|
تندلع الانتفاضة او لا تندلع بناء على سؤال واحد !!
نشر بتاريخ: 25/02/2013 ( آخر تحديث: 28/02/2013 الساعة: 14:02 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
وكأن هناك من يدعو ابو مازن ليفتح باب الانتفاضة وينتقم من أنداده وخصومه وعلى رأسهم رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ، والادارة الامريكية ، وحماس والدول النفطية التي قهرته في السنوات الماضية وساومته على راتب الموظف .. ولكن هناك من ينصح الرئيس الّا ينجر لمثل هذه المغامرة التي لا احد يعرف الى اين تقود الناس ، ولمصلحة من تصب. ما قد يؤدي الى ضياع السفينة وانقسام الضفة عن غزة ، ويؤكد له ان طرفين فقط يريدان انتفاضة في الضفة وهما اسرائيل وحماس ... لكن الرئيس لم يحسم قراره بعد و يراقب بحذر كل التطورات الميدانية ومكتبه في حال انعقاد دائم لمواكبة النتائج ساعة بساعة وعلى جميع الساحات.
ولقراءة الصورة بشكل اوضح فان قادة الامن الفلسطيني لا يمانعون بقاء التظاهرات بهذا المستوى وفي هاجسهم ان يردّوا الصفعة لنتانياهو الذي كسر هيبتهم واجتاح المدن واظهرهم دون قوة او نفوذ ، لكن معظم قادة الاجهزة الامنية خدموا فترة الزعيم عرفات وتعلّموا الدرس ونتائجه وان الفوضى قد تنتشر مع اول بندقية تزغرد في سماء المدن سيختلط الحابل بالنابل .لذلك قادة الامن غير مقتنعين بانتفاضة ثالثة. اما وزراء الحكومة لدينا فهم منشغلون بامور اخرى مثل الخطة الاستراتيجية للدولة المدنية ، والخطة المالية ، والانماء والحوكمة والخصخصة والتراتبية والتقاعد المبكر ، وليس سرّا انهم لا يقررون في المشهد السياسي وان مؤسسة الرئاسة هي التي تقرر وليس مجلس الوزراء الذي يتولى الامور التنفيذية. التأثير الاكبر يتوزع بين اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية لحركة فتح ، ولغاية الان تحظى المؤسستان بنفوذ جامع على صعيد القرار الرسمي ،وقدرتهما التأثيرية على الرئيس عالية جدا ،ورغم قناعتهم بالمقاومة الشعبية السلمية لكنهما غير مقتنعتين بانتفاضة ثالثة. لجان المقاومة الشعبية والمجلس الثوري لحركة فتح اقرب الى الناس والى الجماهير ، لكن هذه الهيئات القيادية ذات الرتبة الثانية في سلم القيادة تقود ولا تقرر مباشرة حتى اللحظة . اما الجسم النقابي العامل في فلسطين بدءا من نقابة الموظفين ومرورا بنقابة الصحافيين ووصولا الى نقابة الحلاقين. فهو غير معني بمنافسة القيادة على القرار السياسي ولا يتحمل مسؤولية البدائل التي يمكن ان تنبثق عن اي تغيير... ولذلك تكتفي النقابات ان تصدر بيانات او تصنع تظاهرة مطالبية وليس اكثر. وفي نفس اللحظة التي تصدر فيها بيانا يطالب بالرواتب تصدر بيانا ضد امريكا وهي تعرف ان في هذا تناقض جوهري. فالاموال تأتي لخزينة السلطة من امريكا !!!!! والمنظمات غير الحكومية.. لفتت انتباه العالم انها قادرة على قيادة انتفاضة كما حدث في القاهرة، ولكنها نجحت في القاهرة لان امريكا وقفت وراءها ودعمتها ماليا ولوجستيا بينما في فلسطين تحاربها امريكا والدول المانحة ولن توافق على منحها فرصة قيادة انتفاضة. يبقى شباب الفيس بوك والتواصل الاجتماعي في فلسطين، وسيواجهون نفس الاحتمال مع المنظمات غير الحكومية. فامريكا واسرائيل ستجندان العالم ضد شبابنا وتمنع عنهم الفضاء السيبيري. ففلسطين بالنسبة لامريكا استثناء وما وافقت عليه امريكا في كل عواصم العالم لن توافق عليه هنا في فلسطين.. من يقود الانتفاضة اذن ؟؟؟؟؟ لم يبق سوى حماس ... ولكن عزام الاحمد يقول ان حماس لا تشارك في المواجهات في مدن الضفة الغربية ولا يشارك انصارها واعضاؤها في التظاهرات وتكتفي بمهرجانات خطابية في غزة !!!! صحيح ان انتفاضة بلا قيادة مثل سيارة بلا سائق ولكن الطبيعة لا تقبل الفراغ وستنجب الانتفاضة قيادة من بين ظهرانيها وتطوي صفحة القيادة الحالية وان كان الامر يتطلب فترة زمنية قد تستمر اشهر وقد تحتاج الى سنوات ولكنها في النهاية ستهز عرش الفصائل الكلاسيكية.. وهي اخطر من الوضع الحالي بكثير وقد تؤدي الى الفوضى والفلتان ولكنها قد تؤدي الى شئ مختلف. على قيادة الفصائل ان توضح للاولاد الذين يزحفون للموت على الحواجز العسكرية: هل هذه انتفاضة ام لا؟ واذا كانت انتفاضة فما هو شعارها وما هي اهدافها؟ ورغم كل ما قيل فإن جماهير الضفة ضاقت ذرعا بكل الشعارات وتريد ان تعرف ما هو مصيرها؟ هل هناك دولة؟ وهل الدولة من دون غزة؟ هل هناك كونفدرالية مع الادرن؟ هل تريد اسرائيل ضم الضفة؟ والاجابة ستكون خلال زيارة اوباما.... |