|
وحدات الاغتيال والقتل "المستعربين"
نشر بتاريخ: 30/03/2013 ( آخر تحديث: 01/04/2013 الساعة: 09:15 )
بيت لحم- معا - تفاخرت إسرائيل بوحداتها الخاصة واضفت عليها هالة كبيرة من حيث قدراتها الخارقة وجندت الإعلام أكثر من مرة في تضخيم هذه الهالة عبر نشر قصص منسوبة لمصادر أمنية أو غربية هي اقرب إلى قصص الخيال بهدف تعزيز الحالة الذهنية الرادعة التي ترسخت لدى كثير من العرب وغير العرب في سياق تعاملهم مع الجيش الإسرائيلي وقدراته غير المسبوقة.
وميز الإعلام الإسرائيلي خلال تغطيته المستمرة والممنهجة عمل ما يسمى بالوحدات الخاصة "المستعربين" وغيرها من الوحدات التي تأخذ شكل "الكوماندوز" فما هي حقيقة هذه الوحدات وكيف تعمل؟ أسئلة سنحاول الإجابة على بعضها عبر هذه العجالة الهادفة إلى إلقاء الضوء على جزء من هذه الوحدات. تعتبر الكثير من الوحدات الإسرائيلية الخاصة اقرب إلى فرق الاغتيال والتصفية أكثر منها إلى فرق كوماندوز تقليدية وسجل تاريخها الطويل الكثير من عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة فلسطينيين في الخارج أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة خلال الانتفاضة الأولى والثانية حيث نشطت ما يسمى بوحدات المستعربين وهي وحدات قتل ممنهج ومقصود وان حاول قادتها إخفاء نيتها المسبقة بالقتل عبر الادعاء بمحاولتها اعتقال النشطاء الفلسطينيين خاصة داخل الوطن المحتل لكن "النشطاء" لم ينصاعوا لأوامر الاعتقال فتم قتلهم وتصفيتهم وهو الادعاء الذي تنفيه الوقائع الميدانية والكثير من أفلام التوثيق التي نشرتها منظمات حقوقية إسرائيلية ودولية وبعض هواة التصوير والتي أظهرت عمليات القتل والاغتيال المباشر دون سابق إنذار. من هي وحدات "المستعربين" وكيف تعمل؟ وحدات "المستعربين "وحدات اغتيال وقتل متخصصة تستخدم أساليب خاصة لتنفيذ جرائمها أهمها التنكر بلباس الفلسطينيين. وتعمل خارج القانون المعروف وتنفذ عمليات إعدام دون مساءلة أو متابعه أو محاكمة فتغتال النشطاء الفلسطينيين دون محاكمتهم ودائما هناك حجة بأنهم لم يتمكنوا من اعتقالهم. وهذه الوحدات ليست بالجديدة في تاريخ الصراع وسجل الأساليب الإسرائيلية وطرق القتل والاغتيال التي اعتمدتها القيادات الإسرائيلية المتعاقبة بل سبقت في قدمها إقامة إسرائيل نفسها خلافا لما يعتقده الكثيرون الذين ربطوا قيام هذه الوحدات بالانتفاضة الأولى عام 1987. وحملت اول وحدة "مستعربة " أقامتها منظمة " البلماخ " الصهيونية اسم "الدائرة العربية" وتخصصت بالتجسس وتنفيذ العمليات التخريبية واستهداف الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية والدول المجاورة واستمر عمل الوحدة من عام 1943- 1950. وتولى إقامة هذه الوحدة عام 1943 رئيس الدائرة السورية في منظمة " البلماخ" يروحام كوهن وتشكلت من اليهود المتحدرين من الطوائف اليهودية الشرقية. وكانت عملية تفجير ميناء طرابلس اللبناني أشهر عملياتها التخريبية إضافة لنشاطها في مجال زرع المستعربين في صفوف الفلسطينيين الذين فروا من مدينة حيفا حيث ادعت المصادر التاريخية الإسرائيلية ان كثير من عناصر الوحدة فروا مع الفلسطينيين "متنكرين بصفة اللاجئين الفارين من جرائم المنظمات الصهيونية" إلى بيروت وأقام هؤلاء المستعربون الأوائل قيادتهم في بيروت منتظرين تكليفهم بمهام محددة ونفذوا عمليا جمع معلومات واسعة إضافة للكثير من العمليات التخريبية وفقا للمصادر التاريخية الإسرائيلية. وتنوعت فيما بعد الوحدات الإسرائيلية الخاصة وحملت أسماء مختلفا وهذه نبذة سريعة عن بعضها. 