وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بوش الابن للرئيس عباس: حماس سوف تقتلك ولن تكون أكثر تصلبا منها

نشر بتاريخ: 11/03/2013 ( آخر تحديث: 12/03/2013 الساعة: 16:50 )
بيت لحم - معا - اقترح الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن عام 2008 على "تسيفي ليفني" قبول خطة اولمرت السياسية والتحالف معه لخوض الانتخابات بهدف هزيمة نتنياهو وفقا لما صرح به اليوم الاثنين، مستشار الأمن القومي في إدارة بوش الابن "ستيف هدلي" للمجلة الأمريكية " The New Republic".

وقال هدلي في تصريحاته التي احتلت غلاف المجلة الأمريكية الهامة وشاركه فيها مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون كبار والتي جاءت في سياق تقرير حمل عنوان "نهاية فكرة حل الدولتين" اعتقد بوش في حينه بإمكانية فوز ليفني في الانتخابات إذا قبلت اقتراحه.

وقدم صاحب التقرير الصحفي "بن بيرناؤم" صورة سوداوية حول إمكانية استمرار عملية السلام والاتجاه الذي تسير فيه إسرائيل متسائلا " لماذا أغلقت نفاذة فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط".

وعودة الى تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، اقتنع الرئيس بوش نهاية عام 2008 أن اولمرت يواجه ورطة قانونية ولن يتمكن من الوصول الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل نهاية رئاسته للوزراء، لذلك اقترح على ليفني تبني أفكار "اولمرت"وان تتوصل الى اتفاق مع الرئيس عباس لتضع هذا الاتفاق في مركز حملتها الانتخابية ضد "نتنياهو" قال هدلي.

وقال بوش مخاطيا ليفني حسب تصريحات هدلي، تسيبي لن تكون مطلقا اكثر يمينية من نتنياهو لذلك من الافضل ان تقفي على يساره برفقة شخصية ما وتخوضي انتخابات، فيما قال بوش للرئيس ابو مازن :" سوف تقتلك حماس ولن تكون اكثر تصلبا من حماس لذلك يتوجب عليك القيام بما يريده الشعب الفلسطيني منك وان تتوصل الى اتفاق ويجب عليك وليفني ان تخوضا الانتخابات مسلحين بهذا الاتفاق حينها ستظهرون زعامة وشجاعة وستنتصرون" حسب ادعاء هيدلي.

لكن ليفني لم تقتنع بأقوال وحجج الرئيس بوش ولم تتبن اقتراح اولمرت قبل الانتخابات وتحفظت على موقف اولمرت المتعلق بتقسيم القدس واستعداده السماح بعودة رمزية للاجئين الى داخل الخط الاخضر كلفتة انسانية" قال هيدلي.

ومن ناحيته، قال نائب مستشار الامن القومي الامريكية "اليوت ابرهامز" في تصريحات لذات المجلة وضمن سياق نفس التقرير الصحفي " ارسلت ليفني في تلك الفترة للرئيس الفلسطيني محمود عباس رسائل حثته فيها على عدم التوقيع على اقتراح اولمرت قبل الانتخابات طالبة منه ضمنا انتظار فوزها ".

وأضاف اليوت " اعتقد بأن هذا كان خطأ تاريخيا ارتكبه ابو مازن حين امتنع عن التوقيع على اقتراح اولمرت لكن قراره لم يكن غير منطقي".. اولمرت: نظر ابو مازن للخريطة التي عرضها وقال لي "هذا امرأ جدي بحق".

اجتمع اولمرت والرئيس الفلسطيني ابو مازن 38 مرة خلال 2008 إلى أن جاء الاجتماع الحاسم الذي عرض فيه اولمرت خرائطه واقتراحاته المتعلقة بموضوع حدود الدولة الفلسطينية، وقال اولمرت " حين عرض الخرائط نظر ابو مازن إليها وقال لي هذا امرأ جديا ومثيرا بحق"، ولكنني بحاجة للتفكير بالأمر فقلت له " لا تفكر بهذا بل وقع فورا وأنا أقول لك"، خلال الخمسين عاما القادمة لن تجد رئيس وزراء يمكنه ان يقدم لك شيئا مشابها لما أقدمه.

ورغم عدم توقيع الرئيس ابو مازن على اقتراحات اولمرت، ظهر في سياق التقرير الصحفي الأمريكي كشريك واقعي للسلام مع إسرائيل حيث شدد مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون تم مقابلتهم خلال إعداد التقرير على أن ابو مازن لم يرفض اقتراح اولمرت لكنه خشي التوقيع عليها بسبب قرب نهاية حياة اولمرت السياسية.

وابرز التقرير الصحفي الأمريكي استعداد ابو مازن التوصل لحل وسط حتى فيما يتعلق بالقضايا الحساسة، مقتبسا فقرات كبيرة من المقابلة التي سبق للرئيس الفلسطيني أن منحها للقناة الثانية الإسرائيلية قبل عدة أشهر إضافة إلى استحضار التقرير لوقائع أخرى قال بأنها حدثت خلال المفاوضات مع اولمرت.

وقال رئيس وزراء إسرائيل السابق "ايهود اولمرت" خلال مقابلة أجراها لصالح التقرير: اظهر ابو مازن مرونة كبيرة فيما يتعلق بقضية اللاجئين وقال لي اعرف مدى حساسية قضية اللاجئين بالنسبة لكم، واريد ان أقول لك شيئا واحدا نحن لا نسعى إلى تغيير طبيعة دولتكم" وهنا اقترح اولمرت استيعاب 5000 لاجئ فلسطيني على مدى خمس سنوات، مؤكدا لمعد التقرير بأنه كان مستعدا لتقديم تنازلات أخرى بسيطة في الموضوع".

وحسب التقرير الذي استند في هذه الحيثية على مصادر وصفها بالمطلعة أوضح الرئيس الفلسطيني لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة "رايس" استعداده القبول بعودة ما بين 40-60 ألف لاجئ إلى داخل الخط الأخضر.

ونقل التقرير عن "هيدلي" قوله " ساد لدينا تقدير بإمكانية التوصل إلى اتفاق حول قضية اللاجئين وكان هناك خلافات لكنها من النوع القابل للجسر والحل ".