|
بهاء بعلوشي لصحيفة معاريف : نحن نقترب من قتلة اطفالي وسنعثر عليهم ونأخذ ارواحهم اينما كانوا
نشر بتاريخ: 23/03/2007 ( آخر تحديث: 23/03/2007 الساعة: 22:19 )
بيت لحم - معا- لم يفقد ضابط المخابرات الفلسطينية الذي اخترق اكثر من 240 طلقة نارية سيارته لتصرع اطفاله الثلاثة ، لم يفقد الامل في تعقّب الجناة وانزال العقاب العادل بهم وبدا مصمما على ذلك مؤكدا بانه لن يعدم الحيلة والوسيلة لتحقيق العدالة.
وقال بهاء بعلوشه خلال مقابلة مع الصحافي عميت كوهين من صحيفة معاريف بانه مقتنع بعدم قدرة قتلة الاطفال على الافلات من العقاب مؤكدا بانهم سيتبعونهم حيث ذهبوا وحلوا الا ان يوقعوا بهم . ولا يغفل بهاء العودة على ذكر اسماء اطفاله الثلاث كلما سنحت الفرصة حيث يذكر اسماء اسامة واحمد و سلام، وكأنه يخشى عليها الضياع والنسيان وكذلك كانت زوجته ام اسامة " ليندا " تجلس في الغرفة حيث تجري المقابلة وقد اعتراها التوتر الممزوج بالاستعداد والجاهزية بعد ان تحولت صدمتها الى حزن عميق يتحول بدوره الى غضب هادر لا يعرف حدود رغم محاولتها الجادة في الحفاظ على تماسكها . وبدأت ليندا حديثها وقد غطى وجهها الغاضب منديلا تقليديا ترتديه النساء الفلسطينيات عن ابنها اسامة وقالت " لقد كان في الثامنة من عمره وقد فاق عمره العقلي سنوات عمره الزمنية لقد تعلق بالحواسيب والتكنولوجيا ، لقد كان اذكى من العادي" . اما احمد فقد قتل قبل شهر من عيد مولده السادس ، لقد كان قريبا من بلوغ الست سنوات ، لقد كان اقربهم الى قلبي ، لقد كان طيب القلب جميل الطلعه وذكي ، لقد ساعدني في جميع اعمال المنزل ، اما سلام فقد كان في الثالثة من عمره ورغم صغر سنه تطوّرت بيننا لغة مشتركة لقد اصبح قادرا على طلب ما يريد لقد اخذوا مني حلمي الكبير وغادرت الفرحة جنبات هذا المنزل." تسكن عائلة بعلوشه حاليا في رام الله لقد تركت غزة الى اهلها لكنها تؤكد بان عودتها الى هناك حتمية ، ليندا في مراحل حملها الاخيرة وقالت وقد فركت كفيها " الحياة يجب ان تستمر ". واضافت : لا اريد ان تعتقدوا ان الامر عند العرب لا يعني غير الولادة والولادة فقط ، يجب ان تتغير الامور عندنا لانه حيث يغيب القانون يختفي الامل . ورفض بهاء بعلوشة رغم علاقاته المتشعبة مع الاجهزة الامنية الاشارة باصبع الاتهام الى جهة معينة الا انه خضع في اخر الامر واسرّ ببعض اماله وقال " بهاء بعلوشة قريب منهم اكثر مما يعتقدون ا ويقصد القتله لا يهمني كم عدد القتلة واين يختفون ولا يهمني الحماية او الحصانة التي يتمتعون بها سواء سياسية او عسكرية سنصل اليهم سواء كانوا في اعلى الابراج او اعمق الابار وسنأخذ ارواحهم ". واضاف بهاء بعلوشه الذي تعرض لثلاث محاولات اغتيال " حين فشلوا في اغتيالي اختاروا الهدف السهل - الاطفال الابرياء ". بهاء بعلوشه مقتنع تماما بان قتل اطفاله كان امرا مقصودا وليس خطأ وقال " انا اسافر في سيارة جيب وليس في السيارة التي قتلوا فيها اطفالي اضافة الى ان الاطفال لعبوا حول السيارة قبل ان يستقلوها اي انه كان بامكان اي شخص رؤيتهم ". واعادت ليندا رسم الصورة القاتلة للحدث المفجع وقالت " سمعت اطلاق نار كثيف واعتقد ان موكب الرئيس او شخص مهم اخر يمر من المكان ، لقد كان اطلاق نار لم اسمع مثله في غزة جميع الكبار الذين قتلوا لم يصب ايا منهم بهذا العدد من الطلقات لقد اكد التحقيق ان 18 شخصا اشتركوا في الهجوم وغرسوا 240 طلقة في سيارة السكودا البيضاء التي اقلّت اطفالي ". واضافت ليندا لقد شاهد بهاء عملية اطلاق النار منذ اللحظة الاولى ودخل الى غرفة نومي وقال " لقد قتلوا الاولاد" واستطعت ان اشاهد النهاية عبر النافذه لقد قتلوهم امام اعيننا ولو ارادوا ان لا نشاهد موت اطفالنا لانتظروهم حتى يختفون عن الانظار ". واختتمت ليندا حديثها القاسي والمحزن بالقول " حين اتحدث عنهم لا اتحدث بصفتي فلسطينية فالام الاسرائيلية ايضا تشعر باطفالها وتتحسسهم حين تفقدهم جميعنا امهات لا فرق في الدين او الدم او العرق . وحين استبد فيها الغضب قالت ليندا " اريد عقاب القتلة باقصى الطرق الممكنه " العين بالعين والسن بالسن هذا ما قالته احدى اقرباء العائلة التي اشتركت في نهاية الحوار . |