وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

احرار: الأسير سمير النعنيش فقد والدية وهو في السجن

نشر بتاريخ: 01/03/2013 ( آخر تحديث: 01/03/2013 الساعة: 09:05 )
بيت لحم- معا - قالت شقيقة الأسير سمير فايق عبد الغفار النعنيش "46 عاما" من مدينة نابلس، والمحكوم بالسجن مدى الحياة، القابع في سجن شطة، لمركز "أحرار" أن لسمير قصص في ريعان شبابه، الذي لم يهنأ به، لكنه أثبت أنه رجلاً بمعنى الكلمة، فسمير كان مع أبناء جيله عندما بدأت الانتفاضة الأولى عام 1987 يرشقون جيبات الاحتلال بالحجارة، فكان الجيش يأخذهم وبستجوبهم دائماً، ثم يرجعهم إلى منازلهم.

وفي يوم من الأيام، وبينما كان سمير في منطقة دوار الشهداء في نابلس، وإذا برصراصة من قناص جندي اسرائيلي تصيبه في صدره، وينقل على إثرها للمشفى، وكانت الإصابة خطيرة للغاية، وتصفى دمه خلال العمليات الجراحية التي أجريت لإنقاذ وضعه، وفقد سمير نتيجة تلك الإصابة جزءاً من رئته وجزءاً من أمعائه، وظل يعاني من جراء تلك الإصابة.

وتابعت: "اشتد حقد سمير على المحتل الاسرائيلي، فقرر الانتقام مع مجموعة من رفاقه في البلدة القديمة، وتم التخطيط والتجهيز للعملية، حتى أخرجت العملية لحيز التنفيذ، وتم إسقاط سقف إسمنتي على مجموعة من الجنود المارين في البلدة، فقتل أحدهم وأصيب البقية".

من هنا بدأت عملية ملاحقة سمير، حتى تمكنوا من اعتقاله بتاريخ 5/3/1989، وتشير رائدة لمركز "أحرار": أن العائلة بقيت تجهل مكان ومصير سمير بعد الاعتقال لمدة عام ونصف، ولم يزره أحد من العائلة، ولم يروه إلا بعد خمسة سنوات من اعتقاله، لتتفاجأ العائلة بالحكم بالسجن مدى الحياة على سمير.

وأكدت رائدة، أنه وبعد اعتقال سمير تفككت العائلة، وأصبح الحزن مرافقها، فوالد سمير أصيب بجلطة في القلب وأخرى على الدماغ، وتوفي بعد اعتقال سمير بعامين، ليحرم سمير من إلقاء نظرة الوداع عليه، ومن رؤيته لآخر مرة بسبب اعتقاله.

وهنا أيضاً لم تتوقف المعاناة، فوالدة سمير، والتي كانت تتابع أخبار الأسرى، وتتابع ما يستجد مع سمير ووضعه داخل الأسر، وتذهب في المسيرات، وتتواجد في كافة الاعتصامات التي كانت تنظم.

وتكمل رائدة، كانت لحظة صعبة صعق بها جميع من سمع بهان فوالدتي كانت في طريقها للاعتصام الذي ينظم كل يوم سبت من كل أسبوع أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة نابلس، تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال، وبينما كانت تقطع الشارع في منطقة رفيديا تعرضت لعملية دهس وتوفيت على الفور، فكان الخبر الأليم عللى سمير، الذي ظل كئيباً حزيناً على فراقها، ولم يستطع رؤيتها للمرة الأخيرة، وكانت وفاتها بعد 10 أعوام من اعتقال سمير.

رائدة أكدت أن عائلتها عانت من نواح عدة، فاعتقال سمير وحكمه المؤبد من جهة، ووفاة الوالدين من جهة أخرى.

رائدة الأكبر في العائلة، استنكرت ركود الشارع الفلسطيني والمسؤولين وجميع المؤسسات حول الأسرى القدامى، والذين أمضوا أكثر من 20 عاماً داخل السجن، فاعتقلوا وهم في ريعان شبابهم وها هم الآن يدخلون في الأربعينات والخمسينات، وكل عمرهم فني من أجل الوطن والأرض.

فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قال أن ملف الأسرى القدامى من أهم الملفات التي يجب أن تبقى حية وحاضرة ويجب أن يتم إنهاء معاناة هؤلاء الأسرى بأسرع وقت

وأكد الخفش، أن إبراهيم الطقطوق وسمير النعنيش، هما عمداء أسرى نابلس، ومن أول من اعتقل في الانتفاضة الأولى، ولهم مكانة اعتبارية كبيرة في السجون وخارج السجون.