يكون موضوعيا ، مما يعكس ضعفنا وقصورنا ، لو أنه كان هناك حراك تضامني مع الأسرى المضربين داخل وخارج السجون يليق بهم ويوازي حجم تضحياتهم ومعاناتهم ويرتقي الى مستوى الحدث والقضية ، لحققوا انتصاراتهم منذ زمن ولانتهت معركتهم منذ فترة طويلة.

الى ذلك، وجه طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التحية الى الكلية لاهتمامها بقضايانا الوطنية وعلى رأسها قضية الأسرى.

وعبر عن فخر الشعب الفلسطيني واعتزازه بالصمود الأسطوري للأسرى المضربين عن الطعام، سامر العيساوي، جعفر عز الدين، طارق قعدان ، أيمن الشراونة ،ويونس شعبان ، والتي تؤكد أن الشعب الفلسطيني برغم كل مظاهر الضعف يمتلك طاقات كافية لتحقيق انجازات نوعية جديدة .

وتوجه أبو ظريفة بالتحية للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال رمز المقاومة والتضحية والمعاناة الفلسطينية ،وأحييها وهي تمضي في كفاها البطولي على درب الصبر والصمود والحرية كما توجه بالتحية إلى سامر العيساوي ابن القدس وابن الجبهه الديمقراطية لتحرير فلسطين، صانع المعجزة الفلسطينية ،الذي لا يخوض معركته بل يخوض مع زملائه المضربين معركة الجميع ، معركة الشعب ضد الاحتلال وسجونه ،ومن أجل أن يكون الفلسطيني سيداً وحراً في دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .

وقال أن سامر العيساوي هو مزيج فريد فهو غاندي فلسطين والاستشهادي الفلسطيني المعلق بين الحياة والموت وهو ورفاقه الذين وحدوا شعبنا خلف الأسرى وحقوقهم.

وخاطب الأسرى بقوله: " نقول لأسرانا المضربين عن الطعام ،لأسرانا البواسل شعبكم سمعكم وهو يتحرك في كل مكان تضامناً ودعماً لكم ،ونحن ندعو الجميع للانخراط بشكل واسع في حملات التضامن مع الأسرى وحقوقهم وبشكل خاص مع الأسرى المضربين عن الطعام وعلى رأسهم سامر العيساوي والذي تدهور وضعه الصحي بشكل خطير وندعو الجميع للوقوف عند مسؤولياتهم .

وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياتهم لتجاوزها لكافة القوانين والأعراف الدولية ولاتفاقية جنيف الرابعة التي تتضمن حقوق الأسرى ونحذرها من نتائج المخاطر التي تهدد حياتهم بسبب ممارستها اللاإنسانية والتي تنذر بانفجار الوضع على عموم الأرض الفلسطينية والمنطقة إذا توفى أي من الأسرى المضربين .

وطالب الجانب المصري الراعي لصفقة وفاء الأحرار بالضغط على حكومة الاحتلال بالإفراج عن الأسرى التسعة الذين أعيد اعتقالهم بعد تحررهم في هذه الصفقة وتطبيق اتفاق 14/05/20163م.لإنهاء الاعتقال الإداري والسجن الانفرادي وحقوق الأسرى .

كما طالب المجتمع الدولي كافة ومؤسسات الحقوقية الدولية المهتمة بحقوق الإنسان لإنقاذ حياة الأسير العيساوي الذي يعاني بآلام في أنحاء جسده ،وكذلك الأسرى المضربين الآخرين .

ودعا الجهات الرسمية الفلسطينية للتحرك في جميع المحافل الدولية بما فيها مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والإتحاد الأوروبي لإنقاذ حياة الأسرى المضربين .

ورأى أن الضغط على حكومة الإحتلال لإلزامها بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى الأخيرة والدفاع عن حقوق الأسرى والتعاطي الإنساني معهم ،يتطلب تدوير قضية الأسرى ودخول دولة فلسطين إلى سائر المؤسسات الدولية التي يمكن أن تضغط على الإحتلال وخاصة اتفاقيات جنيف الأربعة ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الإنسان لوضع هذه المؤسسات أمام مسؤولياتها في الضغط على حكومة الاحتلال لوقف إجراءاتها التعسفية وانتهاكاتها لحقوق الأسرى والإنسان الفلسطيني وسرقة الأرض في الاستيطان والمصادرة ولوضع إسرائيل أمام المحافل والمحاكم الدولية ،ولمحاكمة المسئولين الإسرائيليين على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة .

وتابع قائلاً: " إن صمود أسرانا البواسل مع انتصار غزة والعضوية المراقبة بدولة فلسطين وتصاعد المقاومة الشعبية في مواجهة الاستيطان ،مؤشرات على ضرورة تبني إستراتيجية وطنية كفاحية جديدة تدمج بين العمل السياسي والمقاومة للوصل بفلسطين وشعبها نحو الحرية .

وخاطب سامر العيساوي بقوله: " كن على ثقة يا سامر ،فشعبك معك ويقول كما تقول( شهادتي هي قنبلتي الباقية في وجه الطغاة والسجانين وفي وجه الاحتلال العنصري، وكما قلت أنت أقوى من جيش الاحتلال وستبقى روحك حياً وشهيداً صرخة لحرية الأسرى من سجون الاحتلال وحرية شعبك من قيود الاحتلال، كيف لا وأنت ابن القدس،والقدس تتحرك في دمك وعقيدتك وإيمانك .