وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أنجزنا مهمة.. بانتظار الأهم من منتخبنا

نشر بتاريخ: 14/03/2013 ( آخر تحديث: 14/03/2013 الساعة: 12:46 )
بقلم : محمد العمري

نجح منتخبنا الوطني لكرة القدم وكما كان متوقعا، بالتأهل مباشرة لنهائيات كأس التحدي المقبلة التي تستضيفها جزر المالديف في مثل هذه الأيام من العام المقبل.

لاعبو الوطني أظهروا تفوقهم وتميزهم الواضح خلال تصفيات كأس التحدي التي استضافتها العاصمة النيبالية كاتماندو، وتصدروا مجموعتهم الرابعة برصيد 7 نقاط، حصدوها من فوزين أحدهما عادي والثاني كاسح على منتخب هاوٍ، وتعادل مع صاحب الضيافة منتخب النيبال.

لا نريد التقليل من تأهل منتخبنا الوطني الذي منح اللاعبين وجهازهم التدريبي ومن خلفهم الجماهير الفلسطينية الوفية، الثقة بأداء منتخبهم الذي شارك بلاعبين محليين، ولكن لا نرضى أن يكون هذا التأهل عنوانا للاستهتار والغرور من البعض باعتبار أننا حققنا المطلوب ولا نريد غيره، وأن ما تحقق إنجاز تاريخي!!

مشوار الوطني بهذه التصفيات التي انتهت قبل أيام لم يكن صعبا ولا معقدا، كما لم تكن الطريق مفروشة بالورود، واستهل التصفيات بفوز كان صعبا وتحقق قبل ربع ساعة من النهاية أمام منتخب بنغلاديش، وفي اللقاء الثاني فاز على جزر ماريانا الشمالية بتسعة أهداف نظيفة ولولا أن لاعبي الوطني تسابقوا على إضاعة الأهداف لخرجنا بفوز تاريخي لم نسبق أن حققناه، ولكن المهم أن الوطني فاز بنتيجة عريضة.

وفي اللقاء الثالث والأخير والذي دخله لاعبو الوطني وهم شبه ضامنين لبطاقة التأهل، سقط منتخبنا في نتيجة التعادل السلبي أمام منتخب نيبال في لقاء شهد اعتداء من قبل الجماهير ودون أي مبرر على لاعبينا ما أدى إلى إصابة 3 لاعبين على الأقل، كما سبق اللقاء أجواء مشحونة وبشكل غريب من الجماهير النيبالية، وأجّل اللقاء لأكثر من ساعة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى سوء التنظيم من قبل المنظمين، وغياب الاستعدادات لاستضافة التصفيات.

إذا الوطني وبعد اللقاءات الثلاثة ضمن بطاقة التأهل بأقل مجهود، كما أنه لعب التصفيات بلاعبين من الدوري المحلي فقط دون أن يكون هناك استدعاء لمحترفينا المنتشرين في الخارج، ما يبعث الأمل والطمأنينة على وجود لاعبين يمكن الاعتماد عليهم في مثل هذه البطولات السهلة!

وبعد التأهل، انهالت عبارات المديح والثناء من جماهيرنا ووسائل إعلامنا المختلفة على ما تحقق، وكان النصيب الأكبر من الثناء للاعبين وجهازهم التدريبي بقيادة الكابتن جمال محمود الذي كان قبل فترة ليست بالبعيدة، وسبحان الله، مدربا فاشلا ولا يستطيع قيادة الوطني، ما يؤكد استمرار غياب الثقافة الرياضية عند جماهيرنا؟

وبالعودة إلى ما تحقق، فقد قطع لاعبونا نصف الطريق إلى ما نصبو إليه وبانتظارهم التحدي الأكبر وهو منافسات بطولة التحدي العام المقبل والتي تشهد مشاركة منتخبات في نفس مستوانا ولعل أبرزها سيكون طاجكيستان وتركمانستان التي لم تخض التصفيات بعد، إضافة للمستضيف منتخب جزر المالديف وهذه المنتخبات أبرز المنافسين لنا، ونحن قادرون على تجاوزهم، وإحراز اللقب والوصول إلى أمم آسيا في أستراليا.

على القائمين على منتخبنا الوطني ونحن على بعد عام من بطولة التحدي، التحضير بشكل جيد ومكثف للبطولة، من خلال خوض معسكرات تدريبية عديدة، واستدعاء أفضل اللاعبين، خاصة الذين لم يستدعوا لهذه التصفيات، إضافة إلى خوض مباريات مع منتخبات مشابهة بالأداء للمنتخبات التي سنواجهها، والابتعاد عن خوض مباريات مع منتخبات أفضل منا أو خوض مباريات مع منتخبات ضعيفة من قارة إفريقيا والأهم بناء منتخب قوي قادر على المنافسة والبحث عن إحراز اللقب فقط.

وأخيرا، بالتأكيد رجال الوطني قادرون على صنع التاريخ وتحقيق لقب بطولة التحدي، إن توفرت العزيمة والإصرار والتحدي عندهم، ولقب البطولة سينقلنا من تصنيف المنتخبات الناشئة في القارة الآسيوية، وسيمنحنا ولأول مرة في تاريخ الكرة الفلسطينية في المشاركة ببطولة أمم آسيا المقبلة التي تستضيفها أستراليا عام 2015.