وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مفوضية الأسرى والمحررين بفتح توجه رسالة إلى أوباما

نشر بتاريخ: 21/03/2013 ( آخر تحديث: 21/03/2013 الساعة: 09:46 )
غزة-معا- أكدت مفوضية الأسرى والمحررين بحركة فتح في قطاع غزة على حق أبناء الشعب الفلسطيني من الأسرى الفلسطينيين في الحرية والحياة الكريمة أسوة بباقي شعوب العالم .

جاء هذا في رسالة مفوضية الأسرى والمحررين بحركة فتح في قطاع غزة التي وجهتها عبر وسائل الإعلام للرئيس الأمريكي باراك أوباما وكانت الرسالة على النحو التالي :

"باديء ذي بدء نبارك فوزكم بولاية جديدة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية متمنين أن تكون ولايتكم الجديدة أملا للشعوب المقهورة والمضطهدة في العالم وإننا نبعث لكم برسالتنا هذه الموقعة بسيل الدموع والقهر والصبر النازف من عيون وقلوب وعقول أهالي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي والذين تتجاوز أعدادهم أكثر من 4800 أسير فلسطيني " شبابا وشيوخا ونساءا وأطفال " .

إن الأعراف والمواثيق والقوانين والإتفاقيات الدولية والإنسانية قد أكدت على حق الشعوب في الحرية والكرامة والتخلص من الإحتلال وإن شعبنا الفلسطيني يرزح تحت الإحتلال منذ أكثر من 64 عاما وهناك أسرى حرية تفنى زهرات شبابهم وأعمارهم في السجون الإسرائيلية حيث يمضي أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية أكثر من 30 عاما وعدد الأسرى المعتقلين منذ ما قبل إتفاق أوسلو 111 أسير فلسطيني .

إن أسرانا الذين تتجاوز أعدادهم أكثر من 4800 أسير فلسطيني ومن بينهم 14 أسيرة وقيادات ورموز وأعضاء البرلمان ونواب الشعب الفلسطيني المختطفين يموتون ببطء في السجون الإسرائيلية الغير قابلة للحياة الآدمية حيث الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية في العلاج والزيارة والتعليم والكانتينة ومتابعة الإعلام أو التواصل مع العالم الخارجي إلى جانب تكريس سياسة الإعتقال الإداري طويل المدى وتجديد الإعتقال الإداري وفرض الغرامات والعزل والعزل الإنفرادي والقمع المتواصل واقتحام القوات الإسرائيلية الخاصة لغرف الأسرى واستخدام أكثر من 170 أسلوبا لتعذيبهم منذ اللحظة الأولى للإعتقال إلى جانب سياسة الإبعاد التعسفية واحتجاز الأسرى بعد انتهاء مدة محكومياتهم والإنتهاك المتواصل للإتفاق الذي أبرم بين إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وقيادة الأسرى والإضراب في السجون .

لم يجد الأسرى غير أمعائهم الخاوية في مواجهة المخرز الإسرائيلي لانتزاع حقهم الإنساني في الحرية والكرامة والحياة الكريمة فلقد أتم الأسير سامر العيساوي في إضرابه المفتوح عن الطعام نصف عام وأكثر تعبيرا واحتجاجا وتنديدا بالسياسات العدوانية الإسرائيلية ولا حراك يا صاحب تمثال الحرية .

لقد قدمت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الإحتلال الإسرائيلي 207 من الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم إما بقتل مباشر أو غير مباشر أو في أقبية التحقيق والتعذيب الإسرائيلية أو بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين .

الرئيس أوباما / إن أهالي الأسرى الفلسطينيين يرحلون ويفارقون الحياة بصمت دون لقاء أخير مع أحبتهم وأبنائهم الأسرى ونتيجة للضغوطات والأمراض النفسية والجسدية التي تصيبهم بسبب السياسات العنصرية الإسرائيلية في حرمانهم من أحبتهم ومن أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها الأعراف والمواثيق والإتفاقيات الدولية والإنسانية وفي مثل هذا اليوم 21 آذار 2009 كانت قد رحلت عن الحياة الحاجة أم غازي النمس وكانت تحلم باحتضان فلذة كبدها ولو لمرة واحدة ورحل عن الدنيا قبل أيام قليلة والد كريم يونس وهو أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية كما ورحلت قافلة طويلة من الآباء والأمهات والأبناء وها هي والدة الأسير المقدسي البطل سامر العيساوي تستصرخ كل الضمائر والرؤساء والزعماء والمؤسسات الدولية والإنسانية لإنقاذ وليدها وإعادته حيا وحرا فأي عيد للأمهات الفلسطينيات تهدونه يا صناع تمثال الحرية .

إن حق الشعوب في الحرية والكرامة والإستقلال يقتضي قيام الدول العظمى وصاحبة القرار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالإنتصار لحقوق الإنسان ولو مرة واحدة خاصة وأن حقوق الإنسان باتت تداس تحت أسنة القرارات والقوانين العنصرية وتصرف إسرائيل وكأنها فوق القانون .

الرئيس أوباما
ختاما فإننا نؤكد بأن من يرفض لقاء أبناء الأسرى وأطفالهم من الرؤساء وخاصة ممن يستظلون بتمثال الحرية في أمريكا فإنهم لم يرقوا بعد لرمزية التمثال وما يحمله من معاني الحرية والإنسانية وهنا فإننا نجد لزاما علينا أن نذكركم بأن الرئيس الأمريكي الذي سبقكم " بيل كلينتون " كان قد التقى بمجموعة من أطفال الأسرى ورسم أمام أعينهم وفي آذانهم وأذهانهم وقلوبهم حلما بعودة آبائهم أحياءا من السجون الإسرائيلية وهاهم أطفال الأسرى كبروا وتزوجوا وأنجبوا وما زالوا ينتظرون منذ العام 1998 أن يتحقق حلمهم ولكن يبدو أن سياسة الكيل بمكيالين ودعم العنصرية الإسرائيلية هي السائدة ولو على حساب أوجاع الأطفال الصغار المحرومين من حنان الأب والأم والأحبة وعليه فإن الأطفال وأهالي الأسرى والأسرى المحررين الذين ما زالت تلاحقهم الأمراض التي أصيبوا بها أثناء الأسر والذين ما زالت تلاحقهم التهديدات بالإعتقال أو الإغتيال وعموم الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وبمختلف ألوان الطيف الفلسطيني ليؤكدون جميعا على أن حرية الشعوب لن تكتمل ما دام الشعب الفلسطيني معتقل في وطنه وفي السجون الإسرائيلية ونؤكد أيضا على أن تمثال الحرية في أمريكا لن يأخذ رمزيته وسيكون دائما فارغ من رسالته ومضمونه ما دام الشعب الفلسطيني يرزح في قيود السجن والإحتلال الإسرائيلي".