وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كم بلغ حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ إقامتها وحتى 2012 ؟

نشر بتاريخ: 20/03/2013 ( آخر تحديث: 21/03/2013 الساعة: 08:46 )
بيت لحم- معا- بدأت المساعدات الأمريكية بالتدفق على إسرائيل منذ العام 1949 وكانت بداية الأمر مساعدات مخصصة للأمور الأساسية مثل شراء المواد الغذائية واستيعاب المهاجرين اليهود لتتوسع عام 1959 لتشمل الجانب العسكري.

وكانت المساعدات الأمريكية " رمزية " بعض الشيء حيث بلغ حجمها عام 1949 حوالي 100 مليون دولار لتسجل أرقاما كبيرة بعد حرب أكتوبر عام 1973 وتوقيع اتفاقية السلام مع مصر حيث تم تخصيص مبالغ كبيرة لما سمي حينه بنقل القواعد العسكرية الإسرائيلية التي كانت قائمة في سيناء وبناء قواعد جديدة داخل إسرائيل ومنذ ذلك الحين حددت قيمة المساعدات الأمريكية بـ 3 مليار دولار سنويا منها 1:8 مليار دولار مساعدات عسكرية و 1:2 مليار مساعدات مدنية .

وقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي " نتنياهو " عام 1998 حملة لإلغاء المساعدات المدنية وتحويل قيمتها للمجال الأمني والعسكري بواقع 2:5-3 مليار دولار سنويا .

ويقوم " التعاون" الإسرائيلي - الأمريكي على اتفاقية موقعه بينهما تحمل اسم " اتفاق التعاون الاستراتيجي " تحولت إسرائيل بموجب الاتفاق ووفقا لتقرير أصدره الكونغرس الأمريكي في الفترة الأخيرة إلى اكبر متلقية للمساعدات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية .

ورغم الانطباع السائد والقائل بان العلاقات الإسرائيلية الأمريكية نابعة من ضغوط يمارسها اللوبي المؤيد لإسرائيل والوعود التي يتم تقديمها خلال الحملات الانتخابية الأمريكية تملك الولايات المتحدة مصالح إستراتيجية تقضي بالحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل وفقا للملحق الاقتصادي لصحيفة هأرتس " العبرية المعروف باسم " The Marker" الذي نشر تفاصيل المساعدات الأمريكية في عدده الصادر اليوم "الأربعاء" .

ووفقا لأقوال السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن ووزير جيشها الأسبق "موشيه ارنس" المساعدات الأمريكية المقدمة لإسرائيل نابعة أساسا من مصالح أمريكية إستراتيجية وليس نتيجة ضغوط يمارسها اللوبي اليهودي الأمريكي المؤيد لإسرائيل فالعالم الذي نعيش فيه يظهر بان الاشتراك بالقيم ذاتها تؤدي بالضرورة لمصالح مشتركة حيث تمتلك الولايات المتحدة بوصفها دولة ديمقراطية علاقات جيدة مع دول ديمقراطية أخرى تجلت في بعض جوانبها بعلاقات اقتصادية وعسكرية وخلال الحرب الباردة وقفت إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة وألان تعتبر إسرائيل أفضل شركاء أمريكا في الحرب على الإرهاب ".

ورغم أن غالبية المساعدات الأمريكية حوالي " 70%" منها مشروطة أو مخصصة لتلبية الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية من إنتاج شركات أمريكية فان " ارنس" لا يرى تبيعه إسرائيلية لأميركا كونها تتلقى المساعدات منها، وأضاف قائلا " تشكل المساعدات الأمريكية حوالي 2% فقط من مجموع الناتج الإسرائيلي المحلي وهذا لا يعني أمرا لا يمكننا الاستغناء عنه والمساعدات عبارة عن هدية ليست مطلقة إذ يتوجب علينا إنفاق جزء كبير منها داخل الولايات المتحدة الأمر الذي يثير خلافات واختلافات داخل مجمع الصناعات الأمنية الإسرائيلية الذي يعتبر الأمر تميزا سلبيا ضده وأقول لم يدعون بان إسرائيل ونتيجة المساعدات مرتبطة ومعلقة بالنوايا الحسنة للولايات المتحدة بان هذا القول غير صحيح ".

وأضاف " ارنس" منذ ستينيات القرن الماضي خصصت المساعدات الأمريكية لشراء منتجات أمنية أمريكية حيث كانت الميزانية الأمنية الإسرائيلية عنصرا هاما لم ترغب الولايات المتحدة بخسارته لصالح دولة أخرى "خدم قانون المساعدات العسكرية الأمريكية مصالح الطرفين وكذلك خدم الصناعات العسكرية الامريكية وفي مرحلة معينة كانت المساعدات عبارة عن قروض لتتحول في ثمانينات القرن الماضي فقط إلى هبات " قال "ارنس" .

وبالارقام بلغ حجم المساعدات الأمريكية المقدمة لإسرائيل منذ عام 1949 وحتى نهاية 2012 860 مليار شيكل أو ما يعدل112 مليار دولار أمريكي وشكلت منذ عام 1950-2012 4% من مجموع النتاج المحلي الإسرائيلي .

وسجلت سبعينيات القرن الماضي اعلى مستوى للمساعدات الأمريكية وكانت السنوات الثلاثة التي فصلت بين حرب أكتوبر 1973 وتوقيع كامب ديفيد 1979 أكثر السنوات حظا في مجال المساعدات الأمريكية التي فاقت خلال الفترة المذكورة كل المستويات السابقة حيث منحت الإدارة الأمريكية اكبر مساعدة في تاريخ المساعدات بواقع 15:7 مليار دولار في سنة واحدة وذلك وفقا لأسعار الدولار الحالية " 2013 " او ما يعادل 4:7 مليار دولار بأسعار الصرف خلال سبعينيات القرن الماضي كما منحت الإدارة الأمريكية إسرائيل عام 1974 مساعدات بقيمة 2:6 مليار دولار بأسعار الصرف في حينه أو ما يعادل 12:5 مليار بأسعار العام الحالي وذلك لإعادة وترميم قوة الردع الإسرائيلية التي تضررت كثيرا نتيجة حرب أكتوبر وحولت الإدارة الأمريكية عام 1976 مساعدة سخية بقيمة 2:3 مليار دولار بأسعار الصرف حينها او ما يعادل 9:6 مليار بأسعار اليوم .

وأخيرا جاءت هذه الأرقام استنادا لمعطيات تقرير الكونغرس الأمريكي تلك المعطيات التي لم تشمل ضمانات قروض أمريكية قدمتها الإدارة الأمريكية خلال السنوات القليلة الماضية إلى إسرائيل بقيمة 19 مليار دولار إضافة إلى عدم شمولها لتوريد فائض الأسلحة الأمريكية وتحويلها للجيش الإسرائيلي.

وتواصل نسبة المساعدات الأمريكية من قيمة الناتج المحلي الإسرائيلي انخفاضها حيث انخفضت هذه النسبة عام 2012 إلى 1:2% فقط ولا يعود هذا الانخفاض إلى تراجع حجم المساعدات الأمريكية بل إلى ارتفاع الناتج المحلي الإسرائيلي.