وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ماراثون تهويد القدس ؟!

نشر بتاريخ: 19/02/2013 ( آخر تحديث: 19/02/2013 الساعة: 17:35 )
بقلم :جواد عوض الله
سعت إسرائيل وما زالت بكل الوسائل للتضييق على الشباب الفلسطيني وحصار رياضته التنافسية والترويحية فأعاقت حركة لاعبيه ومنتخباته واعتدت على منشآته وملاعبه ، ووصلت أبعد من ذلك حيث تخطط بلدية الاحتلال في القدس برئاسة" نير بركات"منذ سنوات لاستخدام الرياضة كأداة سياسية لفرض رؤيتها في المناطق الفلسطينية، وخاصة في القدس الشرقية،عبر عدة انشطة وابرزها الأستمرار بتنظيم ما يسمى : ماراثون اورشليم الدولي للمرة الثالثة ؟!

من هنا، فان ما تقوم به إسرائيل من خلال بلديتها بالقدس المحتلة عبر تنظيم هذا الماراثون الرياضي السنوي ، يتجاوز مبادئ الرياضة، وحدود عام 67،ويتجاوز سياسة الحصار والتضييق علينا رياضيا، بل يأتي في إطار سياسي مدروس وخطة عمل ممنهجة ، منسجمة تماما مع سياسة التهويد لمدينة القدس ولتغير انساب معالمها المقدسة وعبر وسيلة تبدو للعالم ناعمة حضارية لكنها خطيرة في نفس الوقت وهي من خلال الرياضة , وتمرير ذلك للعالم من خلال ماراثونها الرياضي ، فمنظومة الأماكن الدينية والتاريخية والحضارية التي يحويها الموقع الإلكتروني الترويجي للماراثون ، كالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأسوار المدينة المقدسة وغيرها من أماكن أثرية وحضارية ودينية وابنية فلسطينية في القدس الشرقية وصولا لخبز القدس وموسيقانا العربية ضمنت لشعار الماراثون وشريطه الترويجي بموقعه الألكتروني ، http://www.jerusalem marathon .com
وعليه فإن هذا الماراثون المسيس والمجير للرياضة يقدم المنظومة المقدسية العربية على انهااسرائيلية ،وعليه هذا الماراثون ليس اقل خطورة من أي أسلوب استخدمه الاحتلال ،كالاستيطان وهدم البيوت الفلسطينية وتهجير سكانها الأصليين ، للاستحواذ على القدس وتهويدها، والخطورة لا تتوقف عند خط سير الماراثون فقط ،حيث يخترق أراضي محتلة في مناطق 67" " واعتراضنا لا يجب أن يربط بتغير مساره ، إلى داخل الخط الأخضر ، ومناهضتنا له يفترض ان لا تتوقف عند الشركات الراعية له .

،وإننا إذ نقدر جهود الأخ جبريل الرجوب امين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة لدوره الكبير في استصدار قرار من مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب العام الماضي بمقاطعة شركة( اديداس) في حال رعايتها لماراثون اروشليم الدولي ،والتلويح بتعميم قرار المقاطعة على كافة الدول العربية والأندية والأتحادات الرياضية مما حذى بالشركة الرياضية (اديداس)للثني عن رعايتها وعزوفها عن رعاية ماراثون اورشليم هذا العام .

رغم وجود بدائل كثيرة من الشركات التجارية الراعية لماراثون هذا العام ،واحلال شركة nb الرياضية الأمريكية بدلا من اديداس الأمانية ،اننا نامل استمرار استراتيجيته وجهود لمناهضة هذا العمل التهويدي لمدينة القدس ، وعليه نحن بحاجة الى تنسيق وتوحيد الجهود،والخطاب،فالرد على هذا النشاط (الماراثون)بحاجة الى خطة مدروسة ومعدة جيدا، وعلى كافة الصعد، والمجالات.داخليا وخارجيا عربيا واجنبيا اعلاميا وشعبيا .

ومن مسلمات مناهضة هذا الماراثون التهويدي للقدس ،المضي قدما في عقد ماراثون القدس الدولي الرابع ،وعدم اسقاطه من اجندتنا الرياضية ،وبنفس المسمى ،باعتباره النشاط العملي الرياضي الأبرز الذي انتصر للقدس العربية اسما، وكان سابقا في عقدة باسم القدس حيث انطلقت النسخة الأولى منه بتاريخ 26-5-2010 في حين عقد ماراثون اورشليم الدولي الأول بتاريخ 26-3 -2011 .

نعم هذا الماراثون الرياضي الذي اخذ بقرار من مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ،ونفذ في الأعوام الثلاثة الماضية 2010،2011،2012.وكانت نسخة العام الماضي منه مميزة ونوعية بمشاركة فلسطينية وعربية اعلامية واسعة ،حيث شارك في هذا الماراثون الى جانب الأخ جبريل الرجوب امين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة ،مفتي القدس الشيخ محمد حسين ومحافظها السيد عدنان الحسيني وعددا من الآعلاميات والأعلامين العرب في خط سير الماراثون الرمزي الى مشارف بيت المقدس .

كما من المكن ادخال وربط القداسة(مدينة القدس) بالتاريخ (الذي تمثله مدينة اريحا )في ارض كنعان بان ينطلق الماراثون العربي القادم ماراثون القدس الدولي الرابع بمسافة قانونية تبلغ 42.195من القدس واكنافها الى مدينة اريحا .

نعم اعتراضنا يشمل ويتجاوز خط سير الماراثون الذي يمر بوادي الجوز والبلدة القديمة والشيخ جراح وشعفاط ، وغيرها من مناطق في "هذه المدينة العربية الفلسطينية المحتلة في عام "67" وينطبق عليها ما ينطبق من قرارات دولية على باقي الأراضي المحتلة ليصل أبعد من ذلك بكثير ،ليصل الى مناهضتنا لرسائل واهداف ماراثون اورشليم التهويدي الذي سينطلق في يوم الجمعة الموافق الأول من آذار القادم1-3-2013 ،و يروج ويقدم القدس العربية اعلاميا للعالم ولكافة الرياضيين المشاركين على انها اسرائيلية التاريخ والحاضر والمستقبل ؟!
[email protected]