وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال مؤتمر القدس بجامعة النجاح: المشاركون يوصون بتشكيل لجنة اسلامية عالمية من علماء الاثار لفضح مزاعم اليهود بالاقصى

نشر بتاريخ: 19/03/2007 ( آخر تحديث: 19/03/2007 الساعة: 23:33 )
نابلس- معا- اوصى مشاركون في مؤتمر" المسجد الاقصى... مكانة وتحديات " الذي نظمته كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية الى ضرورة تشكيل لجنة عالمية اسلامية تضم علماء اثار ومهندسين لفضح المزاعم اليهودية الداعية بحق اليهود في المسجد الاقصى، كما اوصى المشاركون بالاشادة بدور الشيخ رائد صلاح في الدفاع عن المسجد الاقصى وكشف المخططات الاسرائيلية الرامية الى تهويده.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من الدكتور ناصر الدين الشاعر، وزير التربية والتعليم العالي، والدكتور علي السرطاوي وزير العدل، ورامي الحمد الله رئيس الجامعة والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا، والشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين، والاب المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثودكس في القدس بالاضافة الى عدد من اعضاء الهيئتين الادارية والتدريسية وطلبة الجامعة.

ورحب الدكتور الحمد الله بالحضور، معربا عن سعادته ان يكون في هذا المؤتمر الذي خصص للحديث عن المسجد الأقصى المبارك الذي يشكل إرث الأنبياء والرسل جميعا.

واضاف "إن المسجد الأقصى وبيت المقدس يشكلان رمز حضارة إنسانية ساهمت فيها أعراق وأجناس من أتباع الديانات السماوية، والمسجد الأقصى رمز عقيدة ودين وليس مجرد بناء أقيم على ارض المدينة المقدسة، لأن معارف العقول ومدركاتها ومشاعر الوجدان الإنساني هي التي شكلت الفكر المميز لحضارة الإسلام للوصول الى الحقائق والمعارف منهجاً لنا وللإنسانية.

وقال "إن العالم ينظر إلينا أصحاب دين سماوي، فجدير بنا أن يكون رسولنا عليه الصلاة والسلام قدوة لنا فهو الذي غير وجه التاريخ وبنى المجتمع العربي الإسلامي المترابط في ثلاثة وعشرين عاماً وهي أقصر مدة للبناء والتغيير في التاريخ البشري، فترجم القرآن الكريم في نفوس صحابته الكرام ومن بعدهم الأجيال المتعاقبة إلى عقيدة ونهج ومسار حياة كريمة، فما كان الإسلام يوماً داعياً إلى حزبية أو فئوية ضيقة بل إن الأمة الإسلامية وحدة واحدة مهما تعددت الأعراق والأجناس والإجتهادات الفكرية، لأن تاريخنا أثبت أننا نتقهقر وتطمع فينا الأمم عندما نتفرق ويهبنا الله النصر والرفعة حين نرفع القرآن الكريم رمزاً وطريق حياة وينبوع معرفة".

واضاف "إن الأقصى المبارك يتعرض في العصر الحديث وباستمرار الى الانتهاكات المتكررة ومحاولات الهدم والتخريب لأننا ضعفاء مهزوزين تنتابنا الأنانية ويعشش فينا حب الذات، فواجب علينا حماية أقصانا وحماية أنفسنا وأن نشيح التعميمات والأفكار السطحية والخرافات التي ألقت بظلالها علينا خلال عشرات السنين، فأصبحت منطقتنا في نظر العالم معقلاً للمشكلات وأن أهميتها فقط في منابع النفط بعد أن كانت في العصور الوسطى منارة تشع الفكر والحضارة الإنسانية بعقول أبنائها وريادة الحكم القرآني، وخلق الرسول الكريم وصحابته الكرام، رضوان الله عليهم، وتعاقبت الأجيال على هذا النهج وكما تذكر كتب التاريخ فإن شوارع قرطبة كانت تضاء بالليل بينما كانت الظلمة تغطي شوارع المدن الأوروبية".

وقال "إن إيمان المرء بربه ودينه لا يعني بالضرورة عدم فهم الآخرين أو جعل أفكارهم في جانب الخطأ، فعلينا كمسلمين مسؤولية مواجهة التعصب والتشويش ورفض الإندفاع نحو هذا الرأي أو ذاك مما يسيء الى ديننا الحنيف وكذلك العمل في بوتقة الإعلام الصحيح بالوعي الديني والاجتماعي".

