وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخيم المغازي.. كثافة سكانية بلا مدارس ثانوية حكومية

نشر بتاريخ: 27/03/2013 ( آخر تحديث: 27/03/2013 الساعة: 14:10 )
غزة- معا - يعاني طلاب قطاع غزة في المدارس الحكومية من عدة صعوبات وعقبات تحول دون الطلاب ومستواهم التعليمي، كالتكدس الصفي "ارتفاع عدد الطلاب في الصف الواحد"، وقلة المظلات في ساحات المدارس، بالإضافة إلى قلة المكتبات المدرسية.

أما بالنسبة لمخيم المغازي الواقع بالمحافظة الوسطى وسط القطاع فإن حاله يختلف عن باقي مخيمات ومدن القطاع، إذ يخلو المخيم من المدارس الثانوية الحكومية التي تخدم أبناء المخيم من الذكور، في حين توجد مدرسة ثانوية حكومية واحدة فقط للبنات "مدرسة شهداء المغازي"، تعمل المدرسة بنظام الفترتين "صباحي ومسائي".

فمنذ عشرات السنين يشق أبناء وطلاب مخيم المغازي من الذكور طريقهم إلى مدرستي المنفلوطي بمدينة دير البلح وخالد بن الوليد بمخيم النصيرات نظراً لعدم وجود مدرسة ثانوية في مخيمهم رغم ان عدد سكان المخيم يصل الى نحو خمسين الف نسمة.
|210082|
وحال الطالب "معاذ إسماعيل" لا يختلف عن حال مئات الطلبة الذين يرغمون للذهاب إلى المدرسة مشياً في بعض الأحيان مرغمين بفعل الأوضاع المادية الصعبة التي لا تمكنهم من دفع أجرة المواصلات إلى المدرسة بشكل يومي.

الطالب معاذ في الصف العاشر والمقيم بمخيم المغازي، يدرس بمدرسة المنفلوطي بمدينة دير البلح الواقعة وسط قطاع غزة، مشيرا إلى أن الطريق نأخذ منه مشياً على الأقدام قرابة النصف ساعة

أما الطالب "مصطفى اللي" من سكان المخيم ذاته فحاله أفضل قليلاً من باقي طلاب جيله فهو يذهب إلى مدرسته بسيارة أجرة ويغادرها بالطريقة نفسها، مشيرا إلى تكلفة المواصلات الباهظة والتي تكلفة سنويا قرابة 800 شيكل.

وأشار اللي إلى أن مصروفه اليومي يصل إلى 7 شيكل يوميا بسبب تكلفة المواصلات، وهو الأمر الذي يحاول إخفاءه عن زملائه ممن يستخدمون أقدامهم في الذهاب والمغادرة من المدرسة.
|210085|
كما ويقوم اللي في بعض الأوقات بالمشي على الأقدام مع زملائه في طريق الذهاب أو المغادرة من المدرسة، كنوع من المشاركة مع زملائه للأوضاع الصعبة التي يعيشونها.

ويشارك المعلمون من ذات المخيم تلاميذهم ذات المعاناة، إذ يحاول أستاذ الثانوية "ماهر المغاري" 40 عاماً إعداد نفسه مبكراً بساعتين من أجل الوصول إلى مدرسته، فبعض الأحيان يذهب مشياً على الأقدم وأيام أخرى يستقل سيارة إن كان الوقت أصبح متأخراً.

ويقول المغاري: "إن كان الوصول إلى المدرسة بسيارة أمر ممكن في بداية الدوام؛ فالعودة إلى البيت أمر غير ممكن، وذلك نظراً لأعداد الطلاب والمعلمين الذين يريدون الوصول إلى بيوتهم عبر سيارات الأجرة، الأمر الذي يتمثل بكثرة الركاب وقلة السيارات".

مدير مدرسة المنفلوطي "ماهر شلط" يرى أن طلاب المغازي يشكلون نسبة عالية من طلاب مدارس الثانوية المنتشرة في أرجاء المحافظة الوسطى الأمر الذي دفعه لمناشدة وزارة التربية والتعليم لبناء مدرسة ثانوية للبنين في المخيم.

وبتقديراته فإن طلاب المغازي يشكلون قرابة 35% من مجمل عدد طلاب المدرسة، والتي تعمل وفق نظام الفترتين الصباحية والمسائية، مشيراً إلى معاناة المدرسة من التكدس الصفي، حيث يصل عدد طلاب الصف الواحد قرابة الأربعين طالب.

من ناحيته أكد م. باسم شراب مدير عام المشاريع بوزارة التربية والتعليم المقالة أن مشروع بناء مدرسة ثانوية تخدم الذكور من مخيم المغازي على سلم أولويات الوزارة، مشيرا إلى أنها ضمن برنامج "الصندوق الكويتي".

وأشار شراب إلى أن وزارته حصلت على قطعة ارض بمساحة 4 دونمات على أطراف مخيم المغازي من سلطة الأراضي بغزة، منوهاً إلى أن وزارته تعمل على بناء عدد من المدارس الثانوية في كافة محافظات غزة لإيقاف عمل المدارس بنظام الدبل شيفت "الفترتين".

الجدير ذكره أن مخيم النصيرات يحتوي على مدرستين ثانوية للبنين، وثلاث للبنات، ومخيم البريج اثنتان موزعتين على كلا الجنسين، وكذلك مدينة الزهراء، ودير البلح قرابة الثلاثة أيضاً، في ظل أن مخيم المغازي يضم مدرسة واحدة للبنات أضحت تعاني حالياً من تكدس أعداد الطالبات في الفصول الدراسية.