وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مشروع إصلاح وتطوير القطاع الصحي يصدر تقريرا حول مشروع "حقوق الأطفال"

نشر بتاريخ: 13/03/2013 ( آخر تحديث: 13/03/2013 الساعة: 11:49 )
رام الله- معا- أصدر مشروع إصلاح وتطوير القطاع الصحي الفلسطيني التابع لوزارة الصحة تقريرا حول مشروع "حقوق الاطفال" الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع جمعية بيت لحم العربية للتأهيل.

ليس بالخبز وحده يحيا الانسان"، بل الإنسان يسخر وينظم ويطور حياته بطريقة ذكية ومميزة تحكمها مجموعة من الضوابط والقوانين والسلوكيات جوهرها احترام حقوق الإنسان الأساسية. ولكن، من سيعلم الأطفال حقوقهم؟ لا يمكن أن نقوم بأمر من هذا القبيل عبر قراءة حقوقهم لهم. لا بد من وضعها في إطار يسهل عليهم فهمها واستيعابها حتى يدافعوا عنها ويطالبوا بها.

من هذا المنطلق باشرت جمعية بيت لحم العربية للتأهيل العمل على تعليم الأطفال، وخاصة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حقوقهم مستخدمة العديد من الوسائل الترفيهية التي تشد الأطفال وترسخ فيهم معاني حقوقهم وواجباتهم، وذلك في أربعة مراكز للتأهيل في محافظة بيت لحم وهي الخضر ونحالين والعبيدية والدهيشة، ضمن مشروع تعزيز وحماية حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) عبر مشروع إصلاح وتطوير القطاع الصحي الفلسطيني.
|207801|
وتعمل سوسن، إحدى المثقِّفات في الجمعية، مع الأطفال في هذه المراكز وتعرفهم بحقوقهم عن طريق اللعب والترفيه والأنشطة الفنية الهادفة. ففي مركز الأمل للتأهيل في العبيدية، يتجمع أطفال الصف الثالث في غرفة واسعة ليشكلوا دائرة، وقد حضَّرت لهم معلمتهم طابة ليقوموا برميها إلى بعضهم. تتكون الطابة من الورق، وعلى من يمسك بها أن يأخذ منها ورقة ويقرأها أمام زملائه، ومن ثم يرميها لأحد الأطفال، وهلم جرا. كُتِبَ على كل ورقة من أوراق الطابة حق من حقوق الأطفال، وعندما يفتح الطفل الورقة ويقرأها أمام زملائه تقوم المرشدة بتفسير وتوضيح ما جاء فيها ليعيد الأطفال ما فهموه منها. كانت مشاركة الأطفال في هذه اللعبة فعالة، وكانوا مرحين وسعيدين جدا بها، فهي من ناحية تنشط عضلاتهم في الحركة والقفز والرمي، ومن الناحية الأخرى تعلمهم حقوقهم عن طريق اللعب والمرح.

أما في المركز المجتمعي في قرية الخضر فتجمع سوسن الأطفال خارج الصف، حيث يقومون بتعليق لوحاتهم الورقية على الحائط، فيما تقوم هي بتوزيع الألوان المائية لهم: الأسود والأبيض والأزرق والأحمر والأصفر. تطلب منهم مرشدتهم أن يرسموا لوحة تعبر عن "الحق في اللعب". لا يستغرق الأطفال وقتا طويلا للتفكير. رسمت إيمان الأزهار والغيوم والعشب الأخضر والشمس الساطعة وكأنها تقول لنا أنها تحب اللعب في الطبيعة في فصل الربيع، أما حمزة فرسم مدرسته وفيها يلعب الأطفال، فيما رسمت ساجدة ملعب المدرسة المليء بالأزهار والألوان الخلابة، ورسم احمد أولادا يلعبون مع بعضهم، ورسمت وجد أيضا مجسما للمدرسة والملعب، أما محمد فقد رسم نفسه وكتب في اللوحة "من حقي أن ألعب". أهم ما في الأمر في هذا المجال أن جمعية بيت لحم العربية للتأهيل، ومن خلال المرشدين والمرشدات والمثقفين والمثقفات يعملون بجد وإخلاص لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع النشاطات التي يقومون بها، كما فعلت سوسن بإشراك أطفال ذوي احتياجات خاصة بالرسم واللعب في الورق. في هذه المراكز الأربعة التي تعمل بها الجمعية، خلقت ثقافة مجتمعية وخصوصا بين الأطفال تتقبل ذوي الاحتياجات الخاصة.

لقد كان يوما شيقا بالنسبة لهؤلاء الأطفال، ففي ساعة متواصلة من المرح والضحك واللعب والرسم الحر والمعبر، يلعب الأطفال مع أقرانهم ذوي الاحتياجات الخاصة دون أي تمييز، ليشعر الجميع بالمساواة وليشعر ذوي الاحتياجات الخاصة بالاندماج داخل مدرستهم وداخل مجتمعهم، واستطاعوا أن يتعلموا أن اللعب حق من حقوقهم الأساسية التي من حقهم أن يتمتعوا بها ويمارسوها. تقول سوسن، المرشدة الخاصة بحقوق الطفل، أن هذه النشاطات ترسخ لدى الأطفال مفاهيم أساسية، وتعطيهم ساعة من المرح تنعكس إيجابا على سلوكهم ونشاطاتهم لبقية اليوم والأيام المقبلة، حيث تبقى لوحاتهم معلقة في صفوفهم لمدة معينة، وهو ما يقوي هؤلاء الأطفال معنويا.

تعتبر هذه النشاطات جزءا حيويا من مفهوم تعليم الأطفال حقوقهم، فجمعية بيت لحم العربية للتأهيل من خلال مفهوم "من حقي أن أفهم حقي" تقوم بالعمل والسهر علي إيصال هذه الحقوق للأطفال، وخاصة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزز مفهوم دمج المعاق في المجتمع وتغير النظرة السلبية التي كانت سائدة فيه. وبالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية الهادفة، تعمل الجمعية على ترسيخ هذه المفاهيم في المجتمع من خلال الحديث مع الأهل والمربين والأخصائيين الاجتماعيين والمسؤولين والتربويين للعمل على خلق بيئة واعية تساعد في خلق جيل ناشئ يعرف ما له وما عليه.
|207802|
|207803|
|207800|