وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مجرد نادي !

نشر بتاريخ: 23/02/2013 ( آخر تحديث: 23/02/2013 الساعة: 14:51 )
بقلم : محمد النخالة
مراسل قناة الدوري والكاس في قطاع غزة

برشلونة في فلسطين !!!؟ سيكون ذلك بمثابة حلم بكل تأكيد لجماهير النادي الكتالوني العريضة في الاراضي الفلسطينية المحتلة , لكن من الواضح أن هذا الحلم الذي طالما راود عشاق الفريق قد تحول الى كابوس حيث بات على أعتاب التحقق ولكن على حساب ثوابت الفلسطينيين الراسخة التي لا حياد عنها .

السيد ساندرو روسيل رئيس النادي الأسباني تقدم بمبادرة قال انه من خلالها سيسعى الى تحقيق السلام والوئام بين الفلسطينيين والاسرائيليين !
ويبدو أن السيد روسيل تنقصه الحنكة السياسية أو أنه بحاجة الى مستشارين أكثر ذكاءاً وقدرة على دراسة المواقف قبل أن يقبل عليها رئيس النادي المتحمس , ففكرته لا تلقى قبول السواد الأعظم من أصحاب الشأن ألا وهم الفلسطينيين فما الجدوى منها اذاً ولمصلحة من يقوم بها ؟!

ان ما يطرح في هذه الآونة حول اقامة مباراة برعاية النادي الأفضل في العالم وما يسمى مركز بيريس للسلام يعتبر بمثابة خداع للرأي العام العالمي وكأن لسان حال مباراة كهذه - ان لعبت - يقول بأن فلسطين واسرائيل دولتان جارتان تعيشان بحب وسلام وها هو فريق خليط بينهما يلعب امام البلوغرانا !
جرة قلم لا يمكنها شطب التاريخ ومباراة كرة قدم لا يمكنها اختزال عذابات اهل القدس التي تهود قسراً ومعاناة اهل الضفة من التغول الاستيطاني وسكان غزة الرازحين تحت وطأة الحصار الظالم !

ان هذه المباراة ستكون بمثابة مكافأة وهدية مجانية لاسرائيل مغلفة بغلاف رياضي كروي موضوع في كيس ملون ومزركش من تقديم نادي برشلونة , وكل من يشارك من الفلسطينيين في عمل كهذا هو خائن لوطنه و أرضه و دينه ومقدساته وشهداءه وأسراه وجرحاه !

ومهما حاول القاصي والداني تسويق فكرة كهذه فانها ستفشل حتماً فما لم يُحل منذ عام 1948 بكافة الوسائل حتى الآن لن تحله مباراه كرة قدم , واذا كان برشلونة يسعى بكل وسيلة لأن يثبت أنه أكثر من مجرد نادي , فأنا أنصحه كمواطن فلسطيني من غزة عاشق لبرشلونة منذ 13 عاماً أن يكون "مجرد نادي" وأن يبتعد عن السياسة حتى لا يخسر جمهوره العريض و الوفي في فلسطين الذي كانت تنهاطل عليه الصواريخ الاسرائيلية في ساعات المساء ورغم ذلك لم يألوا جهداً في متابعة معشوقه الكتالوني .

اذا اراد البارسا ان يلعب مباراة في غزة او رام الله مع الفلسطينيين ليرسم البسمة على وجوهه أطفالهم وشبابهم وشيابهم فأهلا وسهلاً واذا أراد أن يلعب مع فريق ممن يحتلون أرضنا فعليه أن يختار مكاناً آخر غير أرضنا المحتلة المخضبة بدمائنا , واذا أراد أن يساهم في حيلة اسرائيلية مبنية على المكر والخديعة فلا أهلاً به ولا سهلاً والكلام موجه له ولأي فريق عالمي قد يفكر في ذلك .

على برشلونة أن يعلم جيداً أن من يعتقل لاعب منتخبنا الوطني محمود السرسك 3 أعوام بغير وجه حق ويتركه يتعذب في اضرابه عن الطعام لـ 90 يوماً لا يريد السلام , ومن يدمر ملعب فلسطين الدولي بالكامل لا يريد السلام , ومن يقصف مقرات الاتحادات والأندية واللجان الأولمبية لا يريد السلام , ومن يمنع لاعبي منتخبنا الوطني من السفر للمشاركة في المحافل الخارجية لا يريد السلام , ومن يفصل بين غزة والضفة في أن يكون بينهما دوري موحد منذ أن وطأت قدماه أرض فلسطين لا يريد السلام .

فاذا أردت يا برشلونة السلام مع جماهيرك الفلسطينية والعربية فاخلع عنك عباءة التطبيع و السلام الزائف الغير عادل وارتدي ثوبك الجميل الذي اعتدنا أن نراك ترتديه دائماً , ارتدي ثوب كرة القدم فقط , وكن "مجرد نادي" .