|
الجثمان مسجى واهل غزة يتسابقون على اكرام آل جعفر
نشر بتاريخ: 16/03/2013 ( آخر تحديث: 17/03/2013 الساعة: 08:26 )
غزة- معا - "افهموني ارجوكم ...يصرخ ابو محمد باعلى صوته والدموع تنهمر من عينه حزنا على فراق ابنه المفاجيء, يتوسل المعزين بالتوقف عن سباق من يرسي عليه عطاء أكل الميت ولم تمض ساعات على دفن الجثمان.
فالحديث الشريف واضح "اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد اتاهم ما يشغلهم" لكن في فلسطين العزاء بات مكلفا ...طقوس دخيلة مشابهة لمراسم الأفراح, ويظهر من حيث اختيار المكان المخصص لاستقبال المعزين، وإعداد الطعام، لكل الحاضرين وليس لاهل الميت فقط, وتوزيع هدايا, ليتحوَّل العزاء إلى مظهر اجتماعي له متطلباته يثقل على اهله. ففي غزة يقول أبو محمد الفرا إن ما يشغل الناس قديما هو مواساة أهل الميت في مصابهم والدعاء له، بعكس ما يجري في الوقت الحاضر فما تلبث أن تنتهي مراسم الدفن حتى تبدأ طقوس دخيلة مشابهة لمراسم الأفراح فيسعى أصحاب العزاء أن يكون المنظر جميلا والضيافة لائقة، ويختارون الأواني الثمينة من فناجين القهوة، والصواني ويضعون أفخم أنواع التمور والقهوة، إلى جانب الطعام من أفخم المطاعم". ويستغرب أبو وسيم الخطيب انتشار ظاهرة المستخدمين في بيوت العزاء وهم يرتدون لباسا موحدا ويقومون على خدمة القادمين لبيت العزاء...انها ظاهرة مبالغ فيها من قبل أهل المتوفى ونوع من الترف في غير مكانه". فيما انتقدت المواطنة سلمى الحداد المعزيات فتقول " تستغل المعزيات الافراح لاظهار زينتهن ...هناك مكياج ابتدعته النساء يوضع للعزاء ". "موت وخراب ديار" تقول أم خالد, مضيفة " مجالس العزاء الحالية عبارة عن أعراس بثوب أسود رغم حالة الحزن المخيمة على اهل الميت الا ان مصاريف العزاء تزيدهم بؤسا وتثقلهم ماديا ". ومن المظاهر الدخيلة على مجالس العزاء، توزيع الهدايا على المعزين بهدف الدعاء للميت واحتساب الأجر، ويقول محمود البس "...وصلت المبالغة عند بعض العائلات إلى ابتكار طرق جديدة من خلال توزيع سجادة صلاة ومسابح منمقة بقماش فاخر ". ومن جهة أخرى فقد ابتكرت الكثير من النساء ظاهرة استغلال العزاء لتزويج بناتهن. وتقول ام مروان انها نجحت بتزويج ابنتيها خلال عزاء قريب لها ". ويقول أمين أحمد- صاحب أحد المطاعم الشعبية- "كانت مائدة الطعام الخاصة بالعزاء سابقا بسيطة جدا ولكن أصبحنا الان نُطالب بعمل الأرز بألوان والخضار ووضع المكسرات بطريقة تفوق طعام حفلات الزفاف...إن العرس والعزاء سواسية بالنسبة لنا". ويامل من سالتهم معا بان يتم التخلص من عادات كثيرة جعلت المناسبات الحزينة تشبه المناسبات السعيدة. فضلا عن صرخات ابو محمد المكلوم بان تجد اذانا صاغية للتوقف عن عادات كثيرة تلغي المشاعر الانسانية. |