وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الماراثون الفلسطيني والماراثون الاسرائيلي في الميزان

نشر بتاريخ: 22/02/2013 ( آخر تحديث: 22/02/2013 الساعة: 22:25 )
بقلم: احمد البخاري

طفى على السطح منذ سنوات ثلاث او اربع أو ما يزيد شكل جديد من أشكال الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي لم يكن ظاهرا من قبل في مدينة القدس المحتلة، وهو صراع الماراثون وتزوير التاريخ والجغرافيا والحقائق كما زور الاحتلال من قبل التاريخ وسرق الفلافل والحمص والثوب الفلسطيني ونسبه له.
وهنا أيام قليلة تفصلنا عن الماراثون الاسرائيلي الذي سينطلق الجمعة القادم .. وبعده بقليل الماراثون الفلسطيني، وللعودة للوراء لسنوات قليلة .. بدأت الحكاية في العام 2006 حينما تأسس تجمع قدسنا للاتحادات والألعاب الرياضية في مدينة القدس على يدي كوكبة من الرياضيين المقدسيين لتكتمل باقة الزهور المقدسية مع رابطة الاندية المقدسية حينها أولى التجمع الرعاية للاتحادات والرابطة كانت وما زالت العنوان الأبرز للأندية في المدينة.

وضع التجمع على اجندته تنظيم نشاطات وفعاليات لخلق حالة من الحراك الرياضي المقدسي في ظل الغياب الرسمي عن المدينة، ووضع التجمع رزنامته السنوية وكان في أعلاها تنظيم ماراثون رياضي فلسطيني- دولي " ماراثون قدسنا" يسير بموازاة الجدار العنصري ويشرح للمشاركين مدى الضرر والدمار الذي لحق بالمدينة من جراء هذا الجدار، وهكذا كان في العام 2009 حين أنطلق أول ماراثون لتجمع قدسنا برعاية كريمة من الرئيس محمود عباس وبمشاركة شخصيات وفعاليات رياضية واجتماعية وشخصيات تمثل كامل القطاعات المقدسية أنطلقوا من حاجز الزعيم صوب ابو ديس والعيزرية وجامعة القدس وعادوا للعيزرية مرة أخرى، واستمر الماراثون بنفس التاريخ والمكان بشكل سنوي ليومنا هذا حيث تمر علينا هذه الايام الذكرى الخامسة لأنطلاق الماراثون والثامنة لتأسيس تجمع قدسنا.

في العام 2010 نسخ رئيس بلدية القدس الاسرائيلية قكرة الماراثون ونقلها للجانب الاسرائيلي وكانت المشاركة في العام الاول للماراثون الاسرائيلي متواضعة وقدرت ببضعة الاف من المشاركين من الداخل والخارج، ووضعت خطط وبرامج محلية ودولية وتم الترويج للماراثون الاسرائيلي في جميع أنحاء العالم واستغل الماراثون بشكل جيد لتجيير الرياضة في السياسة وتزوير التاريخ والحقائق على الارض وأستغلال العامل الانساني في الموضوع، ووضعت هناك أمكانات كيرة لأنجاح هذا الماراثون الذي أخترق في الأعوام الماضية الآحياء العربية الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1967 ويمارس بحقها يوميا صنوف الاضطهاد والمصادرة والخنق والهدم.

وكان من ضمن الجهات الراعية للماراثون الاسرائيلي شركة أديداس الالمانية، وقمنا في تجمع قدسنا وبمساعدة من رجال الاعلام الفلسطيني والعربي وعبر الرسائل وقنوات التواصل الاجتماعي لثني الشركة عن رعايتها وعدم الدخول بالسياسة وشرحنا لهم وضع المدينة المقدسة القانوني وفقا لقرارات الامم المتحدة، وقامت اللجنة الاولمبية الفلسطينية أيضا بحملة مماثلة، وجاء ذلك بنتيجة حين أنسحبت الشركة من رعاية الماراثون الاسرائيلي.

وهنا ومع متابعتنا للماراثون الاسرائيلي والأعداد المتزايدة التي تشارك فيه والتي وصلت في ثلاث سنوات لعشرين الف مشارك هذا العام وحده، ووضعت الجهمة المنظمة أجندة ثابنة للعام 2017 للماراثون الاسرائيلي، يبدو ان التحدي أخذ بالأتساع والطرف الاسرائيلي يسير بالأمر بسرعة صاروخية وبرنامج واضح وثابت، في ظل عمل أرتجالي فلسطيني غير ممنهج وغير موحد ويعتمد لغاية اليوم على مبدأ ردات الفعل، لا الفعل وتسير هذه الامور في ظل تسارع وتيرة التهويد والاسرلة للمدينة بحجرها وبشرها وشجرها.

هي فرصة لتوحيد الجهد والعمل الجماهيري والرسمي في آن واحد واستعادة زمام الأمور وخلق الفعل لا الانتظار والاستكانة ليعمل غيرنا ثم نرد عليه بشكل ارتجالي وبردة فعل غير مدروسة.

هي فرصة سانحة لعمل جماعي موحد وهناك تضامن دولي ومشاركين أجانب ومتضامنين من فلسطين المحتلة في العام 1948 ينوون المشاركة بالماراثون الفلسطيني.