|
نساء بالسواد - حركة عالمية من أجل السلام
نشر بتاريخ: 11/08/2005 ( آخر تحديث: 11/08/2005 الساعة: 21:01 )
معـــــــــا - تأسّست حركة نساء بالسّواد العالميّة في العام 1988، بعد مضيّ نحو شهر على انطلاق الانتفاضة الاولى عام 1987 . بدأت مجموعة صغيرة من النساء الاسرائيليات بالقيام بأعمال احتجاجية عن طريق الاعتصام مرّة في الأسبوع، في نفس المكان، وعادة ما كان يتم ذلك على مفترق طرق مركزي، وكن يرتدين الملابس السوداء ويحملن اللافتات على شكل يد سوداء كتب عليها بالأبيض: "كفى للاحتلال". وخلال أشهر قليلة انتقل الموضوع من شخص إلى آخر وانضمّت النساء في اسرائيل للمشاركة حتى صارت هناك 40 مناوبة اعتصام في مختلف أنحاء البلاد.
انتشار الحركة عالميًّا: الأعمال الاحتجاجيّة في إسرائيل كانت بمثابة شرارة الانطلاقة الأولى لتاريخ حركة نساء بالسواد الذي مر عليه اليوم 17 عامًا. ثم انتشرت الحركة في بلاد أخرى بشكل عفوي، وخصوصًا في كل مكان تنوي فيه النساء الاحتجاج ضد غياب العدالة، الحرب، العسكرتارية، ومختلف أشكال العنف الأخرى. وإحدى النقاط الهامّة للاحتجاج هي الاعتراض على السياسة الحربية التي تنتهجها الحكومات المختلفة. إنّ نساء بالسواد ليس تنظيمًا وإنما شكل من أشكال نقل الرسالة، معادلة للنشاط. وقائمة الدول التي تتضمّن مناوبات اعتصام هي طويلة. في إيطاليا، مثلاً، نساء بالسواد يقمن بالأعمال الاحتجاجية ضدّ عدة قضايا بدءًا من الاحتلال الإسرائيلي وحتى الاجرام المنظّم. وفي ألمانيا، نساء بالسواد يقمن بالأعمال الاحتجاجية ضدّ النازيين الجدد، العنصرية الممارسة ضدّ المهاجرين من أجل العمل وضدّ الأسلحة الذريّة. وفي الهند تمارس النساء الأعمال الاحتجاجية ضدّ طريقة تعامل المتطرّفين الإسلاميين مع النساء. وخلال فترة الحرب في البلقان، شكّلت نساء بالسّواد في بلغراد نموذجًا للتّعاون بين المجموعات الإثنية. نشاط غير عنيف: النشاط الذي تبادر اليه نساء بالسواد هو نشاط غير عنيف وغير عدائيّ. اللباس الأسود يرمز في ثقافات عديدة إلى تقاليد الحزن والحداد. النساء اللواتي يرتدين الأسود يقلبن الدور السلبي التقليدي للنساء اللواتي يولولنَ على الموتى إلى مقاومة واحتجاج ضد منطق الحرب. ويتم التهجم على نساء بالسواد في أحيان كثيرة من قبل هؤلاء الذين يسعون الى ترسيخ أيديولوجيات قوميّة ضيّقة. في اسرائيل وصربيا، وهما مكانان تقوم فيهما نساء بالسواد بالاحتجاج على سياسة القيادة في كل من البلدين، يتمّ تهديد النساء خلال مناوبة الاعتصام وأحيانًا يتم الاعتداء عليهنّ جسديًّا. وعلى الرّغم من ذلك، فإنّ نساء بالسّواد يرفضن التوقّف عن وقفتهن الشجاعة وهنّ يواصلنَ الاحتجاج وتذكير الجماهير بمقاومة القمع والاضطهاد. نشاط نسوي: لا يوجد لنساء بالسواد أي تشريع أو وثيقة رسمية - لكن المنظور النسوي الذي نتطلّع من خلاله يتّضح عن طريق النشاط نفسه.وهو معروف جيدا، بأنّ العنف الرّجولي ضد النساء في البيت والمجتمع مرتبط بالعسكرتارية. العنف هو إحدى الطرق للسيطرة على النساء والتحكّم بهنّ. ثمّة أماكن يرفض فيها الرجال هذا الرأي وهم يشاركون في الاعتصامات التي تنظّمها نساء بالسّواد. إن النشاط من أجل السلام الذي تقوم به النساء لا يفترض بأنّ النساء هنّ "متطلّعات إلى السّلام أكثر من الرّجال" بطبيعتهنّ. الى جانب ذلك، فإنّ للنساء أدوارًا ومهمّات ثقافيّة مختلفة وهنّ يعانين، أيضًا، من الحرب بصورة مغايرة - هنّ يخفن من الاغتصاب، ويشكّلن أغلبية بين اللاجئين، ولذلك فإنّ منظور النساء يختلف في ما يتعلّق بالحرب والأمن، ولديهن موقف خاصّ في هذا الصدد. نشاطات عالميّة: على الرّغم من أنّ هناك مجموعات من النساء بالسّواد في أماكن مختلفة في العالم، إلا أن التعاون في ما بينهنّ كان في حده الأدنى ولكن في العام 2001 تم وضع شبكات إنترنت بين مجموعات مختلفة في أوروبا، آسيا، وشمال أفريقيا. كذلك، تم تنظيم نشاطين عالميين في حزيران وكانون الأول 2001 للمطالبة بتحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين, وشاركت في كل من هذين النشاطين الاحتجاجيين عشرات الآلاف من النساء في 150 مدينة في كافة أنحاء العالم. وفي كانون الأول في القدس سار الآلاف من النساء والرجال الإسرائيليين والفلسطينيين وهم يحملون لافتتات كتب عليها: "الاحتلال يقتلنا جميعًا" و "نرفض أن نكون أعداء". وتم تنظيم حملات عالمية أخرى لنساء بالسواد للفت أنظار العالم إلى الحرب في كولومبيا جوائز: حصلت حركة نساء بالسواد العالميّة على جائزة الألفية للسلام من قبل الأمم المتحدة في العام 2001. الحركة ممثلة من قبل نساء بالسواد من إسرائيل وصربيا كانت مرشحة لجائزة نوبل للسلام في العام 2001. حصلت نساء بالسواد - اسرائيل على جائزة للسلام قبل ذلك في العام 1991، وهي جائزة مدينة سان جوباني ذاسو في إيطاليا في العام 1994. |