وبين حمد الله أن التعاون الفردي والمجتمعي والدولي الإسلامي هو الأساس لإعادة قيمة المسلمين وهيبتهم في نظر الآخرين، فقد آن الأوان لنستفيد من التاريخ العربي الإسلامي فتقرأ صفحاته قراءة صحيحة لنعالج خلافاتنا ونبني الهوية الإسلامية القائمة على تعاليم قرآننا الكريم وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وبهذا نحمي الأقصى من كل ما يحاك ضده وليس بالشعارات والأصوات والعبارات الملتهبة.

وزف وزير التربية والتعليم العالي الدكتور ناصر الدين الشاعر للشعب الفلسطيني تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، قائلا "انها ابداع من ابداعات الشعب الفسطيني الحر الذي يحترم التعددية السياسية وان الباقي على العالم ان يعترف بهذه الحكومة التي حازت على الثقة بالاجماع وان يسعى لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني".

وبين الشاعر ان اهم اولويات حكومة الوحدة الوطنية الامن الداخلي الذي اجمع الوزراء عليه خلال الاجتماع الاول لمجلس الوزراء والذي عقد جلسته الاولى بحضور الرئيس ابو مازن ودعا الى الوقف الكامل لكافة اشكال الفلتان الامني وحالات الاختطاف التي تطال المدنيين والاجانب المتضامنين مع شعبنا الفلسطيني، كما بين ان من اهم خطوات الحكومة الحالية هو تشكيل لجنة عليا بمرسوم رئاسي لمتابعة شؤون مدينة القدس.

بدوره بين قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي ان القدس هي محور الصراع العربي الاسرائيلي حيث تحاول اسرائيل طمس معالمها ومحاولة تهويدها وجعلها حارة من حارات اليهود فيها واغلاق المؤسسات الفلسطينية فيها وهدم منازل العرب فيها، ودعا منظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس الى اخذ دورها بقوة لحماية المسجد الاقصى من الخطر الحقيقي الذي يداهمه.

ومن جانبه بين زياد العالم في كلمة نقابة المهندسين الفلسطينيين ان اسرائيل لا تريد هدم المسجد الاقصى كما يتوقع العالم من خلال هدمه مرة واحدة لان ذلك من شانه ان يؤدي الى ردور فعل غاضبة على المستوى العربي والاسلامي بل ان ما تسعى اليه اسرائيل اخطر من ذلك بكثير من خلال الحفريات التي تقوم بها تحت المسجد الاقصى لزعزعة اساساته وبناء هيكلهم المزعوم مكانه.

وفي السياق ذاته دعا المطران عطا الله حنا إلى العمل الجاد على تحرير القدس كاملة وإعادتها إلى السيادة العربية الفلسطينية، قائلا "للقدس تاريخها وثقافتها وحضارتها وهي مدينة عربية فلسطينية، وأي حل للقدس يجب أن ينطلق من كونها مدينةعربية فلسطينية بكافة مقدساتها"، رافضاً في ذات الوقت فكرة تقسيمها الى حارات وفق الانتماءات الدينية.

وأشار إلى "أن القدس أمانة في أعناق كل عربي مسلم ومسيحي ومن واجبنا الحفاظ عليها والدفاع عن مقدساتها والعمل على تحريرها، وأكد أنه مع كل ندوة أو مؤتمر يقام من أجل مدينة القدس، لكن مع متابعة ما يجري على الأرض من انتهاكات إسرائيلية ومحاولة لتهويد المدينة المقدسة فآن لنا أن ننتقل من مرحلة الحديث إلى مرحلة العمل الميداني على الأرض من أجل هذه المدينة وصون طابعها الحضاري العربي والإسلامي، واضاف ان أي اعتداء على المسجد الاقصى هو اعتداء على كنيسة القيامة".

وتحدث الاستاذ الدكتور محمد شريدة المحاضر في كلية الشريعة في النجاح عن مكانة الاقصى في القرآن الكريم، ثم تحدث خالد عدوان من كلية الشريعة بورقة عمل عن المسجد الاقصى في السنة النبوية، اما الاستاذ غسان بدران من الكلية الشريعة ايضا فقد تناول في ورقته موضوع الهيكل في التوراة، اما الدكتور هيثم الرطروط المحاضر في قسم الهندسة المعمارية في الجامعة فقد تناول موضوع الاقصى في الاثار القرآنية.

وفي الجلسة الثانية التي خصصت للحديث عن التحديات التي تواجه المسجد الاقصى تحدث كل من الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا والدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات ومدير اوقاف القدس والشيخ داود ابو سير عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن محافظة نابلس تحدثوا عن التحديات التي تواجه المسجد والتي تتمثل بالحفريات الجارية بباب المغاربة والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الاقصى بالاضافة الى منع المسلمين من التوجه الى المسجد ايام الجمعة للصلاة.

وفي نهاية المؤتمر دعا المشاركون ايضا الحكومة الفلسطينية الى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس والاقصى على كافة المستويات