وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قلق وارتباك في اسرائيل - وزراء يدعون لمقاطعة حكومة الوحدة واجتياح غزة .. والوزير اسنيه يدعو لمحاورتها

نشر بتاريخ: 17/03/2007 ( آخر تحديث: 17/03/2007 الساعة: 23:05 )
بيت لحم- تقرير معا- بدت اسرائيل لاول مرة منذ فوز حماس بالانتخابات العام الماضي مرتبكة وقلقة من بعض المواقف الاوروبية التي اعربت عن استعدادها للتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت اليوم .

وقد ازداد القلق والارباك في الموقف الاسرائيلي منذ اللحظة التي اعلن فيها عن تشكيل الحكومة, حيث باتت الامور تخرج عن السيطرة الاسرائيلية, وتنتقل الكرة الى ملعب غزة.

فمن المقرر ان يبحث رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت صباح الاحد,مع وزرائه في الائتلاف ، الموقف من حكومة الوحدة ،وسط تباين المواقف والاراء في الساحة الاسرائيلية ازاء سبل التعامل مع الحكومة الفلسطينية .

مراسل التلفزيون الاسرائيلي في واشنطن جيل تماري, نقل بشرى غير سارة للمشاهدين الاسرائيليين حين قال بسرعة واقتضاب " ان الموقف الرسمي الامريكي الصادر عن البيت الابيض رفض ان يعلن مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية.

وقال" ان امريكا تريد ان تدرس امرها, وتؤكد انها ستواصل التعامل مع الرئيس ابو مازن ومع وزير المالية سلام فياض ما يعني التعامل السياسي والمالي".

من جانبه قال المراسل السياسي للقناة العاشرة تشيكو منشيه " ان اسرائيل مرتبكة وقلقلة من الموقف الاوروبي المهرول لرفع الحصار عن الحكومة الفلسطينية كما انها قلقة من التردد الامريكي".

الناطقون بلسان وزارة الخارجية الاسرائيلية ظهروا على شاشات التلفزة مثل طيور تغّرد خارج السرب الدولي, ولم تسعف كلمات المقاطعة الشديدة تل ابيب في أقناع اوروبا وامريكا والغرب بموقفها القديم.

وقد ظهر الارتباك جلياً خلال البرنامج التلفزيوني التحليلي الذي يقدمه الصحافي المخضرم دان مرغليت, وأظهر رموز وقادة اسرائيل مواقف متضاربة بشأن حكومة الوحدة.

امنون دنكنر - رئيس تحرير صحيفة معاريف :

وقال امنون دنكنر- رئيس تحرير صحيفة معاريف ان الفلسطينيين ينتهجون دائما ازوداجية في خطابهم السياسي, وهي ازواجية مقصودة, فمن جهة ابو مازن المعتدل ومن جهة اسماعيل هنية وحماس وهذه مشكلة تاريخية مع الفلسطينيين.

و اضاف "بالمقابل هناك وجهة نظر في اسرائيل تدعو لقبول التعامل مع ابو مازن وسلام فياض ولكنهما لا يمثلان كل الشعب الفلسطيني".

وتابع يقول "الجيد في الأمر ان اسماعيل هنية وافق على حدود دولة على حدود 1967 ولكن تبقى مشكلة ايديلوجية حماس التي تدعو لتدمير اسرائيل, ما يدفع بعض الاسرائيليين للدعوة الى إجتياح غزة بالقوة". وانا ، قال دنكنر - بعد تردد- مع مواصلة حديثنا مع ابو مازن.

د. يتسحاك سبورتا " يساري" محاضر في جامعة تل ابيب

اما د. يتسحاك سبورتا " يساري" محاضر في جامعة تل ابيب فقال ان المشكلة ان الفلسطينيين يعتقدون اننا نحن الاسرائيليين اذكى شعوب الارض واننا دائماً نخطط ونخطط وانهم هم الضعفاء."
واضاف : حماس فازت في الانتخابات, وهذه الحقيقة التي لا تريد اسرائيل ان تعترف بها.

وزير القضاء السابق طومي لبيد..مضطرون ان نتعامل مع ابو مازن :

اما وزير القضاء الاسرائيلي السابق تومي لبيد فقال " اننا مضطرون ان نتعامل مع ابو مازن ونواصل التفاوض معه, ونحن نعرف ان حماس توقفت عن ممارسة الارهاب منذ سنة وهذا جيد ولكن عليهم ان يعرفوا انهم اذا عادوا الى تنفيذ عمليات, فأن العمل العسكري الاسرائيلي سيكون جاهزاً وبلا تردد".

