|
ضلوع نتانياهو تكسرت قبل تشكيل الحكومة الجديدة
نشر بتاريخ: 16/03/2013 ( آخر تحديث: 19/03/2013 الساعة: 13:19 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تعتبر هذه من المرات القليلة التي يجب ان يحتار فيها المختصون في الشأن الاسرائيلي ، وهي تشبه عام 1996 حين فاز نتانياهو بأول حكومة له على شمعون بيريس . وحينها بدا الارتباك واضحا على القيادة الفلسطينية التي كانت اعدت كل خطتها ليكون شمعون بيريس هو خليفة المقتول اسحق رابين في الحكم . وقد عمل الزعيم عرفات على تشكيل حلقات متابعة اعلامية وسياسية وفكرية لقراءة تلك الحكومة .
انا شخصيا لا ارى اي مفتاج مناسب لقراءة حكومة نتانياهو الثالثة ، لان العوامل الداخلية اختلطت بالعوامل الخارجية بشكل معقّد . وفي اقصى الحدود يمكن لنا ان نفرز مكوّنات لحكومة الجديدة وان نضع كل صنف من معادتها على جهة لدراسة خصائصه . وليس اكثر . فالتفاعل جديد ويحتاج الى مراقبة والنتائج غير مضمونة . كما يبدو ان خبراء من الولايات المتحدة تدخلوا لانجاح الائتلاف في اخر لحظة وليس الائتلاف جهدا اسرائيليا خاصا . واحتاج نتانياهو الى مساعدة من الخارج لاتمامها والا لكان اضطر يوم الاثنين الى اعلان فشل تشكيل الحكومة خلال ثمانية اسابيع مضت واضطر الى الدعوة لانتخابات مبكرة جديدة . سياسيا - يبدو نتانياهو مسيطرا فهو يملك غالبية الوزراء ولكنه لا يملك سوى نصف مقاعد الائتلاف برلمانيا ما سيجعل عمله مرتبكا وحذرا قانونيا - نجح يائير لبيد ونفتالي بينيت في تجريده من صلاحياته المطلقة التي كان حصل عليها في السنوات الاربع الماضية امنيا - يعتبر موشيه يعلون من الداعين لضرب ايران بالتنسيق مع الولايات المتحدة كما ان يعلون لا يفرق بين مشعل وعباس ولا يرى اي فرق بين فتح وحماس او الضفة وقطاع غزة ولن يدعم اي حل يقوم على دولة فلسطينية مستقلة . وهو يعتقد ان الانتفاضة الثالثة قادمة لا محالة . وستكون نقطة ضعفه الوحيدة هي رفع قضايا عديدة ومتواصلة ومن مختلف الجهات الفلسطينية والعربية والدولية ضده في المحاكم الدولية ليتم محاكمته كمجرب حرب . اقتصاديا - تورّط نتانياهو اذ ترك وزارة المالية لكنه عمل على توريط لبيد في ثلاث ازمات كبيرة وهي ازمة ميزانية الحريديم وازمة ميزانية المستوطنين وازمة ميزانية الجيش وهي ثلاثة الغام لا يستهان بها . ايديولوجيا - نحن امام جيل صهيوني جديد جرى انتاجه لقبول العنصرية والابارتهايد بشكل فج ولا يمكن اخفاؤه نجح نتانياهو في تشكيل الحكومة لكنها حكومة غير مضمونة النتائج ، وهذه اول مرة يتحالف فيها المستوطنون مع اليمين الوسط العلماني ، وقد يعتبر بعض المختصين ان هذا مكسبا للمستوطنين لكنه من جهة اخرى خسارة للاستيطان وسيكف حاخامات المستوطنات من الان فصاعدا عن ذكر ارض اسرائيل الكبرى ، ولا مندوحة عن تنازلهم الايديولوجي لقاء هذا التحالف . حكومة قوية وعضلاتها مفتولة لكن فيها ثلاث نقاط ضعف : اولا : كم من الضلوع تكسرت لنتانياهو خلال تشكيل هذه الحكومة ؟ فقد خسر المتدينين كحليف ثابت وخسر الكثير من امراء السياسة في اسرائيل مثل رؤفي ريفلين واريه درعي وايي يشاي والذين سيتسببون له بصداع دائم في السنوات القادمة . ثانيا : يدخل نتانياهو الحكومة وهو في خلاف واضح مع الادارة الامريكية الجديدة حول الاستيطان ، وفي الوقت الذي تقول فيه واشنطن ان الاستيطان يشكل عقبة امام حل الدولتين ذهب نتانياهو لتشكيل حكومة استيطان !!! ثالثا : لبيد وبينيت وغيرهم من الوزراء لا يملكون اي حل للضفة الغربية ، ويعتبرون القدس عاصمة اسرائيل الابدية ولكن نقطة ضعفهم جميعا ستكون الامم المتحدة فهؤلاء لن يتحملوا دعوات مقاطعة اسرائيل باعتبارها مارقة على القانون الدولي وكيان عنصري معادي للبشرية . وباختصار اوصي بمواصلة العمل في اروقة الامم المتحدة بكل قوة وعلى جميع الجبهات ضد المستوطنين وان تكون المستوطنات ه الجهة المستهدفة في كل نضالاتنا القادمة . حتى تتوسل اسرائيل للعالم التدخل لحل الدولتين . |