وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجميلات هن الاسيرات ...جارات قوس قزح

نشر بتاريخ: 18/03/2013 ( آخر تحديث: 18/03/2013 الساعة: 20:11 )
غزة- تقرير معا - على عكس الاستقبال الحار لحظة الإفراج والاحتفالات والزيارات التي تستمر لعدة أيام تعيش الاسيرات المحررات حالة من العزلة بسبب النظرة الخاطئة لهن.. لتنتهي قصص جميلة من الحب داخل الاسرة الى طلاق وعنوسة ووحدة.

معا تستعرض جزءا من معاناة الاسيرات المحررات واللواتي خضن تجارب نضالية ضد الاحتلال منذ بدء المقاومة الفلسطينية.

"مخربة":

"أنت مخربة يا زهية" هكذا وصف الزوج زوجته الاسيرة زهية نوفل التي قضت في سجون الاحتلال الاسرائيلي ثلاث سنوات بتهمة حيازة السلاح وايواء فدائيين في العام 1970.
|208530|
زهية التي اعتقلها الاحتلال وهي التي كانت تبلغ من العمر فقط ستة عشرة عاما قرر والداها أن يزوجاها على الفور بعد أن تكرر استدعاؤها من قبل المخابرات الاسرائيلية،،،، تزوجت من عربي بدوي وأنجبت طفلين هما وليام وصابرين.

وكان مصير زهية الطلاق رغم أنها أنجبت طفلين وذلك بعد أن عرف زوجها أنها كانت أسيرة محررة فتعرضت للضرب يوميا حتى وقع الطلاق وحُرمت من اطفالها.

النظرة الدونية:

أما وفاء البس التي اعتقلت في العام 2005، بعد أن كانت تنوي تنفيذ عملية فدائية، وحوكمت أنذاك بـ12 عاماً قضت منها سبعة أعوام، تعاني اليوم من التهميش والاقصاء مبينة أنها تعاني من حروق من الدرجة الثالثة في حين ترفض الجهات الحكومية التكفل بعلاجها.

وفي هذا الصدد تقول البس: "ابسط الحقوق التي يمكن ان اصل عليها كوني أسيرة محررة هي ان احصل على العلاج المناسب لحالتي"، مبينة أنها تواصلت مع عدد من المسؤولين في السلطة ولكنها لم تحصل على رد حتى الان وكأن شيئا لم يكن.
|208529|
وتعاني البس مما تصفه بالنظرة الدونية للمجتمع اتجاه الأسيرات المحررات، مبينة أن النظرة للاسيرة تقوم على انها انسانة "مغتصبة" وليست مناضلة وتقول: "أسأل هؤلاء إن اغتصبت الاسيرة فهل اغتصبت برغبتها أم وهي مكبلة اليدين؟".

أبواب مقفلة:

فاطمة الزق تركت وراءها ثمانية اطفال وزوجها وتوجهت لعمل فدائي دون أن تعلم أنها حامل، بيّنت أن الأسيرة بعد خروجها من السجن تقفل في وجهها جميع الابواب وتصبح متسولة لحقوقها.
|208526|
وأضافت الزق التي انجبت أصغر أسير فلسطيني "يوسف ذات الخمس سنوات" إن الاسيرة تعاني بعد التحرر من ظلم المجتمع لها وعدم اعطائها حقوقها.

وتقول الزق: "نحن لا نمن على أحد اننا افنينا زهرات شبابنا في السجون فداء للوطن ولكننا نرجو أن لا تقفل الابواب في وجهها وهي التي وقفت في الطابور الاول للنضال".

زواج الوطن:

أما ريا الرجوبي التي تقدم لخطبتها أحدهم انسحب بمجرد أن علم أنها أسيرة محررة، فقررت بدورها ان تبقى للوطن والنضال وعزفت عن الزواج، مبينة ان نظرة المجتمع للأسيرة المحررة نظرة سيئة تتسبب بالإحراج لذويها أمام الجيران والأهل.
|208525|
وقضت ريا في السجون ثلاث سنوات بتهمة المقاومة ومساعدة الفدائين في العام 1969، مبينة أن النظرة السيئة للاسيرة المحررة طالت ايضا عدم تسجيلها في الصليب الاحمر.

الزوجة الثانية ثم الطلاق:

الطلاق كان نصيب الاسيرة المحررة دلال أبو قمر التي رضيت أن تكون الزوجة الثانية بعد تحررها من الأسر في العام 1982 وهي التي تتبع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مبينة أن العنوسة والزوجة الثانية والطلاق هو مصير الاسيرة المحررة بعد خروجها من السجن.

وقالت أبو قمر: "لم يكن أحد يتقدم لخبطة الاسيرة المحررة لكونها ناضلت من اجل الوطن فكانت النظرة الينا سوداء وانا واحدة من تلك النساء اللاتي دفعن ثمن النضال بالطلاق بعد أن انجبت اثنين من الاطفال".