|
كتب المحرر السياسي : الحرية لـ " الن جونسن ".. وما على " المراسلين " إلا البلاغ والثبات ؟!!
نشر بتاريخ: 19/03/2007 ( آخر تحديث: 19/03/2007 الساعة: 10:37 )
بيت لحم- معا- كتب ابراهيم ملحم- كلما "إتسع الفلتان" ضاقت العبارة، وتقلص بياض الورق، وجف الحبر في أقلام الكتاب والصحفيين، وارتجفت العدسات في عيون المصورين، وتلعثمت الكلمات على ألسنة المذيعين والمراسلين.
ورغم ما يثيره الاقلاع الناجح لحكومة الوحدة الوطنية من مشاعر الارتياح والتفاؤل بامكانية كسر الحصار السياسي والاقتصادي عن الشعب الفلسطيني الا ان استمرار اختطاف الصحفي البريطاني "الن جونسن" في غزة يثير الكثير من المخاوف على حياته اولا وعلى الحالة الامنية المرتقبة في ضوء تكرار عمليات الخطف والقتل حتى بعد تشكيل الحكومة والتي كان اخرها اختطاف رئيس محكمة بداية جنين القاضي باسم حجاوي امس وان لبست تلك العمليات لبوس الثارات العائلية . فلا ينبغي ان تنسينا النشوة بتشكيل الحكومة ،وتبادل الحقائب الوزاريةعن مواصلة الطرق على موضوع الفلتان الامني الذي يشكل اكبر تحد امامها وكذلك معاناة الصحفي البريطاني "الن جونسون" الذي يشكل استمرار اختطافه وجعا لا يبرح قلوبنا . فلم تشهد الحريات في فلسطين مثل هذا المستوى من الإنحدار منذ ولادة السلطة الوطنية عام 94 تحت جذع نخلة على ضفاف نهر وتحت شجرة برتقال على شاطىء البحر، وفق ما إصطلح تسميته في حينه ( غزة وأريحا ) أولاً . وما من شك أن هذا الإنحدار الامني ما كان له أن يطال السلطة الرابعة التي تقف في آخر طابور السلطات، لولا أنه طال من قبل السلطات الثلاث التنفيذية" التي كانت منقسمة على نفسها ، والتشريعية ( الغائبة ) وقد أعجبتها أغلبيتها تحت قبة البرلمان ، والقضائية (التي قضى بعض قضاتها نحبه ومنهم من ينتظر) . وبسقوط القلعة الأخيرة التي كانت بلا سقوف بعد أن إعتقد المتمترسون في بلاطها بما يملكون من أقلام وكاميرات، وحبر لا ينضب أنهم بمنآى عن ملاحقة المسلحين وظلام المستبدين .. يكون الإنفلات قد بلغ ذروته ليوسع رقعته، في غياب أقلام تكتب، وكاميرات ترصد ما يقارفه اولئك بحق الآمنين في بيوتهم والأطفال الذاهبين إلى مدارسهم، والراكعين بين يدي الله في محاريبهم والقائلين قول الحق فوق منابرهم . وأمام إرتفاع مؤشر " الإرهاب الفكري " على سلم الحريات إلى أعلى مستوى له منذ نشوء السلطة يتساءل الصحافيون والكتاب ازاء ما يمكن عمله في مواجهة هذه الهجمة عليهم كرفع أقلامهم، وتجفيف صحفهم، وإغلاق أفواههم، إحتجاجاً على ما أصابهم من ضراء فقد الكثيرون منهم قدرة الصبر عليها وهم يرون أمام عيونهم صوراً تقض مضاجعهم، وتجمد الدم في عروقهم وتحفر عميقاً عميقاً في وجدانهم . أحسب أن احدا من الصحفيين - وأنا منهم - لن يبرح موقعه أو يغادر ثغره إلا شاهراً قلمه أو معلياً صوته أمام كل من يحاول مصادرة حريته . فما على المراسلين إلا البلاغ والثبات في ثغورهم لمواجهة الظلم والاستبداد ومصادرة الحريات عبر اساليب الخطف والتهديد بالقتل واحراق المؤسسات الاعلامية والثقافية .... فالحرية الان وليس غدا لـ " الن جونسن ". |