وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض يطالب المؤسسات الدولية بالتحقيق في ظروف استشهاد جرادات

نشر بتاريخ: 27/02/2013 ( آخر تحديث: 27/02/2013 الساعة: 21:46 )
الخليل - معا - أدى رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض مساء اليوم واجبَ العزاء لذوي الشهيد عرفات جرادات في بلدة سعير في محافظة الخليل مساء اليوم، والذي استشهد قبل أيام في سجن مجدو داخل إسرائيل.

وعبر رئيس الوزراء عن صدمته وحزنه الشديدين على استشهاد عرفات، ونقل تعازي الرئيس أبو مازن وتعازي الحكومة وتعازيه الحارة لذوي الشهيد ولأسرى الحرية والحركة الأسيرة وعموم أبناء شعبنا في الوطن والشتات.

وشدّد فياض على أنه لا يمكن إعفاء الاحتلال من المسؤولية عن استشهاد عرفات، سيما أنه استشهد في ظروف الاعتقال والتحقيق معه، وفي سجون الاحتلال داخل إسرائيل، الأمر الذي يُشكل بحد ذاته مخالفة صارخة لاتفاقية جنيف الرابعة، مؤكداً على أن التقرير الذي تقدم به مدير معهد الطب الشرعي الفلسطيني يدحض الرواية الإسرائيلية حول ملابسات وفاته.

وطالب رئيس الوزراء المؤسسات الدولية ذات الصلة بفتح تحقيق جدي ومحايد لكشف الظروف الحقيقية التي أدت إلى استشهاده، وأكد أن هذه الحادثة المأساوية تفرض على المجتمع الدوليّ وكافة المنظمات والمؤسسات الحقوقية تحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدوليّ وما يتطلبُه ذلك من ضرورة فتح سجون الاحتلال للمراقبة الدولية الحقوقية للإطلاع على ما يجري بداخلَها، سيما في أقسام التحقيق، وطبيعة الرعاية الصحية التي تُقدم للأسرى المرضى، داعياً إلى ضرورة تنفيذ القرار الذي تبنته منظمة الصحة العالمية قبل عام بشأن تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأوضاع الصحية للأسرى، خاصة في ظل سياسة الإهمال الطبي التي يعانون منها.

وحمّل فياض الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة أسرى الحرية، خاصةَ الأسرى المضربين عن الطعام، وفي مقدمتهم سامر العيساوي وأيمن الشراونة وزملائهم، مجددا دعوته للمجتمع الدولي من أجل التدخل الجدي والفاعل لإلزام الحكومة الإسرائيلية بالإفراج الفوري عنهم، والاستجابة لمطالب الأسرى العادلة التي أقرتها كافة المواثيق والاتفاقات الدولية ذات الصلة، ووقف كافة الانتهاكات التي تمارسها بها ضد الأسرى.

وفي كلمته التي أعقبت كلمة شقيقة الشهيد، حيث أعلنت أن زوجته الحامل بطفل، قررت تسميته عرفات، قال فياض:"إن ذكرى الشهيد الرئيس عرفات وتضحياته وهي خالدة فينا، خاصة ونحن نودع ونؤبن الشهيد عرفات جرادات ونطالب بالحرية لإخوانه من أسرى الحرية، تعطينا الأمل بقوة عرفات القادم، فبالقدر الذي نعبر فيه عن الحزن الذي لا يفوقه شئ سوى الغضب، فإن عرفات القادم يشكل بالنسبة لشعبنا رمز التحدي في مواجهة طغيان الاحتلال وجبروته"، وأضاف: "نعم، انه الصراع الدائر هو بين إرادة شعبنا في الحياة والتحدي في مواجهة القتل وطغيان الاحتلال بكافة مظاهره والمعاناة التي يولدها، وشعبنا يقف موحدا ضد هذا الطغيان وهو على يقين أن إرادته ستنتصر".

وأدان فياض ما تعرض له الطفل مصطفى وهدان على أيدي جنود الاحتلال الذين أجبروا الطفل ذو التسع أعوام وتحت تهديد السلاح بالمشي بينهم خلال مواجهتهم للمسيرات الشعبية بالقرب من ما يسمى بسجن عوفر.

وقال: "استخدام الأطفال كدروع بشرية هو عمل لا أخلاقي ومنافي لكل المواثيق والقوانين الدولية ويبين بشكل جلي مدى انتهاك منظومة الاحتلال وجيشه لحياة أبناء شعبنا ،وتماديها في ذلك بفعل غياب المسائلة والمحاسبة الدولية على مثل هذه الانهاكات لحقوق شعبنا الإنسانية والوطنية ".

وفي ذات السياق، عبر فياض عن استنكاره الشديد لما تعرضت له سيدة فلسطينية من اعتداء جماعي من قبل مجموعة من المستوطنين في القدس، وذلك فقط لكونها فلسطينية، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات ذات الطابع العنصري قد تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، ومحذراً من التداعيات الخطيرة لاستمرار هذه الاعتداءات على المواطنين العزل.

وقال: "صور هذا الاعتداء اللاأخلاقي وغيرها من الاعتداءات المستمرة ضد أبناء شعبنا تتطلب تحركا فاعلا وعمليا من قبل المجتمع الدولي الذي يجب أن يحمي مصداقية منظومة القيم والمبادئ الإنسانية، والتي تضمنها القانون الدولي".