وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العمل الزراعي يختتم المرحلة الثالثة من مشروع "دعم سبل كسب الرزق"

نشر بتاريخ: 26/02/2013 ( آخر تحديث: 26/02/2013 الساعة: 12:46 )
رام الله- معا- اختتم اتحاد لجان العمل الزراعي المرحلة الثالثة من مشروع " دعم سبل كسب الرزق" للمجتمعات الأكثر ضعفاً جنوب الضفة الغربية لمربي الأغنام من خلال عناصر الأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي" الممول من التعاون الاسباني (AECID)وبالشراكة مع مؤسسة العمل ضد الجوع (ACF)ووزارة الزراعة.

وأشار الاتحاد أن المشروع يصنف من المشاريع التنموية طويلة الأمد والتي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتحسين مستوى معيشة صغار المزارعين من مربي الأغنام وتعزيز صمودهم وبقائهم في أرضهم وحماية حقوقهم وتفعيل دورهم في القضايا الوطنية، مضيفا أن فكرة المشروع تأتي إيمان الاتحاد بتفعيل دور جمعيات الثروة الحيوانية التي هي بمثابة أجسام تنظيمية للمزارعين، تطالب بحقوق المزارعين ولا تغيب دور المزارعين اتجاه القضايا الوطنية.

ونوه الاتحاد الى أن ضعف الموارد الطبيعية وعدم امتلاك السيادة على الأرض يجعل من معادلة التنمية أمرا صعبا لا يسهل تحقيقه تحت وطأة الاحتلال وغياب التشريعات وضمان حقوق المزارعين، مما يولد في النهاية عبئا ثقيلا لا يمكّن المزارعين الصغار من الصمود أمام هذه التحديات وبالتالي زيادة المعاناة.
وبين الاتحاد أن المشروع يستهدف مناطق السفوح الشرقية جنوب الضفة الغربية، والتي تضم ما لا يقل عن 90% من المناطق التي تصنف بمناطق "ج"، حيث عمل الاحتلال على هدم البيوت والخيم وحظائر الأغنام، وهدم الآبار الزراعية والمدارس، وتجريف الأراضي الزراعية، وقطع الأشجار وحرقها، وإغلاق الطرق الترابية التي تصل التجمعات الرعوية ببعضها، وإقامة الحواجز العسكرية الدائمة والمؤقتة، والعمل على التنكيل بالمزارعين، واتخاذ أقصى درجات العقاب الجماعي للمزارعين، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم، ومصادرة معداتهم الزراعية، والاستيلاء على الأغنام، وتغريم المزارعين ماليا، وإصدار أوامر الهدم والترحيل الشبه يومية في حق المزارعين، وإجبار العشرات من العائلات على ترك أراضيهم وتهجيرهم قسرا بذرائع أمنية، وتحويل المناطق الرعوية إلى مناطق تدريب عسكرية للتدريب وإطلاق النار.

وجاء تنفيذ المشروع رغم المعيقات الاحتلالية ضمن خمس مراحل، شملت المرحلة الأولى من منتصف العام 2010 حتى نهايته على الإعداد والتحضير واختيار إحدى جمعيات الثروة الحيوانية كمستفيد من المشروع، حيث تم في البداية دراسة أحوال جميع جمعيات الثروة الحيوانية في المنطقة الجنوبية والشرقية لمحافظة الخليل، ومن ثم تم تقييم هذه الجمعيات فنيا وإداريا وتنظيميا وماليا.

منسق برامج الثروة الحيوانية في اتحاد لجان العمل الزراعي المهندس عمر الطيطي أشار إلى أن المشروع استهدف جمعية بني نعيم التعاونية لتربية الأغنام في المرحلة الثانية من المشروع وهي بداية العام 2011 حتى نهايته لتكون الجمعية حلقة الوصل بين المزارع ومكونات التنمية، حيث تم بناء مزرعة أغنام لصالح أعضاء الجمعية بمساحة 400 متر وتزويد المزرعة ب64 رأس غنم " أمهات" من السلالات الجيدة، منوها إلى أنه بعد سنة ونصف من عمر المشروع البالغ أربع سنوات تم العمل على تطوير المزرعة حتى وصل عدد الأمهات من الاغنام إلى 110 رؤوس من خلال تطبيق نظام التكاثر المكثف على الأغنام للحصول على ثلاث ولادات في سنتين، ومن ثم انتخاب الأمهات المحسنة، بالإضافة إلى تنفيذ محمية رعوية بمساحة 35 دونما وتأهيل وحدة تصنيع الألبان من خلال منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وزراعة 150 دونما بالمحاصيل العلفية في منطقة مسافر بني نعيم.

