وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سجود.. تحلم بأن تكون جميلة كصديقاتها

نشر بتاريخ: 19/03/2013 ( آخر تحديث: 19/03/2013 الساعة: 22:14 )
غزة- معا - يتساءل أطفال ضحايا الحرب الاولى على غزة لعام 2009 عن سبب نسيان العالم لهم، وبعد أن سلموا بقدرهم، يطرحون اسئلة أكثر اثارة، نعيش بفقر ونكافح من اجل البقاء، وأمنياتنا أن ننعم بطفولة هادئة كباقي أطفال العالم ومع ذلك فإن الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على غزة يستهدفهم بطائراته ودباباته، ليسرق منهم أمل مستقبلهم ويسلب حاضرهم ويحرمهم مستقبلهم.

الطفلة سجود سامي جندية ابنة الـ (7 سنوات) كان لها مع العدوان الاسرائيلي لعام 2009 حكاية تسببت بتشوه خلقي لها، عندما كانت الأم انتصار جندية (38 عاما) تعد لأطفالها الصغار العشاء أثناء انقطاع التيار الكهربائي وسماع دوي الانفجارات المتتالية وصوت القصف الاسرائيلي الذي أرعب أطفالها، مما أدى إلى سكب الزيت الحار على الطفلة سجود ابنة العامين في تلك الفترة حيث أبصرت مستقبلها على مأساتها بحرمانها من التمتع بحياتها كباقي الاطفال من عمرها.

وبكلمات اعتصرها الألم والخجل تقول سجود "أنا كان نفسي أشوف حالي قبل ما أتشوّه، صاحباتي في المدرسة كل يوم بيسألوني انتي ليش صار فيكي هيك.. انتي ليش مش زينا.. أنا نفسي أكون حلوة زيهم".
|208751|
والدة الطفلة تسرد لـ معا حكاية ابنتها التي كلما نظرت إليها زاد الألم وتأنيب الضمير تجاهها، قائلة "في أثناء الحرب الإسرائيلية كنت أقوم بإعداد الطعام لأطفالي على ضوء الشمعة وما أن سمع أول انفجار أثناء تجدد القصف الاسرائيلي فزع أطفالي الأمر الذي أدى إلى انسكاب الزيت الحار على وجه ابنتي سجود حيث لم تبصر عيناها ولم تعِ ماهية شكلها الحقيقي قبل أن تتشوه..".

وتتابع بكلمات اعتصرها الألم والدموع على حال ابنتها "بعد أن رأيت ابنتي بهذه الحالة لم أتقبل في بداية الأمر النظر في وجهها بعد ما حل بها وكنت من شدة الصدمة أتهرب من زيارتها في المستشفى، ولكن سرعان ما لملمت وجعي لأكون قادرة على الوقوف بجانبها وأشد من أزرها بتقبل قدرها الذي قضى على طفولتها قبل أن تبصرها".

وتوضح جندية أن سجود خضعت لثماني عمليات تجميل بمستشفى الشفاء الطبي لكن جميعها باءت بالفشل نظرا لضعف وقلة الامكانيات بالمقارنة مع إمكانيات الدول المتقدمة.

أما الاب سامي جندية (47 عاما) يصف حادثة ابنته بأنها من أصعب المصائب التي حلت به، لانه إلى حتى هذه اللحظة لم يستطع أن يرجع البسمة لشفاه ابنته بأصطحابها لأحدى الدول المتطورة في مجال العمليات التجميلية نظرا لظروف مرضه بالإضافة إلى أنه عاطل عن العمل.
|208750|
ريم جندية (17 عاما) الاخت الكبرى لسجود تقول "على الرغم من صعوبة وضع اختي إلا انها متفوقة في دروستها وتواظب على واجباتها وعلى الرغم من وضعها إلا أنني لا أشعر أنها تعيش حالة من النقص بفعل إرادتها وإمكانياتها ونسبة ذكائها وتحصيلها العلمي في المدرسة".

وفي مشهد أخير أستوقفني لسجود وهي تمسك بيديها الصغيرتين مرآتها لتهذب ما تبقى من خصلات شعرها مرسومة على محياها بسمة تحمل الخجل والحيرة من مستقبل لا تدري ما هو قدرها فيه.. هل سترافقها ملامح وجهها هذا إلى آخر أيام حياتها أم سيهديها مستقبلها أيام أفضل من التي عاشتها في صغرها وتجد من يرجع البسمة على شفتيها.