وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

آهات فلسطينية في يوم الام.. سجون تفرق الابناء عن الامهات

نشر بتاريخ: 21/03/2007 ( آخر تحديث: 21/03/2007 الساعة: 10:52 )
غزة- معا- في مساء يوم ربيعي هادئ دق باب البيت فجأة دقة غريبة وسمعت صوت صادر من الخارج ذهبت لأرى من على الباب.. فتحت الباب يا له من منظر مرعب جنود إسرائيليون اقتحموا المنزل وبدأو عملية التفتيش لم يتركوا ركنا في البيت إلا وفتشوه.

جلست باهتة انظر لما يدور حولي لم أكن مستوعبة الموقف وفجأة اقترب مني احد الجنود وقال لي أين إياد ؟.

هكذا بدات والدة الاسير اياد العرعير تروي حكايتها مع الاحتلال الذي حرمها من رؤية ولدها منذ العام اثنين وتسعين حتى اليوم لتكون هذه بداية حكايتها مع الاحتلال ولتضيف:" في تلك الأثناء اقترب مني احد الجنود وقال لي ابنك إياد قام بطعن إسرائيلي وجرح آخر داخل إسرائيل.. حينها سقطت أرضا.. ابني الذي طالما تعبت في تربيته سهرت من اجل أن أؤمن له الراحة والهدوء أصبح الآن بين أيدي طاغية أيدي لا ترحم إنسان وليس لديها فهم لمعنى الإنسانية.

إياد كان ابن التاسعة عشرة من عمره في تلك الأيام منذ صغره وهو مجتهد في دراسته وكان نموذج للأدب والأخلاق.

كان يدرس في الجامعة الإسلامية الشريعة ولكن اعتقاله حال دون مواصلة تعليمه ضاع حلمه في مواصلة تعليمه وضاع حلمي أيضا كم تمنيت أنا أراه وهو قادم إلي ليخبرني بتخرجه من الجامعة.

ام اياد ذات الثانية والخمسين من عمرها كانت تنتظر أن تزف ابنها في يوم من الأيام إلى عروسه هي الآن تتمنى فقط أن تراه وتطمئن عليه بعد ان حكم بالسجن مدى الحياة أمضى الآن أربع عشرة عاما في السجن.

ضاع أمل الأم في ابنها الذي اعتبرته الابن الأفضل بين أبنائها أصبح الآن بعيداً عنها حتى لم تستطع أن تطمئن عليه إلا حينما تسمح لها القوات الاحتلالية الإسرائيلية بزيارته.

أم إياد ليست الأم الوحيدة التي تعيش في مثل حالتها تلك فهنالك الكثير الكثير من أمهات فلسطين تعاني مثل معاناتها.

ولكن الألم الاكبر الذي جرح قلب الأم هو بعد ابنها عنها وهو في عمر صغير ليقضي حياته في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

أنجبت وتعبت وربت لترى ابنها في أحسن حال ما عليها إلا أن تصبر وتنتظر في أمل لعودة ابنها إليها في يوم من الأيام لتراه بين إخوته الذين اشتاقوا لرؤيته كثيرا ولكن قوانين الاحتلال الإسرائيلي لا تسمح لهم بزيارته.

قدر "أم إياد" الرضى بما كتب الله لها, وقدرها ان يزداد المها حين يأتي إليها أبناؤها في يوم عيد الأم لتقبيل يديها فتنظر إليهم في حسرة وألم شديد وكأنها تقول بداخلها أين أخوكم إياد؟؟.

اما إياد ابن الثانية والثلاثين من عمره ذاق شتى أنواع العذاب حتى اشتعل رأسه شيبا وهو في أول سنوات شبابه فهو بالتاكيد له امنية واحدة ان يعود يوما ويقدم وردة لمن تعبت من اجله.