وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعيدا عن عدسات الكاميرات- ماذا قال أوباما لـ نتنياهو؟

نشر بتاريخ: 21/03/2013 ( آخر تحديث: 24/03/2013 الساعة: 09:06 )
بيت لحم - معا - انشغلت وسائل الإعلام الاسرائيلية منذ وطأت قدما الرئيس الامريكي باراك اوباما مطار "بن غريون" بتتبع أدق التفاصيل، بدءا من تحية رئيس إسرائيل مرورا بالعبارة التي قالها أوباما باللغة العبرية وصولا إلى خلعه جاكيته بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ومن ثم تبعه رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو بخلع جاكيته أيضا.

وانشغلت وسائل الإعلام بالتحليل للكلمة القصيرة التي القاها في المطار وكذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده من نتنياهو مع نهاية الاجتماع الثنائي، وركزت وسائل الاعلام على بعض المقتطفات من المؤتمر الصحفي والتي أظهر فيها دعما كبيرا لاسرائيل، وكذلك اعترافه الضمني بالدولة اليهودية وعمق ارتباطها التاريخي على عكس خطابه في القاهرة بعد فوزه بالرئاسة للولاية الاولى.

ويمكن حصر النقاط الاساسية التي تناولها الرئيس الامريكي مع نتنياهو في ثلاث قضايا وفقا للاعلام الاسرائيلي:
النووي الايراني والذي ظهر وفقا للمؤتمر الصحفي والتحليلات اختلاف بين الجانبين واتفاق، الاتفاق يكمن بخطر السلاح النووي الايراني وضرورة عدم امتلاكها السلاح النووي، الاختلاف يكمن في كيفية التحرك ومتى، اسرائيل تريد التحرك وتدمير المفاعلات قبل ان تصل لحد تخصيب اليورانيوم ليكون جاهزا، الولايات المتحدة تريد التحرك عندما تحاول ايران انتاج القنبلة النووية.

الشأن السوري، وهذا الملف يوجد عليه اتفاق وخلاف أيضا، فاسرائيل تريد تدخلا عسكريا امريكيا وبدعم دولي لتدمير السلاح الكيماوي اليوم قبل غدا، في الوقت الذي لا تحبذ الولايات المتحدة التدخل العسكري وتدعم جهات وأطراف داخل سوريا وفي محيطها لاسقاط بشار الاسد، وتتفق مع اسرائيل وتخوفاتها من وقوع السلاح الكيماوي في يد جماعات متطرفة تشكل تهديدا على اسرائيل ومصالح الولايات المتحدة.

الموضوع الفلسطيني، والذي لم يحمل كثيرا من التحليل كون الرئيس الامريكي سيلتقي اليوم القطب الثاني من المعادلة في مدينة رام الله، وسيأخذ مزيدا من التحليل اليوم وغدا، ومع ذلك فقد أكد بعض المحللين ان هذا الموضوع بحث وسيتم بحثه بشكل جدي في هذه الزيارة.

ليس مهما حسب بعض المحللين ما ظهر من اختلاف في المؤتمر الصحفي ولا موقف نتنياهو عندما قال :" أنه من حقنا الدفاع عن انفسنا ونحن دولة حرة ومستقلة"، وليس مهما ما رد الرئيس الامريكي الذي أكد على هذه الحقيقة، ولكنه أضاف "يجب أن ياخذ في عين الاعتبار القدرات الحقيقية وما تستطيع القيام به".

هذا ما دفع بعض المحللين للقول ان الاجتماعات المغلقة هي التي تقرر وتحدد، وقد ذهب بعيدا محلل على القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي الذي قال "لا أريد ان اصدم الجمهور الاسرائيلي، ولكن الرئيس الامريكي لم يأت ليبحث الموضوع الايراني مع نتنياهو، جاء ليقول له الموقف الامريكي، بعدم التحرك نهائيا دون موافقتنا"، وتابع القول ان نتنياهو يدرك تماما هذا الامر كما أدركه كافة رؤساء الحكومات الاسرائيلية منذ قيام "الدولة".

وذكّره بزيارة الرئيس الامريكي كارتر عام 1979 والتي تم نشر وثائق الحكومة الاسرائيلية قبل ايام فيما يتعلق بهذه الزيارة، حيث قال كارتر لرئيس وزراء اسرائيل بيغن "يجب ان توقع على هذا الاتفاق اليوم والا لا يوجد اتفاق"، فرفض وغضب بيغن من هذا الأمر من الرئيس الامريكي، ولكن بعد 15 يوما كان بيغن يوقع في واشنطن على اتفاقية السلام مع مصر مع انور السادات.

وأضاف هذا المحلل والذي اتفق معه في جزء كبير من التحليل الصحفي الاسرائيلي الشهير دان مرغليت، أنه من المعروف ان الادارة الامريكية والرئيس لهما الموقف الحاسم، ولا يمكن لاسرائيل ان تستمر دون الموقف الامريكي والدعم الامريكي، وهذا ما يؤكد في النهاية ان ما يقوله الرئيس في الاجتماع المغلق هو الذي يتم تطبيقه، تدخل هنا الصحفي دان مرغليت قائلا "صحيح ولكن يوجد تأثير للموقف الاسرائيلي دائما على الرؤساء الامريكيين" .