وا ضاف "انا لا اؤيد ان اطلاق صاروخ من هنا او هناك على سديروت سبباً كافياً لاجتياح غزة بكتيبتي جفعاتي وعشرات الدبابات بحثاً عن ماسورة هنا او بندقية هناك".
وتابع يقول "لكن اذا عادت حماس للعمليات في اسرائيل فالجميع يعرف ماذا ستفعل اسرائيل حينها".

الجنرال يوسي بيلد من الليكود ومقرب من نتانياهو
اما الجنرال يوسي بيلد من الليكود ومقرب من زعيم حزب الليكود المعارض بنيامين نتانياهو فقال " ان السلام ليس هدفنا, بل وسيلة من اجل البقاء وطالما ان حماس لا تعترف بوجودنا فلماذا نتحدث معهم او نحاورهم"؟
وأضاف : انا لا افهم عقلية الطرف الآخر ( الفلسطينيين) وجميع اجهزة الأمن الاسرائيلية تعرف انهم في غزة يجّهزون لمعركة , الافضل لنا ان نعيد إحتلال غزة الآن بدلاً من ان نتأخر ستة اشهر اخرى او سنة اضافية.

وعما قاله طومي لبيد اعتبره مجرد ديماغوجيا, فاطلاق الصواريخ على سديروت يشكل سبباً كافياً لشن الحرب عليهم, لا تخطئوا فهم حماس فهي لا تزال تنادي بتدمير اسرائيل.

الوزير سنيه يدعو للحوار مع وزراء حكومة الوحدة

في حين لا يزال الموقف الاسرائيلي الرسمي يدعو لاستمرار مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية، وحث الادارة الامريكية والدول الاوروبية على استمرار فرض حصارهم على الفلسطينيين، إلا أن مصادر اسرائيلية رسميةقالت اليوم "يبدو أن معركتنا خاسرة".

هذا ولا تزال الحكومة الاسرائيلية مستمرة في محاولاتها لمنع وقف الحصار المفروض على الفلسطينيين منذ تولي حماس مقاليد الحكم، لكن يبدو أن الاسرائيليين بدأوا يفهمون بأن معركتهم ربما ستفشل.

فقد صرح نائب وزير الأمن، أفرايم سنيه، في تصريح هو الأول من حيث مضمونه "في حالات معينة، يمكن التباحث بشأن إقامة علاقات مع بعض الوزراء."

"بشكل عام، علينا أن لا نتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، وأنا أعلم أن مواقفي لا تعبر بالضرورة عن مواقف رئيس الحكومة" أضاف سنيه.

وفي حديث مطوّل مع موقع يديعوت احرونوت الالكتروني أضاف سنيه "كل حكومة فلسطينية لا تستطيع الدفع بحلول سلمية، هي حكومة سيئة للفلسطينيين أيضًا.. هذه حكومة هدنة وليست حكومة وحدة، وقد أقيمت من أجل حفظ توازن القوى بين فتح وحماس."

من جهة ثانية قال سنيه" أن اسرائيل لا يمكنها مساعدة هذه الحكومة طالما لم تقبل بشروط الرباعية"

واضاف سنيه "اعتراف الدول الاوروبية بالحكومة الفلسطينية قد يؤدي الى تقوية ايران"، داعيا الحكومة الاسرائيلية المبادرة بعملية مفاوضات جدية أكثر، لأن الجمود السياسي السائد غير مفيد لإسرائيل حسب قوله. كما دعا اسرائيل لتسليم أموال الضرائب الى السلطة.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي لفني، والتي أجرت مؤخرًا محادثات مكثفة مع دبلوماسيين اوروبيين،" إن اسرائيل تتعامل مع الحكومة الفلسطينية كوحدة واحدة، ولا يجوز الفصل فيها بين وزراء فتح ووزراء حماس، قائلة إن "المال الذي يُعطى لفتح سوف يصل لحماس"، وأضافت" أن على الحكومة الفلسطينية القبول بشروط الرباعية".

وأضافت" أن الاتحاد الاوروبي لم يبلور حتى الآن موقفا موحدا، فهناك مثلا ضغوطات من ايرلندا واسبانيا تطالب برفع الحصار، في حين ترى بريطانيا أنه من المناسب التعامل مع وزراء من فتح.

ومن المقرر أن تبحث الحكومة الاسرائيلية صباح يوم الأحد موقفها الرسمي من إقامة الحكومة الفلسطينية الجديدة، ومن المتوقع حدوث صدام في المواقف بين ايهود اولمرت رئيس الحكومة الذي صرح بأنه سيكمل محادثاته مع الرئيس الفلسطيني، وبين نائبه، أفيغدور ليبرمان، الذي طالب سابقًا، ولا يزال يطالب بوقف المحادثات نهائيًا مع ابو مازن.