1- وحدة "شاكيد" أو الوحدة رقم "424 " التابعة للجيش أقيمت عام 1955 بهدف مواجهة ما أطلق عليهم حينها لقب "المتسللين" الفدائيين عبر الحدود الجنوبية مع مصر وتم تفكيكها عام 1979 . وبررت إسرائيل حينها إقامة الوحدة بان الفلسطينيين يحاولون العودة لقراهم بحماية الجيش المصري الذي كان يسيطر على غزة, ورصدت إسرائيل منذ عام 1948 وحتى إقامة الوحدة 1955 أكثر من 3000 عملية فدائية على حدود غزة وداخل الخط الأخضر أوقعت العديد من القتلى ما برر إقامة وحدة "شاكيد" التي نفذت الكثير من العليات الانتقامية. 2- وحدة "دوفدوفان" تابعة لقوات المشاة الإسرائيلية ويتركز عملها في الضفة الغربية وتخضع لإمرة قيادة المنطقة الوسطى. وتتلخص مهمتها باعتقال وتصفية النشطاء الفلسطينيين وأقيمت قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى " 1986 " بأمر من قائد المنطقة الوسطى في حينه "ايهود باراك " وكان قائدها الأول " اوري بار ليف" وتشكلت في بداياتها من عناصر تابعة للكوماندوز البحري وقوات المظليين وعملت فقط بطريقة المستعربين. 3- وحدة شمشون وهي شبيهة من حيث طريقة العمل والتشكيل بوحدة "دوفدوفان "مع اختلاف منطقة عملها التي انحصرت في قطاع غزة وجرى حلها مع إقامة السلطة الفلسطينية عام 1994 رسميا على الأقل. 4- وحدة "حرميش" وهي وحدة مشاة منتخبة وشملت منطقة عملها الضفة الغربية وقطاع غزة وكانت تتبع لقيادة المنطقتين الوسطى والجنوبية وتخصصت بتنفيذ العمليات الميدانية داخل التجمعات السكنية الفلسطينية بهدف إحباط اعمال المقاومة وتصفية المقاومين ونفذت الكثير من عملياتها بطريقة " المستعربين". 5- وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود "يماس" أقيمت في بداية التسعينيات من القرن الماضي بهدف تنفيذ عمليات اغتيال واعتقال داخل القدس المحتلة ومناطق الخط الأخضر ومن ثم امتد عملها إلى مناطق الضفة الغربية. 6- أخيرا الوحدة الخاصة التابعة لسلطة السجون الإسرائيلية "متسادا" أقيمت عام 2003 وغالبية عناصرها من جنود قوات النخبة المسرحين وتهدف إلى قمع الأسرى الفلسطينيين والسيطرة عليهم بالقوة. وأخيرا هناك وحدة خاصة تابعة لكل فرع أو كتيبة عسكرية إسرائيلية تقريبا يطلق على بعضها لقب"رأس الحربة " وتنحصر مهامها بتقدم صفوف القوات المهاجمة وفتح الطريق أمام الكتلة العسكرية الرئيسية إضافة إلى جمع المعلومات من خلف خطوط "العدو" كما يوجد الكثير من الوحدات الخاصة التي تمنع إسرائيل حتى يومنا هذا نشر أي أمر يتعلق بها أو بمجرد وجودها ما يعطي إسرائيل صفة دولة "القوات الخاصة" وبالتالي دولة الاغتيالات والتصفيات خارج "القانون ". |