وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشقيقتان رانيا وغادة... عندما يكون للنجاح طعم اخر

نشر بتاريخ: 23/03/2013 ( آخر تحديث: 23/03/2013 الساعة: 10:22 )
غزة - خاص معا - الشقيقتان رانيا وغادة جندية تجسدت فيهما كل معاني النجاح والتصميم والإرادة لتحقيق أحلامهما للوصول إلى مبتغاهما على الرغم من إعاقة ولدت معهما، حيث فقدتا حاسة البصر لمرض الم بهما دون سابق انذار، الا انهما تمردتا على الاعاقة وسجلتا قصة نجاح يمكن ان يعجز المبصرون عنها.

والدتها ام وليد جندية "64 عاما " تسرد لـ معا قصة البداية لهؤلاء الفتيات فتقول : "بناتي ولدتا مكفوفتين بسبب ارتفاع ضغط الدم على المخ، ما يعرف بـ "jelcoma" فمنذ ولادتهما، وأنا أذهب بهم إلى المستشفيات داخل أراضي الخط الاخضر وبالتحديد مستشفى هداسا".

|209268|وتابعت: "بعد أن فقدنا الأمل في إمكانية تماثلهما للشفاء وإعادة البصر لهما، كنت قد أخذت على عاتقي تحمل مسؤوليتهما في مراعاتهما وتوفير جميع متطلباتهم الحياتية وخاصة عندما قمت بتسجيلهم في مدارس خاصة للمكفوفين، وعلى الرغم من إعاقتهم إلا أنهم كانوا يحصلوا على المراتب الاولى بامتياز على مستوى الدراسة والتحصيل العلمي".

غادة جندية البالغة من العمر "36" عاما" تقول لـ معا : "عندما استطعت أن أنهي دراسة الثانوية العامة كان لي حلم أن أنتسب لكلية اصول الدين بجامعة الأزهر، وعندها بدأت العمل جاهدة من أجل أن أتميز في دراستي الجامعية وأن أنهيها بتقدير جيد جيدا".

وتضيف: "عندما أنهيت دراستي الجامعية لم أتوقف عن اكتساب المعارف والعلوم التي تفيدني في مجالات الحياة وقمت بالانتساب إلى عدة دورات منها دورة ICDL ودورة تثقيف مجتمعي وتنموي ودورة في مجال فن التواصل والاتصال ودورة في الصحافة والإعلام".

لم تقف غادة عند إعاقتها ولم تثنيها من مواصلة حياتها الطبيعية كأي إنسان طبيعي في مشهد أدهشني عندما رأيتها جالسة على جهاز الحاسوب الناطق الخاص بها تتواصل مع أصدقائها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة كـ "الفيس بوك والتويتر والسكايب" وتقوم بدعوتهم لمشاركتها في إبداء رأيهم في مجموعتها الخاصة على "الفيس بوك".

أما الأخت رانيا جندية والتي تصغرها بـ 10 سنوات أنهت دراسة الشريعة والقانون بالجامعة الاسلامية، كان لها مشهدا أخر للتغلب على تحدياتها فتقول "اعاقتي لم تكن أبدا عائقا أمامي فنا أواصل حياتي كباقي البشر وأقوم بمساعدة أبناء إخوتي الصغار في التحضير لدروسهم المدرسية ".

وتتابع: "كل صباح أقوم بتحضير الفطور لعائلتي ومساعدة والدتي في المطبخ، بالإضافة إلى قيامي بالعجن والخبز حيث أشعر بنضوج الخبز عندما أستشعره بحاسة اللمس لدي".

وترى الشقيقتان ان البقاء والنجاح والتميز على كافة الأصعدة في هذا الزمان ليس للكفء فحسب، بل للأكثر كفاءة، والعامل الأقوى في التفوق على كافة المستويات هو الإصرار للتغلب على جميع المعيقات والتحديات في مناحي الحياة ، وأن التفوق والنجاح من وجهة نظر غادة ورانيا يحتاج بذل الجهد والاجتهاد للوصول إلى القمة.