وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كم صاروخا أسقطت القبة الحديدية خلال الحرب على غزة؟

نشر بتاريخ: 09/03/2013 ( آخر تحديث: 10/03/2013 الساعة: 09:24 )
بيت لحم- معا - كم صاروخا بالضبط أسقطت القبة الحديدية خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة؟ إذا كان مفهوم الاعتراض والإسقاط يتعلق بإسقاط وتدمير الرأس المتفجر للصواريخ الفلسطينية، فالجواب محبط كثيرا والنسبة منخفضة جدا وتخالف كثيرا ما تبجح به الجيش الإسرائيلي ولا تتجاوز 5% من مجمل الصواريخ الفلسطينية التي تم إطلاقها فيما أصر الجيش على تسجيل نجاح بنسبة 84%.

هذه النسبة أكدها عالم الصواريخ المتخصص بالدفاع الصاروخي البروفسور "ثيدور فيستول" وأيدته مجموعة من علماء الصواريخ الإسرائيليين مثل "مردخاي شيفر" احد الرجالات السابقين لمؤسسة صناعة الوسائل القتالية الإسرائيلية "رفائيل" واحد العلماء الذين عملوا حتى فترة قريبة في مشروع تطوير صواريخ "باتريوت" وقام بالاشتراك مع البروفسور "ثيدور" بدراسة نجاحات منظومة القبة الحديدية مؤكدين ان كرات النار والدخان التي كانت تشاهد في ساعات الليل والنهار بعد إطلاق القبة الحديدية لصواريخها كانت دائرية الشكل فيما لو نجحت القبة بإسقاط الرؤوس المتفجرة لكان من الضروري مشاهدة كرات نارية أو كرات من الدخان إلى جانب الكرات التي تم مشاهدتها في كثير من الأحيان التي قيل فيها بان القبة الحديدية قد سجلت نجاحا باعتراض الصواريخ القادمة من غزة.

وكشف العالمان وفقا لما نشره اليوم السبت موقع "هآرتس" الالكتروني ظاهرة وصفوها بالغريبة وتتمثل بسلوك الصواريخ الاعتراضية المنطلقة من "القبة الحديدية" مسارات متشابهة بشكل مطلق ودمرت نفسها بنفسها في ذات اللحظة والثانية فيما لوحظ في بعض الأفلام التي نشرت تنفيذ بطارية القبة الحديدية التفافات حادة جدا بعد وقت قصير من قيامها بتدمير صواريخها المنطلقة منها "تدمير ذاتي" ويؤكد العلماء بانه ليس من المعقول بان هذه القبة "تذكرت" في ربع الثانية الأخيرة فقط قبل إطلاقها للصواريخ بأنه يتوجب عليها الاستدارة نحو صاروخ "غراد" وبدا الأمر في بعض الأحيان بان الحديث يدور عن مسار محدد مسبقا لصاروخ القبة الحديدية.

وكشف العالمان أيضا بانه وفي حالات كثيرة شوهد صاروخ القبة الحديدية يهوي نحو الأرض في مرحلة الاعتراض الأخيرة بعد سقوط الصاروخ الفلسطيني وفي هذه الحالة فان فرصة تحقيق الصاروخ الإسرائيلي اقتراب واقعي من الصاروخ الفلسطيني يسمح لشظايا الإسرائيلي بتدمير الرأس المتفجر للصاروخ الفلسطيني فرصة تكاد لا تذكر اذ يتوجب على الصاروخ الاعتراضي كي يحقق هدف إسقاط الرأس المتفجرة ان يواجهه بشكل رأسي مباشر او يحقق زاوية اقتراب حادة وهذا ما لم يتحقق في كثير من الحالات.

وأشار العالمان إلى ان التقارير التي تم تقديمها إلى ضريبة الدخل الإسرائيلية وتشير إلى 3200 مطالبة لتعويض عن أضرار مادية اصابت ممتلكات السكان نتيجة الصواريخ الفلسطينية ولا يمكن لـ 58 صاروخا فلسطينيا سقطت وفقا لمصادر الجيش داخل المناطق المأهولة وتحمل رؤوسا متفجرة صغيرة وفقا للرواية الإسرائيلية أن تحقق هذا الحجم من الإضرار.

وأثار العالمان في تقريرهما العديد من علامات الاستفهام حول نسبة النجاح التي حققتها القبة الحديدية وفقا لادعاء الجيش الإسرائيلي ما شكل انتقادا حادا لمعطيات عسكرية ينشرها الجيش هي الأولى من نوعها من حيث شدتها وقسوتها حسب تعبير موقع "هآرتس".

وأخيرا سبق للجيش الإسرائيلي أن أدعى نجاحه بإسقاط 95% من الصواريخ العراقية التي أطلقت خلال حرب الخليج الأولى إلى أن جاء بحثا مماثلا أجراه البروفسور "ثيدور فوستول" واثبت إن نسبة النجاح الحقيقية كانت صفرا مربعا.