وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عشيرة الشلالدة تواجه خطر الانقراض في القانوب

نشر بتاريخ: 13/03/2013 ( آخر تحديث: 13/03/2013 الساعة: 15:29 )
الخليل- تقرير معا - على بعد نحو عشرة كيلومترات الى اقصى الشرق من بلدة سعير يسكن الحاج محمد عبد الفتاح شلالدة برفقة اقاربه من أبناء عمومة وخؤولة على أرض توارثوها منذ الحكم العثماني في فلسطين، في منطقة القانوب التي تجثم فوق رقبتها مستوطنة "آسفر".

يسكن المنطقة ثلاث عشرة عائلة من عشيرة الشلالدة على أجزاء من مساحات واسعة تقدر بنحو ثلاثين الف دونم تعود ملكيتها لمئات المواطنين الذين غادر منهم من غادر بحثا عن لقمة العيش بعيدا عن ضغوطات الاحتلال ومضايقاته.

يسكنون هؤلاء بيوتا من الشعر لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، ويعتاشون على رعاية مواشيهم التي طالما تعرض لها الاحتلال وصادر اعداد منها.

وتعود حكاية هؤلاء المواطنين مع المعاناة منذ عام 67، وصدور الاوامر العسكرية الاسرائيلية التي امتدت لتبسط سيطرتها وتضع يدها على الأراضي تحت مسميات "أملاك الغائبين"، أو بحجة كونها أراض اميرية لم تسجل بأسماء أصحابها ومالكيها، فمنذ ذلك الحين يواصل الاحتلال مضايقاته وضغوطاته على سكان المنطقة ويمنعهم من انشاء أي وحدات سكنية أو توسع للمضارب، وعادة ما يعترض المستوطنون وقوات الاحتلال طريقهم أو يقتحمون مضاربهم.

ولم يجد هؤلاء ما يردع عنهم منغصات الاحتلال سوى صمودهم الثابث على أراضيهم ومواجهتهم لممارساته اليومية بمزيد من الصبر، فلم تثبط الاخطارات المتكررة التي يصدرها ما يسمى بمجلس التنظيم الاعلى الاسرائيلي من عزيمتهم، رغم التهديدات التي تحتويها هذه الاخطارات من اعتقال أو محاكمة ومصادرة للملكيات في حال عدم تنفيذ أوامرها. كانت آخر الاخطارات التي تلقاها سكان القانوب يوم الثلاثاء 123 وحملت أمرا بإخلاء الأرض التي تسكنها عائلة الشلالدة.

ويصف محمد عبد الفتاح شلالدة والذي تجاوز الـ65 عاما من عمره، حجم معاناته وأقاربه مع الجشع الاستيطاني الاسرئيلي، فهم ممنوعون من بناء بيوت حتى من الصفيح أو توسيع مضاربهم واستخدام خزانات الماء الزراعية، ويروي في احدى قصصه أن قسوة الظروف التي يعيشها الاهالي هناك لم تمنع أحد موظفي "مجلس التنظيم الاعلى" خلال احدى جولاتهم في المنطقة الى توجيه الحديث له بالقول " أنت لا يلزمك السكن في بيت، يكفيك استنشاق هذا الهواء الطلق"، وهي جملة تلخص الى حد بعيد حجم ما يعانيه سكان هذه المنطقة.

وأضاف، جميل شلالدة خلال حديثه حول الموضوع، أن الاحتلال هدم عام 95 غرفة كان قد بناها من الصفيح بحجة عدم قانونيتها، وأشار الى مجموعة من الابنية الجميلة في بؤرة استيطانية مجاورة وقال: إن المستوطنين يستخدمونها كإسطبلات لخيولهم!. ويمنع علينا بناء أي بيت".

مشكلات المواطنين هناك متعددة بين السكن والإضاءة وعدم توفر المواصلات لأطفالهم الذين يتوجهون يوميا الى مدراسهم، وتقدم وزارة الزراعة والصليب الاحمر والبلدية مساعدات كالأعلاف وترميم الابار وتوفير الاشتال الزراعية ضمن قدراتها الممكنة، بهدف مساعدتهم على الاستمرار في حياتهم اليومية والبقاء فوق أرضهم.

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=2xKmSNWJamM