وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز اطلس للدراسات الاسرائيلية يدعو للقبول بـ"دولة الجدار"

نشر بتاريخ: 07/03/2013 ( آخر تحديث: 07/03/2013 الساعة: 13:57 )
غزة-معا- دعا مركز بحثي فلسطيني إلى القبول بـ"دولة الجدار، باعتبارها هي أفضل الممكن فلسطينياً، وتستحق منا نقاشاً جدياً قد يفض الى استراتيجية تمكننا من دفع اسرائيل باتجاه تبنيه".

واعتبر أن خيارنا الأمثل في ظل استحالة التسوية النهائية ومخاطر الدولة المؤقتة، يكمن في دفع اسرائيل باتجاه تنفيذ انسحابات أحادية الجانب، أو ما بدأ يتبلور في اسرائيل باسم "دولة الجدار"، أي نحن هنا وهم هناك، وهو تكرار لما نفذه شارون من انسحاب أحادي الجانب في قطاع غزة.

وأكد مركز "أطلس" للدراسات الإسرائيلية في غزة، أن الاسرائيليين الذين باتوا يدركون عواقب استمرار السيطرة المباشرة على معظم أراضي الضفة، وغياب التسوية النهائية بما يعظم مخاطر دولة ثنائية القومية، يجعلهم يفكرون جدياً في خيار أقل من التسوية، وينزع فتيل الاحتكاك والاشتباك.

وقال في تقرير وصل معا نسخة منه: "دولة الجدار تحقق لنا انجازاً على الأرض دون أن ندفع أي ثمن سياسي، وهي لا تحملنا أية مسؤولبات، علاوة على أنها قد تحررنا مما لا زال عالقاً من اتفاقيات أوسلو".

وأضاف: "هي في نفس الوقت لا تنتقص من استمرار تمسكنا بحقوقنا وثوابتنا وشرعية نضالنا في سبيل الحرية والاستقلال والسيادة، وسيمنحنا هذا كل الحق والامكانية في أن نظهر اسرائيل دوماً كدولة احتلال عنصري".

وأوضح المركز أن تسوية النزاع بشكل نهائي، المستند لفكرة الأرض مقابل السلام قد فشلت بشكل ذريع، ولا يمكن أن يكتب لها النجاح، فلا يمكن أن نتخيل اننا نستطيع سلمياً استعادة الأراضي التي احتلت عام 67 خالية من المستوطنين (وهذا الحد الأدنى الفلسطيني) والتوصل لحل عادل لقضية اللاجئين، حتى لو حكمت اسرائيل من قبل حزب ميرتس اليساري، معتبراً أن ذلك يعني أن التسوية المرهونة بالفشل ليست سوى الركض خلف السراب وبيع أوهام.

وبين أن مفهوم الدولة المؤقتة في ظل هدنة طويلة المدى والذى تتبناه قوى فلسطينية، ينطوي على مخاطر التطبع مع الواقع، وتحول المؤقت إلى دائم في ظل الهدنة الطويلة التي ستغيب المقاومة بكل أشكالها للتفرغ لبناء الدولة المؤقتة، مؤكداً أن ذلك يحمل معه مخاطر أن تغيب القضية الفلسطينية عن محافل الصراع وحتى عن نشرات الاخبار، وسيسمح لإسرائيل بالتخلص من الأعباء والقيود السياسية والقيمية والاخلاقية والاقتصادية التي تتحملها بحكم أنها دولة احتلال، وستسمح لنفسها بأن تطمع في ظل الهدوء والاستقرار الذي توفره لها الهدنة الطويلة، في أن تحدث اختراق في علاقاتها مع المحيط العربي واقله الأفريقي والأسيوي.

وتوقع المركز أن تشهد الفترة المقبلة عودة مفردات التسوية والمفاوضات، لتأخذ مساحة واسعة من البث الفضائي والانشغال السياسي بعد أن تلاشى نجمها لفترة من الوقت، لافتاً إلى أن أي تسوية مهما كانت نوايا الراعي الأمريكي، في ظل الواقع السياسي الإسرائيلي، وفى ظل الحالة الفلسطينية والعربية والدولية الراهنة لن تكون مخرجاتها أكثر من استثمار إسرائيلي للحظة سياسية تشكل لها فرصة ذهبية في فرض استسلام على الفلسطينيين بشروط اسرائيلية أفضل من أي وقت سبق.

وقال: " لا نظن أن القيادة الفلسطينية ستقبل بمثل هذه المخرجات، لذلك فإن ما ينظر له على أنه ربما يشكل فرصة، لن يكون سوى فرصة جديدة مكررة لإعادة طحن الهواء وعلاقات عامة اسرائيلية، في محاولة منها لدرء مخاطر النبذ والعزل".

وتابع: "إضافة إلى تحميل الفلسطينيين مسؤولية افشال التسوية، وتعزيز فرص ترويج نظرية اللاشريك الفلسطيني، أي أن التسوية ستصل مجدداً وسريعاً محطة الجمود والحائط المسدود"

وأشار المركز إلى أن الفارق يكمن في أن الفلسطينيين خسروا بذلك، بعض رصيدهم على المستوى الداخلي، وربما أيضاً على مستوى تحميلهم المسؤولية، واسرائيل ربحت وقتاً ثميناً على مستوى العلاقات العامة، وشرعنة الاحتلال، والأمر الواقع، وعلى مستوى احداث اختراق عربي أو إقليمي، والأهم ربما ربحت غطاءً لعدوان ما.