وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراقع يسلم رسالة لاوباما بإسم الاسرى وأهاليهم

نشر بتاريخ: 21/03/2013 ( آخر تحديث: 21/03/2013 الساعة: 17:25 )
رام الله- معا- سلم وزير الاسرى د.عيسى قراقع باسم اهالي الاسرى الى الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال زيارته الى رام الله.

ودعت الرسالة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى التدخل لانهاء معاناة الاسرى الفلسطينيين واطلاق سراحهم، وانهاء معاناة الاسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي.

وفيما يلي نص الرسالة:

سعادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المحترم

تحية طيبة وبعد:

نحن أهالي الأسرى الفلسطينيون القابعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، نرحب بك في فلسطين، آملين أن تكون زيارتك لبلادنا المقدسة خطوة جديدة والى الأمام في ترسيخ أسس السلام العادل في المنطقة وإنهاء هذا الصراع الدامي الذي دفع شعبنا خلاله ثمنا غاليا وقاسيا.

إن الأسرى وأهاليهم يتطلعون إلى زيارتك بروح مفعمة بالأمل والتوقعات العالية، حيث تحتل قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية مكانا هاما وأساسيا في وجدان المجتمع الفلسطيني ، وأن الإفراج عن الأسرى هو مفتاح السلام الحقيقي وأحد استحقاقاته الأساسية الذي يعزز الأمل والقناعة لدى شعبنا بعملية سلام جدية وملموسة في المنطقة.

لقد اعتقل من شعبنا ما يزيد عن نصف مليون مواطن منذ عام 1967، ولا يزال يقبع في السجون الإسرائيلية ما يقارب 4900 أسيرا وأسيرة، منهم النساء والأطفال والنواب وكبار السن والمرضى والمعاقين والموظفين المدنيين والعسكريين والمعتقلين الإداريين ووزراء سابقين وقادة سياسيين، ويعيشون ظروف لاإنسانية، وتمارس بحقهم إجراءات تعسفية وتطبق عليهم قوانين عسكرية تنتهك أحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان.

السيد الرئيس: نأسف لأن زيارتك تزامنت مع مقتل الاسير عرفات جرادات بسبب التعذيب في أقبية وسجون الاحتلال ومع استمرار إضراب الاسير سامر العيساوي منذ 241 يوما وحياته أصبحت مهددة بالموت في أية لحظة بسبب تردي وضعه الصحي، وفي أجواء مشحونة بالغضب الشعبي الفلسطيني والقلق نتيجة استمرار الانتهاكات في السجون وإعادة اعتقال الأسرى المحررين في صفقة شاليط دون لوائح اتهام ومحاكمة عادلة والخوف على حياة الأسرى المضربين.

ندعوك للتدخل لإنقاذ حياة الاسير سامر العيساوي والإفراج عنه لا سيما أنه حوكم ثمانية شهور على تهمة الخروج من القدس إلى الضفة الغربية وسوف يحاكم مرة أخرى على نفس التهمة أمام محكمة عسكرية وهذه سابقة لم تحصل في تاريخ التشريعات القضائية إلا في إسرائيل .

كلنا أمل ينتهي الإحساس من نفوسنا بتعميق الاحتلال حتى ضاقت بنا أرضنا وتحولنا إلى شعب في أقفاص، بسبب عدم وضوح الطريق إلى حريتنا واستقلالنا، وأن يصاحب زيارتك إرادة قرار سياسي بتطبيق مرجعيات السلام العادل في المنطقة القائم على حل الدولتين وإنهاء الاحتلال لشعبنا وأرضنا وأن يكون ذلك بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم المعتقلين ما قبل اتفاقيات أوسلو وعددهم 107 أسرى إضافة إلى النواب المنتخبين والإداريين والمرضى والأسرى الموظفين والنساء والأطفال وتنفيذ الاتفاق بين الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أولمرت بالإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

إننا نرى أن أية مفاوضات سياسية قائمة على إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، ومستنده إلى المرجعيات الدولية ومبدأ حل الدولتين يجب أن يبدأ بجدولة إطلاق سراح آلاف الأسرى كجزء أساسي من أية تسوية عادلة تؤدي إلى الوصول إلى السلام الشامل.

السيد الرئيس:
انك أكثر من يدعو إلى تعزيز المشترك الإنساني بين الشعوب الذي آن له أن يتطور لبلورة السلام الحقيقي، وأنك أكثر من يعرف الفارق بين ما هو إنساني وما هو عنصري في ثقافة الآخرين، مما يحفزنا على الإيمان العنيد لتجنيد عناصر القوة لإعادة عملية السلام إلى ما تفتقر إليه من مبادئ العدل والمساواة والكرامة وبذل الجهد لتحويل دولة إسرائيل إلى شريك لنا في مواصلة السير إلى الأمام.

آن الأوان أن ينسحب السجان من ساحتنا وتشفى ضحايانا من آلامها لتحيا من جديد، فلا حياة طبيعية مع الاحتلال وتحت الاحتلال ، ولا حياة طبيعية أيضا مع النفس لمن يواصل الاحتلال، ويحتجز الآلاف من الأسرى في السجون والمعسكرات ويزرع العذابات في آلاف البيوت الفلسطينية.

نضع بين يديك صرخات أمهات وأطفال الأسرى الفلسطينيين الذين لا يريدون سوى حياة طبيعية ككل البشر بكل ما نملك من شهوة إلى الحرية والسلام والتعايش المتكافئ ولا نريد أن نعود إلى الوراء.

السيد الرئيس الأسرى يملكون ذاكرة حياة وسلام، لا ذاكرة موت، وهذا ما يطلبونه أيضا من الإسرائيليين.