وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسير قدان المضرب منذ 86 يوما يوجه رسالة الى شقيقته الاسيرة منى

نشر بتاريخ: 20/02/2013 ( آخر تحديث: 20/02/2013 الساعة: 14:55 )
جنين - معا - وجه الاسير طارق قعدان المضرب عن الطعام منذ 86 يوما الى شقيقته الاسيرة منى قعدان التي اجلت محكمة سالم العسكرية النطق بالحكم عليها الى الشهر القادم لرفع معنوياتها .

نص الرسالة على النحو التالي:

شقيقتي الحرة الابية منى قعدان ... ما أقسى خياراتك وما أروعها لله درك يا منى ,ما أعظمك وكم هي روعة تحديك , يا سنديانة هذه الطليعة ومدرستها في الصمود ,ومعيارها وشارتها في العافية والحيوية والحياة .اعي تماما ان خياراتك مرة ومدهشة ولم تكن في يوم من الايام الا تاريخية وكبيرة وصعبة ومصيرية,ولا تقبل التراجع او الالتواء او الانحناء او الرجوع للوراء او التراخي او المواربة .وأعي انك اصنصا مركزا من التحدي ومشروع مواجهة ولا تقبلين انصاف الحلول وارباعها ولو قبل بها انصاف الرجال , وانك لا تعترفين بمنطق الممكن والمتاح والآني ولو اعطيت جل المطالب والقضايا .

فنعم المجاهدة انت يا منى , قلت عنك مرة ان جاز لي التعبير (تروتسكي ) الجهاد صاحبة الثورة المستمرة والمتواصلة فقالت الوالدة رحمها الله ورضوان الله عليها "انت تدمرها بتشجيعك " فقلت لها ياوالدتي العزيزة ,هي هكذا جينيا ,هكذا في الحمض النووي, وانت مسئولة اكثر مني عن هذا الامر , انظري اليها انا على راسها واصغر منها بسنة ولا املك جرأتها فهي لا تنثني للتهديد ولو أزبد الاعداء وبالغوا في تهديدهم ووعيدهم ولا تنطلي عليها المسائل ولا تضعفها ولو غلفوها بالاكاذيب والاضاليل ولو اوعد الاعداء وبالغوا في وعدهم . وأنا هنا لست مبالغا ولست اقبل لنفسي الحديث في اطراء كاذب او مجاملة مبالغة ولا مديح مختلق ولكنها الحقيقة كما هي هكذا........

الحقيقة بكل تجلياتها منذ اعتقالك الاول في 15/2/1999 وحتى اعتقالك الاخير في 14/11/2012 قبيل اغتيال القائد احمد الجعبري بيومين , وأظنهم يا أختي خبروك جيدا وعرفوا مدى التزامك بالمبادئ والتربية الحديدية والمحاذير والمحرمات ولا اقول التنظيمية للاسف الشديد ..... بل العائلية على الاقل .ولا انسى يا عزيزتي قصة زواجك من الاخ المجاهد ابراهيم حسن اغبارية المحكوم ثلاث مؤبدات وخمسين سنة وهو معتقل منذ عام 1992 .حيث انك وبكل قوة وجرأة قلتي لي يا أخي اليس الامر كله بيد الله او ليس الله بقادر على كل شيئ , الا يحق لابراهيم ان تفتح له طاقة من امل ونافذة من نور وكوه من رجاء ,فأفحمني ردها وقبلت بزواجها الذي تم في المحكمة الشرعية بالناصرة حيث كان كلاهما رهن الاعتقال .. وكان الامر صعب جدا
عليها وقاسي .. الا انه قضاء الله وقدره .

ثقي يا أختي بانني لن افك اضرابي الا عندك بطرفك وهذا وعد مني بل وشرط لفك اضرابي بعد تحقق مطلبي بالحرية.فاسلمي لي يا عزيزتي وغاليتي وشقيقتي الابية ويا توأم روحي وشريكتي في المعاناة .هذا قدرنا ان نحيا للواجب المقدس وان نعش لطهارة الفكرة ولطهر المبدا وان نتشاطر وجع القلب ومرارة النفس

لك مني كل الحب والحنان والتقدير والاحترام والاجلال ,لاخت ما انحنت الا لله ولهامة عصية على الانكسار ولقامة عصية على الركوع الا لله سبحانه ولذكرى عصية على الاندثار .

وسلامي لروحك الكبيرة وسلامي لعيونك الطاهرة وسلامي لاخواتك حرائر شعبنا وشريفات امتنا وضمير قضيتناواعلمي ان النصر قادم والى نتيجة لا مناص منها "النصر او النصر ولا شيئ غير النصر "

طارق قعدان – مشفى سجن الرملة