وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غنيم:ارتفاع معدلات انحراف الشباب في التخابر امر في غاية الخطورة

نشر بتاريخ: 18/03/2013 ( آخر تحديث: 18/03/2013 الساعة: 19:08 )
غزة- معا – قال نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ان ما يشهده قطاع غزة من ارتفاع في معدلات انحراف الشباب والاستمرار في ظاهرة التخابر مع الاحتلال، امرا في غاية الخطورة وهو ليس وليد اللحظة، وان وراء هذه الظواهر اسبابا يجب الوقوف عندها والتعامل معها بجدية وواقعية للتمكن من اجتثاثها .

وقال غنيم في تصريح وصل "معا"، "ان الاحتلال وممارساته سببا رئيسيا في ذلك لكن لا يجوز ان نعلق كل هذه الاسباب على مشجب الاحتلال
دائما، فهناك ما هو داخلي يساعد على تنامي هذه الظواهر كواقع الفقر والبطالة والإحساس بالإحباط وفقدان الأمل، والشعور بتدني مستويات العدالة، والتمييز وانسداد الافق السياسي المرتبط باستمرار حالة الانقسام الكارثية، وتراجع مستويات الانتماء للوطن بسبب العديد من الممارسات التي تجعل الكثيرين غرباء في وطنهم، وضعف التعبئة العامة بما يعزز الانتماء للمجتمع والقيم الوطنية النبيلة وتنامي نزعة الفئوية والعشائرية والبحث عن الخلاص الذاتي، والإحساس بعقدة النقص مقارنة بالآخرين وبخاصة تجاه دولة الاحتلال وما يعرفه وعاشه الكثير من ابناء شعبنا خلال احتكاكهم بالإسرائيليين، هذه التفاصيل وغيرها هي مفرخة الانحدار الشبابي نحو ظواهر الانحراف التي تشكل في كثير من الاحيان مقدمة نحو الوقوع في براثن العمالة ومصائبها ".

واوضح غنيم بان لا مبرر اطلاقا للانزلاق نحو عار التخابر مع اجهزة الاحتلال الاسرائيلي، مهما كانت الاسباب والدوافع، موضحا ان على الجميع ان يرى الواقع المجتمعي بموضوعية، كذلك حال الناس والتباين في اوضاعهم ووعيهم ومستوى ارادتهم وصمودهم، مشيرا الى ان اعتقال ومحاسبة المتورطين بممارسات انحرافية وجنح اخلاقية وفقا للقانون، والمرتبطين بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، امر ايجابي، لكنه لا يحقق لوحده النتائج المرجوة التي يجب ان يكون عليها حال شعبنا .

وتساءل غنيم " ان كان الاحتلال الاسرائيلي يستهدف تدمير مجتمعنا، فكيف لنا ان نحميه؟ فمثلا لا يعقل ان نُحمل الاسرائيليين ظاهرة انتشار الحبوب المخدرة وبخاصة الاترامال بين أوساط الشباب بشكل جنوني ؟ ولا يمكن ان نلقي باللوم على الاحتلال بتراجع انتماء الفرد للمجتمع وللانتماء الوطني بسبب ممارسات داخلية تحتاج لتصويب؟ ولا يمكن ان نحمل اطرافا خارجية ما يعانيه المواطنون من احساس بمحاصرة الحريات وإساءة للكرامة الشخصية، والتمييز بين ابناء المجتمع بسبب الانتماء او بسبب قربهم او بعدهم ممن يديرون حال بلادنا ؟

وحذر غنيم من استمرار الحال على ما هو عليه سيعمق الازمة القيمية في المجتمع وسيزيد من معدلات الانحراف وبخاصة بين اوساط الشباب، وسيزيد ذلك من اعداد المرتبطين بأجهزة الاحتلال، إما بسبب الحاجة، او انتقاما من الوضع القائم، وإما ضعفا في حالة التحصين الامني .

وأكد ان أولى الخطوات التي يجب ان نسير نحوها كفلسطينيين للحد من ظاهرة الانحراف المجتمعي بكافة انواعه يتمثل في توفير الحاجات الاساسية للشعب وصون كرامته الجماعية والفردية ونشر الحريات التي كفلها القانون ووقف سياسة التمييز والمحاباة وفتح افاق الامل امام كافة فئات الشعب ورفع مستوى الانتماء للوطن وتحصين الجميع بكل ما يلزم لتجنيبهم الوقوع في مثالب الانحراف وتداعياته .

ورأى غنيم ان المقدمة الاساس لكل ذلك هو انهاء حالة الانقسام، والتفرغ لما يحقق ذلك في اطار استراتيجية وطنية تلبي بعدالة حاجات الفئات المجتمعية وبخاصة الشباب، كما تحقق هدف تعزيز الانتماء الوطني، وتقارع الاحتلال في كافة الميادين بما في ذلك ارساء الاسس الوقائية لاجتثات ظاهرة الاسقاط الامني بكل ابعادها .