وبين الطيطي أن هدف المشروع الاعتماد على التربية المكثفة بدلا من التربية الانتشارية (أي بقاء الأغنام في المزرعة بدل المراعي)، وإدخال تقنية تصنيع السيلاج لتغذية الأغنام بها داخل المزرعة، ما ساعد في زيادة كمية الحليب المنتج ورفع نسب الدهن، كما وتم تطبيق العديد من البرامج الوقائية بهدف تدريب المزارعين على تخفيض نسبة النفوق في المواليد الحديثة وخلال العام 2012 خفضت نسبة النفوق في المزرعة النموذجية من 15% في العام 2011 لتصل إلى 5% مقارنة مع المزارعين التقليديين التي بلغت نسبة النفوق عندهم تتجاوز18% خلال العام 2011 وتخفيضها إلى ما نسبته 12% خلال العام 2012 وذلك بناء على سجلات المزارعين، إضافة إلى زيادة في أوزان المواليد بمعدل 420 غرام يوميا، كما تم تطبيق نظام الحصول على ثلاث ولادات خلال سنتين.

وأضاف، أن المرحلة الأولى من المشروع تناولت تنفيذ العديد من التقنيات والمشاهدات العملية والعلمية. مشيرا إلى أن هناك الكثير من التقنيات الحديثة التي تساهم في زيادة إنتاج الأغنام كمّا ونوعا تم تطبيقها داخل المزرعة، حيث تدرب المزارعون أعضاء الجمعيات على التقنيات الحديثة في إنتاج الأغنام مثل استخدام السجلات في إدارة المزرعة وتنظيم موسم الحمل وتطبيق نظام التكاثر المكثف، وبدؤوا بتطبيق هذه التقنيات في مزارعهم الخاصة. مؤكدا أن 30% من أعضاء الجمعية هم منفذين لأفكار التقنيات الحديثة التي تساهم في تعزيز وتطوير إنتاج الثروة الحيوانية، ما انعكس على دخلهم الذي ازداد بشكل ملحوظ بسبب قلة النفوق في المواليد الحديثة، وانخفاض التهابات الضرع وانخفاض نسبة الإجهاض في مزارعهم.

وأوضح الطيطي أن المزرعة النموذجية التي تم إنشائها في بني نعيم هي الطريقة الأفضل لتوعية وتدريب المزارعين على تحويل التربية التقليدية إلى تربية مكثفة، منوها إلى أن التربية الانتشارية في الضفة الغربية لا زالت ضعيفة، ولا يوجد خطة بديلة لتطوير تربية الأغنام إلا من خلال تحويل التربية الانتشارية إلى تربية مكثفة مثل هذا النموذج الذي يساعد المزارع على زيادة دخله وتحسين إنتاج تربية الأغنام.

وتحدث الطيطي عن النتائج المرجوة من المشروع بعد الانتهاء منه، حيث قال: "نتوقع أن نحصل على نسبة 50% من المزارعين أعضاء الجمعية والمزارعين الغير مباشرين الذي استفادوا من هذا المشروع والذين درسوا تطبيق التقنيات الحديثة في تربية الأغنام، على تطوير أنفسهم وتطوير مزارعهم، وزيادة إنتاجيتهم وتخفيف تكلفة إنتاج الأغنام، بهذه المعادلة إذا طبقت في نهاية المشروع سيكون هناك مساهمة في تطوير قطاع الثروة الحيوانية بشكل عام، وبالأخص تربية الأغنام عند المزارع التقليدي."

من جانبه أكد رئيس جمعية بني نعيم التعاونية لتربية الأغنام عيس الحجوج أن المشروع مدرسة ريادية لتعليم المزارعين في عملية إدارة القطيع، والتلقيح الصناعي، واستخدام السجلات، واستخدام العليقة البديلة مثل السيلاج، مشيرا إلى أن تطلعات جمعية بني نعيم المستقبلية الى مضاعفة عدد الأغنام حتى تكون مدخلات الإنتاج تعادل المخرجات وبالتالي يصبح مردود ربحي عند الجمعية والاستدامة في المشروع.

يشار إلى أن اتحاد لجان العمل الزراعي انشأ مزرعة نموذجية أخرى في منطقة الزويدين على غرار مزرعة بني نعيم بمساحة 450 مترا مربعا وتم تزويدها بثمانين رأس من الأغنام، وإنشاء محمية رعوية تعتمد على الري باستخدام المياه المعالجة بمساحة 45 دونما وإنشاء وحدة لجمع الحليب في المنطقة.