|
فروانة : سجون ومعتقلات الاحتلال بدائل لأعواد المشانق
نشر بتاريخ: 26/02/2013 ( آخر تحديث: 26/02/2013 الساعة: 07:56 )
غزة - معا - اعتبر الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة بأن كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وبغض النظر عن تعدد أسمائها نفحة وريمون والنقب ، أم بئر السبع وعسقلان وشطة وجلبوع ومجدو وهداريم ، وعلى اختلاف مواقعها الجغرافية في الشمال كانت أم في الجنوب ، هي واحدة من حيث الجوهر والمضمون ، وتقودها عقلية واحدة ، ذات هدف واحد هو تحطيم الأسرى والانتقام منهم ، وإعدامهم نفسياً ومعنويا وجسدياً ، بشكل بطيء وغير مباشر ، من خلال منظومة من الإجراءات والقوانين التي جعلت من تلك السجون والمعتقلات بدائل حقيقة لأعواد المشانق .
وقال فروانة : صحيح ان المؤسسات التشريعية والقانونية الإسرائيلية لم تُقر قانون " إعدام الأسرى " ، وأن السلطة القضائية لم تلجأ لذلك يوماً بشكل علني ، ولم تُعدم أي أسير استناداً لقرار قضائي ، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق احترامها للديمقراطية وحقوق الإنسان والتزامها بنصوص الاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة ، وإنما تجنباً للانتقادات الدولية فيما لو طبقت الإعدام ، و محاولة لتجميل صورتها أمام الرأي العام العالمي فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان ، وتقديم نفسها على أنها دولة القانون وأن القضاء فيها يحتكم لقانون واحد يُحاكم بموجبة السجناء الإسرائيليين الجنائيين ، والأسرى الفلسطينيين والعرب على حد سواء ، في حين أن هناك قائمة طويلة من أشكال التمييز العنصري بين السجناء الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين والعرب . وأكد فروانة بان شهادات ودلالات كثيرة أثبتت أن " إسرائيل " قد أعدمت عشرات الأسرى بعد اعتقالهم بشكل صامت وغير معلن وبطرق عدة بعيداً عن وسائل الإعلام ، دون أن تعلن مسؤولياتها عن إعدامهم ، فيما لا تزال تُعدم آلاف الأسرى في سجونها ومعتقلاتها بشكل بطيئ عشرات المرات وعلى طريقتها الخاصة ، وما أبشعها من طريقة . وأوضح فروانة بأن ( 203 ) أسيراً ومنذ العام 1967 اقتيدوا للسجون والمعتقلات سيراً على الأقدام ، فيما عادوا في توابيت الموت على الأكتاف محمولين ، وآخرهم كان الأسير ( عرفات جرادات ) من بلدة سعير بالخليل ، وأن عشرات آخرين استشهدوا بعد أن أطلقت سلطات الاحتلال سراحهم جراء تدهور أوضاعهم الصحية واحتضار بعضهم ، فيما هناك المئات من الأسرى الذين لا يزالوا في سجون الاحتلال تقترب ساعة وفاتهم ، أو يتمنونها من شدة ما يشعرون به من ألم دون تقديم الرعاية لهم ، وأن مئات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن مثقلين بآثار السجون وأمراضها الخبيثة . وبيّن فروانة بأن " إسرائيل " لم تكتفِ بما ورثته عن الانتداب البريطاني من سجون ومراكز توقيف بل أقدمت على توسيع بعضها ، و شيدت العديد من السجون والمعتقلات الجديدة على طريقتها الخاصة ، مستفيدة من التجارب النازية والايرلندية والأمريكية بكل ما له علاقة بانتهاكات حقوق الإنسان الأسير من سوء الاحتجاز والمعاملة والحرمان وغيرها من الانتهاكات ، حتى باتت السجون الإسرائيلية سيئة الصيت والسمعة هي الأكثر ظلماً في العالم . واعتبر فروانة أن استمرار " إسرائيل " باحتجازها لـ ( 4750 ) أسيراً داخل سجونها ومعتقلاتها بينهم مئات الأطفال وكبار السن والمرضى ، وبينهم عشرات القدامى المعتقلين منذ عشرات السنين ، إنما يعني أن هؤلاء جميعاً يتعرضون للإعدام البطيئ وأن أجسادهم أضحت فريسة سهلة لمداهمة الأمراض الخطيرة والخبيثة . ورأى فروانة ومن خلال متابعته بأن هناك فجوة واسعة ما بين مجموعة الواجبات والالتزامات التي تقع على الاحتلال وفقاً للمواثيق والاتفاقيات الدولية ، وما بين الواقع المرير للسجون، بل وأن " إسرائيل " جعلت من سجونها ومعتقلاتها ، بدائل حقيقية لأعواد المشانق ، مما يستدعي من المجتمع الدولي التدخل العاجل لإنقاذ حياة آلاف الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية. |