وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاحتلال يشدد من اعتداءاته وينفذ عشرات القرارات بالابعاد عن الاقصى

نشر بتاريخ: 25/03/2013 ( آخر تحديث: 25/03/2013 الساعة: 20:22 )
الاحتلال يشدد من اعتداءاته وينفذ عشرات القرارات بالابعاد عن الاقصى
القدس - تقرير معا - تتبع سلطات الاحتلال ومنذ سنوات سياسات متعددة لفرض سيطرتها على المسجد الأقصى، فاستولت على مفاتيح باب المغاربة وادخلت المستوطنين المتطرفين الى ساحاته، وفرضت اجراءات منع دخول على فئة محددة من المصلين في أوقات معينة، كما فرضت أوامر الابعاد على بعض المواطنين والشخصيات الدينية والعامة بحجج مختلفة.

وقد أصبحت قضية الإبعاد عن الأقصى "السلاح الصامت" الذي تستخدمه سلطات الاحتلال وتشهره بوجه كل من تصفه بـ "مخلاً بالنظام" أو "محرضاً على العنف"، متناسية استفزازات المتطرفين وممارساتهم داخله، وحق المسلمين الطبيعي في الوصول لأداء الصلاة والعبادة.

الشيخ ناجح بكيرات الموظف في دائرة الأوقاف العامة منذ العام 1977، وعين مديراً للمسجد الأقصى العام الماضي، وبعد 35 يوماً من بدء عمله كمدير للأقصى مُنع من دخوله بحجة "تشكيله خطراً على أمن الدولة، ووجود تقارير سرية تفيد بأن وجود الشيخ يعرقل عمل شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى".

مراسلة معا في القدس التقت الشيخ ناجح في مكان بعيد عن الأقصى (لأنه يمنع من ان يقترب مسافة 20 متراً عن المسجد الأقصى)، وأجرت معه حواراً عن طريقة أداء عمله في ظل ذلك المنع:

|189471|
الأمر الحالي هو السابع منذ عام 2003..

وقال الشيخ بكيرات أنه سُلم أمر الابعاد الحالي عن المسجد الأقصى، من تاريخ 3-3-2013 لغاية 3-9-2013، وأُرفق أمر الإبعاد بخريطة تبين الحدود التي يمنع الوصول اليها، حيث يمنع من الوصول لمسافة 20 متراً عن المسجد.

ونوه الشيخ بكيرات الى ان هذا القرار هو السابع منذ عام 2003، حيث كان بشكل متقطع، لكنه منع توليه ادارة المسجد الأقصى في أيلول العام الماضي، وتم تجديده مؤخرا، وخلال الأعوام 2000-2004 منع بشكل كامل من السفر، كما منع طوال العام الماضي من الحديث والتصريح لوسائل الإعلام.

وأضاف :" بعد تعيني بمنصب مدير المسجد الأقصى بـ 35 يوما، جاء قرار المنع، رغم أنه قرار وزاري اردني بحت، وليس من حق سلطات الاحتلال التدخل في شؤون الأقصى، فالاحتلال لم تتمكن من منعي لأكون مديراً فقامت بمنعي الدخول اليه".

تعطيل العمل ومحاولة السيطرة على الأقصى..
وأشار الشيخ بكيرات ان سلطات الاحتلال تريد تعطيل الجهاز الإداري العربي الأردني في المسجد الأقصى، القائم منذ سنوات طويلة أي منذ تشكيل المجلس الإسلامي الأعلى في خمسينات القرن الماضي.

واضاف :" تريد اسرائيل زراعة القلق في نفوس بقية الموظفين في المسجد الأقصى، بأنها قادرة على ابعاد مدير الاقصى وبالتالي باستطاعتها منع اي موظف آخر من العمل والوصول الى المسجد الاقصى"، مشيراً ان 300 موظف من سدنة وحراس في الاقصى بحاجة الى مدير مختص ليتابع امورهم ويخطط لهم، وهناك زوار، ومتطرفين وهم لا يريدون ادارة قوية، تعرف البشر والشجر والحجر في الاقصى من خلال خبراتها العملية فيه لمدة 35 عاماً.

