|
عظَّم الله أجركم - بقلم ياسين الرازم
نشر بتاريخ: 16/03/2007 ( آخر تحديث: 16/03/2007 الساعة: 13:24 )
بيت لحم - معا - بقلم ياسين الرازم
من المحزن والمؤسف أن تتمخض الإجتماعات الماراثونية والإتصالات والمشاورات المكثفة عن نتائج هزيلة ومخيبة للآمال ومحبطة للأحلام والتطلعات كمن صام وصام وأفطر على رأس بصل نيء بدل أن يفطر على مالذ وطاب من المأكولات والمشروبات وصدق الشاعر عندما قال : وحلمنا بعروسة بحر فإذا بالمولودة قردة وإعتذر سلفاً للقارىء العزيز عن إستخدامي لهذه الأوصاف وعبثاً حاولت إنتقاء ألفاظ أكثر تهذيباً ولكنني مكرهاً عليها لأنها الوصف الأدق للحالة المزرية والوضع المتردي التي وصلت إليها كرة القدم الفلسطينية بعد الإتفاق الغريب والعجيب التي توصلت إليه لجنة التنسيق مع الإتحاد الفلسطيني بكرة القدم . مدعاة الحزن والأسف وربما الرفض والغضب لدى البعض أن هذا الإتفاق أطال من عمر الإتحاد الذي أثبت للقاصي والداني بأعماله وأفعاله أنه إتحاد فاشل وفق كل المقاييس والمعايير العالمية والمحلية بعد أن أمسى وجوده يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الحركة الرياضية عامة وكاهل كرة القدم على وجه الخصوص وكانت مسألة الإطاحة به مسألة وقت وليس إلا ومطلباً جماهيرياً. وإن هذا الإتفاق الذي ينص على إجراء إنتخابات مبكرة مطلع العام الجاري - إذا دعت الحاجة والمصلحة - حسبما جاء في محضر الإجتماع المركزي للإتحاد في أريحا، إعتبرته لجنة التنسيق نصراً مؤازراً فيما تعتبره الغالبية من أبناء الشارع الرياضي ومن بينهم أعضاء في لجنة التنسيق هزيمة قاسية للهيئة العامة والكرة الفلسطينية التي عانت الكثير من تخبط وعشوائية الإتحاد وإعتبره شخصياً تأجيلاً مرفوضاً لدفن الميت وهدراً إضافياً للوقت والجهد ووأد للأحلام والطموحات في مهدها فبدل الإنعتاق من رقبة هذا الإتحاد ومآسيه أبقى هذا الإلتحاق الإتحاد جاثماً على صدر الأندية واللعبة لفترة طويلة مرشحة للزيادة والإطالة والتمديد وبدل من أن تتجاوب لجنة التنسيق مع الرغبة الجامحة لعموميتها بالتأسيس لبزوغ فجر جديد للكرة الفلسطينية بعد ما يزيد عن ثلاثة عشر عاماً من الإرتجالية والشللية والتجاوزات الإدارية والخروقات المالية المثبتة والمدعمة بالوثائق والمستندات لموت اللجنة كل هذه الملفات وأبرمت ما يشبه بالصفقة الخاسرة وكان الأجدر بها العودة الى الهيئة العامة قبل إتخاذ مثل هذا القرار الخاطيء والخطير وإذا كانت اللجنة عاجزة عن حقن جسم الإتحاد المريض بحقنة الرحمة كاف عليها الطلب من العمومية فعل ذلك، لأن ما قامت به ما هو إلا حقن للمريض الذي لا يرجي له الشفاء بمسكنات أنعشت قلبه وضخت الدماء الفاسدة من جديد في عروقه، وهي تعلم تمام العلم وتدرك جيداً أن هذه الدماء لن تكفي للفترة القادمة وستضطر هذه اللجنة مستقبلاً الدفاع عن قرارها بحقن المريض بجرعات أخرى وأخرى وهي التي سيعول عليها الإتحاد في طلب التمديد في عمره حتى يومه الأخير وربما الى أبعد من ذلك . قد يتبادر لذهن البعض إنني أرفض الإتفاق من أجل الرفض فقط وإنني على علاقة سيئة مع بعض أعضاء الإتحاد والحقيقة عكس ذلك تماماً فمدعاة رفضي للإتفاق هي عدم الثقة بقدرة ومقدرة الإتحاد على إرساء القواعد المتينة للعمل الإداري والمالي الصحيحة وأنه سيولي جميع الملفات المفتوحة ويغلقها ولن يحاول معالجتها إلا قبل أيام قليلة من الإنتخابات المبكرة، وبالتالي سيرجع بنا الإتحاد الى المربع الأول ولكن هذه المرة مدعوماً من لجنة التنسيق التي أصبحت شريكته في تحمل الأخطاء وأوزارها ومتهمة بتعطيل وعرقلة الدوري خلال العام الماضي . إن الدوري العام وبطولة الكأس والبطولات الأخرى الطريقة والوسيلة الوحيدة للإرتقاء باللعبة وتشكيل المنتخبات الوطنية وهذه قناعة راسخة لدي ولا يختلف عليها إثنان فالدوري مطلب الجميع ولكن المعضلة لا تكمن في تنظيم بطولتي الكأس والدرع وإستكمال الدوري لجميع الدرجات بل إن المشكلة الحقيقية تكمن بالإتحاد ذاته وإنعدام ثقة الشارع الرياضي بقدراته الفنية والإدارية وعدم توفر النية الصادقة لدى بعض الأعضاء للوصول بالدوري الى خط النهاية السعيدة والرغبة الجامحة لدى البعض بالبقاء في المنصب لأطول فترة ممكنة فالتجارب السابقة عديدة ومريرة وقاسية ولا تشجع إدارات الأندية على التعاطي بإيجابية مع الإتحاد ولجانه سيما وأنها منحته الفرص العديدة والمتتالية لتنفيذ برامجه وكان الفشل دوماً عنواناً ثابتاً لهذه البرامج إلا ما ندر، ما أدى إلى تكبيد الأندية المصاريف والديون الباهظة التي ذهبت هباءاً منثوراً وأثقلت ومازالت تثقل كاهل الأندية ما دفعها الى تقليص نشاطاتها وفسخ عقودها مع المدربين واللاعبين بسبب غياب خطة عمل مستقبلية واضحة الأسس والمعالم والأهداف . أخلص حديثي الى القول للزملاء والأخوة الأعزاء في لجنة التنسيق عظم الله أجركم على هذه الجهود الجبارة وهذه النتائج وأدعوكم بالتنحي والإستقالة ورد الأمانة لأهلها في الهيئة العامة للإتحاد لأنها صاحبة الحق الأول والأخير في عقل أي إتفاق مع الإتحاد الذي عليه عدم الإتكال على هذا الإتفاق ودعوة الهيئةالعمومية لاستكمال مناقشة التقرير المالي والنقاط الاخرى المدرجة على جدول الاعمال قبل القيام باية خطوة 0. |