وقال :" اسرائيل تدرك انها لا تملك السيادة والادارة في الاقصى بشكل مطلق، فهي تريد احكام السيطرة عليه، من خلال الغاء وجود ادارة قوية تنفذ السياسات العربية الاسلامية داخله، فنحن نرى وجود صوت فلسطيني".

بالون اختبار..
واعتبر الشيخ بكيرات ان سلطات الاحتلال توجه بالون اختبار في قضية ابعاد مدير الاقصى عن مكان عمله، والابعاد يشكل شبحاً للمقدسيين سواء كانوا من موظفين دائرة الأوقاف أو مصلين، فاصبحوا جميعهم بين المطرقة والسندان، ففي حال التدخل عند اقتحام الاقصى يتم ابعادهم عنه، وبالتالي الاحتلال يستخدم الابعاد كسلاح لضرب المقدسيين الناشطين لتنفيذ مآرب يهودية.

عشرات في دائرة الإبعاد..
وكشف الشيخ بكيرات انه منذ عام 2004 حتى اليوم هناك 217 مبعدا عن الأقصى، 101 ابعدوا منذ مطلع العام الجاري، منوهاً انه في يوم واحد تم ابعاد 65 سيدة، وفي يوم آخر 35 سيدة، وجميعهن من نساء "مصاطب العلم" بالاقصى.

واعتبر الشيخ بكيرات الابعاد مخطط لتهيئة للتقسيم الزمني للمسجد الاقصى، وبالتالي يكون من أسهل على سلطات الاحتلال تقسيمها مكانيا.

وقال:" ان سياسة الابعاد مقدمة لتقسيم المسجد الاقصى، فاسرائيل تسارع بالاحداث وتريد "جني الثمار"، والسيطرة على الاقصى، حيث قال باراك في احد التصريحات "لقد تأخرنا في السيطرة على جبل الهيكل"، وقال الشيخ بكيرات :"حاولت القيام بعملي وامارسه من دائرة الاوقاف القريبة من الاقصى، وبعد دوامي بيوم واحد تفاجأت بقوات اسرائيلية تقتحم منزلي في صور باهر وتقوم باعتقالي بحجة مخالفة امر الابعاد، وبعد توقيفي تم اعطائي خريطة جديدة أُمنع فيها من الوصول الى دائرة الاوقاف".

تحدٍ للقرار الاسرائيلي..
واعتبر الشيخ بكيرات نفسه مديراً شبه مسجون بالقرارات الإسرائيلية ومقيد اليدين، رغم متابعته الدائمة واليومية لما يحصل في الاقصى، ومشاركته في الفعاليات التي تفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بالقدس، وقال :"سأكسر القرار الإسرائيلي واتحمل السجن، فلا يمكن أن أرى الاقصى وأبقى مقيد اليدين، وبكسر القرار الاسرائيلي سأكسر قرارات الابعاد عنه والاجراءات الاسرائيلية الظالمة بحق المسجد الاقصى".

وأوضح أن اسرائيل استفادت بما يحصل بالدول العربية من انشغالهم بأمورهم الداخلية، فاصبح هناك زيادة في نشاطاتها في الاقصى دون محاسب ولا رادع، اضافة الى الدعم امريكي اللا محدود لاسرائيل، واضاف :" ان الله استودعنا لنكون حامين للمسجد الاقصى فمن واجبي القيام بذلك ولن اتنازل عن حقي بالدفاع عنه، وسنؤدي دورنا بأمانة".

الشيخ عزام الخطيب..
بدوره استنكر مدير دائرة الاوقاف الاسلامية الشيخ عزام الخطيب منع أي مسلم سواء كان موظفاً أو غير موظف من الدخول الى الاقصى، واعتبر منع مديره أمراً خطيراً جداً، مضيفاً :"لقد تم إبلاغ الحكومة الاردنية في حينه".

واشار الشيخ الخطيب ان هناك 10 موظفين ممنوعين من دخول الاقصى، كمدير الاقصى وحراس آخرين، ومنهم من يمنع من الدخول الى الأقصى منذ سنوات.